قدماه يزحفان على الأرض بسرعة شديدة بسبب إصابته بالشلل النصفي، وآخر أصيب بشلل كامل نتيجة ضربات الشوم على ظهره ورأسه، والبعض غير قادرون على التحكم بجسدهم حتى لكي يحددوا الإناء الذي يأكلون منه، تتجول مجموعة من الكلاب البلدي بكل ألوانها في فناء الجمعية المصرية للرحمة بالحيوان الشهيرة ب "إسما"، مُعظمها كلاب معاقة بإعاقات بالغة الصعوبة من شلل وقطع أطراف، وتخلف عقلي، وتهتك في الجلد نتيجة قذف مياه نار على أجسادهم، أو تفكك في العظام بسبب إلقائهم من أدوار عالية للشارع. رصدت "الوطن" أصعب الحالات الصحية الموجودة داخل الجمعية، والتي نتجت عن عنف بعض المواطنين في تعاملاته مع حيوانات الشارع. أوضحت منى خليل، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للرحمة بالحيوان، أن "أصعب الحالات التي مرت عليها هي حالة ألقي عليها مياه نار"، مضيفة "جت لنا كل جلدها واقع وعمودها الفقري باين"، معظم الحالات التي يتلقونها من محافظة الإسكندرية، والكلبة "شاي" كان من أسوء الحالات التي مرت عليها، إذ إنهم ظنوا أن عيناها غير موجودتين، كما أن لديها عدد من الأمراض المنتشرة في أنحاء جسدها، ووزنها لا يتجاوز ال 10 كليو، وعندما تبنتها امرأة أمريكية اكتشفت أنها تعاني من سرطان، فبدأت في علاجها بالكيماوي وشفيت منه وراحت تهتكات جلدها، واكتشفوا أن عيونها لازالت موجودة. أما الكلب "أوتو" الذي أتى لهم من الإسكندرية أيضا، حاول أهالي المنطقة قتله وهو "جرو صغير" لا يتجاوز الشهرين، "حاولوا يخبطوه بالعربية علشان يموت لكنهم فشلوا، فقرروا ضربه بالشوم على دماغه لحد ما شخص أنقذه وجابهولنا، ونتج عن ذلك كسر في الظهر وشلل تام لن نستطيع علاجه، وارتجاج في المخ نتيجة الخبط المباشر على الرأس وليس لديه أي اتزان وغير قادر على التحكم في جسده في يومه الطبيعي، "دلوقتى بيتحسن بس لازم حد يساعده وهو بياكل لحد ما يسيطر على نفسه تماما"، حسب "منى خليل". أما عن "كليوباترا"، الكلبة الشهيرة التي تم قتل ابنائها أمام أعينها بعصي بها مسامير حادة، فهي غير قادرة على فعل أي شيء لهم، بجسدها لبنً لأطفالها الذي ظل وهم فارقوها، ساعدها مجموعة من المتطوعين وعالجوها من الألم النفسي قبل الجسدي حتى تبنتها فتاة أمريكية وسافرت إلى هناك. ووصفت فريدة صيام، أحد المتطوعين الموجودين بالجمعية، الكلبة "بيري" بأنها أصعب الحالات التي رأتها هناك، فهي كانت مصابة بالشلل بسبب هجوم أو عنف وقع عليها، ونتيجة لتركها فترة في الشارع تأكل عظمها وقُطع ذيلها، وهي تجلس الآن في غرفة عزل حتى تستطيع التحرك بالعجل وبعد ذلك سيتم إطلاق سراحها مع باقي المجموعات. أغلب الحالات التي مرت على "محمد إبراهيم"، العامل بالجمعية، من بدايتها كانت صعبة وبالغة الألم، فهناك من ألقي من الدور الرابع، وهناك من تعرض لحادث تصادم مع سيارة عن قصد، فضلا عن كلاب ألقي عليها مياه نار أو تعرضت للحرق.