العمل الجاد المنجز يخرس الشائعات. النموذج الواقعى للنجاح يجهض المؤامرات. الفعل الحقيقى يحطم سطوة الغش والنجاح ينجب نجاحات أخرى تضيف شموخاً وثقة وكبرياء. وما من قصة نجاح إلا وتبدأ بطموح وتستمر بالإرادة والتحدى. وعندما يصبح النجاح حقيقة يصبح الأقدر على حشد مشاعر وجهود جموع الناس. قناة السويس الجديدة دليل جديد يؤكد هذه النظرية وهذا المنطق الذى لا ينبغى أن نفكر أو نعمل إلا به، والمؤكد أن من حقنا الاحتفال بميلاد الثقة والتفاؤل الذى نباهى به الأمم ومن حقنا المبالغة فى الاحتفال أحياناً ولكن لا يجب أن نكتفى بالاحتفالات أو نحيا فقط بهذا الإنجاز، فلن نحيا إلا إذا كنا على موعد متكرر ودائم من الإنجازات. وحتى يكتمل الفرح بهذا الإنجاز الذى تحقق، فلا بد أن يكون هناك شرح للفوائد الاقتصادية التى ستعود على الوطن والمواطن من هذا المشروع، وما الفوائد المستقبلية والتدريجية. لا بد أن يعرف الناس أن 64 ملياراً شاركوا بها لحفر قناة جديدة كانت فكرة رفيعة الذكاء وجدواها الاقتصادية مثمرة. لا بد أن نعرف ما دراسة الجدوى التى سبقت هذا المشروع، وكيف ستصنع فارقاً فى حياة الناس، ولا بد أن نعلم ملامح ومعالم تنمية محور قناة السويس الجديدة بالمناطق الصناعية والتجارية والخدمات التى ستقدم والعائد من ذلك على فرص العمل والتشغيل على الناتج القومى. الناس فى احتياج للمعرفة والفهم حتى نغلق كل منافذ الشك وكل ما يطرحه البعض من استفهامات خبيثة أو طيبة عن العائد الاقتصادى وعن التغيير الذى سيحدث فى حياة الناس وأن تكون المعلومات والأرقام والخطط معلنة بكامل الشفافية، فالمعرفة حق أصيل لكل مواطن. وحتى لا نجلس بجوار قناة السويس وحتى يغدق النجاح علينا مزيداً من النجاح، فالنجاح فيما نراه وفيما يكمن من نظرتنا للأشياء ولا بد أن نمتلك إرادة اعتلاء منصة النجاح والبقاء عليه، وبالتالى لا بد أن تدرس الرئاسة ومجلس الوزراء تدشين مشروع شهرى فى كل وزارة، ومؤكد أن قناة السويس ليست مشروعاً يتكرر كل شهر، ولكن كل وزارة تستطيع تقديم مشروع تصنع فارقاً واضحاً وملموساً فى حياة الناس، وينشغل الإعلام بهذه المشروعات طوال الوقت ليدب الروح فيها، فالإعلام مع احتفاظه بسوءاته وسيئاته يتفاعل مع الإنجازات ويقدم روحاً حقيقية ومعلومات حقيقية بعيداً عن «الفتْى»، والتنظير مشروع كل شهر كى لا يكون الإنجاز لدينا لحظة تاريخية وتنتهى بل يجب أن يكون هناك وقود طوال الوقت للعمل والمعلومات. لا بد أن يكون اتجاه التفكير فى الدولة هو تقديم المشروعات بعد دراستها جيداً، وإعلام الناس بها حتى نخلق مناخاً للعمل والتجويد فيه وحتى لا تكون هناك إنجازات دون تسويق حقيقى لها لتبقى أجزاء كثيرة من الصورة إما مظلمة أو ضبابية. وماذا بعد؟ يجب أن يبقى التحدى الدائم. اليقين والفعل يقتلان الشك ويهزمان الفشل عندما يكون هناك عمل حقيقى على الأرض يتغير الواقع فى كل اتجاه، ولا بد أن تمتلك كل وزارة عقولاً لديها سخاء الأفكار وآليات تنفيذية منجزة ومبدعة تكون مهمتها صنع استراتيجية الوزارة للخلاص من المشاكل والفساد ولتقديم خدمات حقيقية وحضارية وإنسانية للقضاء على ثقافات سلبية وأمراض اجتماعية تحتفظ دوماً بقدرتها على الوقوف أمام البناء والتقدم والإنجاز لا بد أن تكون هذه الهيئة المبدعة فى كل وزارة على صلة وتنسيق وتعاون مع وزارة التخطيط، ومع الوزارات المعنية الأخرى. حتى يكون الناتج فعلاً حقيقياً لا بد أن يقدم الإنجاز والنجاح على أى معوقات، ويكون الهدف مصلحة الوطن والمواطن فقط وإعلان هذه المشروعات وطرحها على الإعلام سيساعد فى الإنجاز، وفى سيادة مناخ الثقة والنجاح حتى لا يكون الإنجاز لحظة استثنائية، وحتى نبحث دائماً عن مخرج للإنجاز والنجاة من فوضى الفشل، وننحاز للنجاح وللقيم، ولا بد لكى نحمل اسم مصر بكبرياء وغرور ووعى عميق أن نمضى فى الاتجاه المعاكس للهزيمة والفشل. فالنجاح لنا زهو ووجاهة وإرادة وتحدٍ وعنفوان وحياة، ولا صوت يعلو على صوت العمل.