سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«ستراتفور» الاستخباراتية الأمريكية: فتح معبر رفح قد يدفع إسرائيل لمواجهة مع القوات المصرية صواريخ «فجر5» الإيرانية وأنظمة الدفاع الجوى ومضادات الدبابات و«غياب مبارك» أكثر ما يقلق الجيش الإسرائيلى
توقعت وكالة «ستراتفور» الاستخباراتية الأمريكية أن تطور إسرائيل ضرباتها الجوية إلى هجوم برى قريباً ووقوع أعداد كبيرة من الجرحى والقتلى، وأشارت الوكالة الاستخباراتية الخاصة فى تقرير إلى أن امتلاك المقاومة الفلسطينية صواريخ «فجر 5» الإيرانية وأنظمة الدفاع الجوى المحمولة ومضادات الدبابات و«غياب مبارك» هى أهم أوجه الاختلاف بين العملية الحالية وعملية «الرصاص المصبوب» الناجحة عسكرياً فى أواخر عام 2008 وبداية 2009. وأوضحت «ستراتفور» فى تقريرها - اعتماداً على قراءتها للمشهد الحالى ودراسة عملية الرصاص المصبوب - أن أى عملية برية محتملة ستكون شبيهة إلى حد بعيد ب «الرصاص المصبوب» تكتيكياً لتشابه الأهداف بين العمليتين فضلاً عن ثبات مسرح العمليات وتوازن القوى بين الجيش الإسرائيلى والمقاومة الفلسطينية؛ لكن هناك اختلافين أساسيين عن هجوم 2008، أولهما خاص بالمسرح الجنوبى للعمليات، فخلال عملية الرصاص المصبوب، ساعدت قوات الأمن المصرية إسرائيل بإغلاق وتأمين معبر رفح من ناحيتها وسمحت للقوات الإسرائيلية باحتلال ممر فيلادلفيا، ومن غير المحتمل أن تفعل مصر -بعد سقوط مبارك وتولى رئيس إخوانى- ذلك الآن، والقاهرة أعلنت بالفعل أن معبر رفح سيظل مفتوحاً، وهذا يحتم على القوات الإسرائيلية أن تقطع بنفسها خطوط الإمداد القادمة من الجنوب -من الجانب المصرى- إلى مدينة غزة، وقد يتطلب هذا أن تحتل القوات البرية الإسرائيلية الحدود بين مصر والقطاع، لأن الضربات الجوية وصواريخ الأسطول الإسرائيلى قد لا تستطيع إنجاز المهمة، واحتلال الحدود الجنوبية يعنى توسيع نطاق العمليات مقارنة ب«الرصاص المصبوب» فى الفترة 2008-2009، والأهم أنه قد يؤدى لاحتكاك مباشر مع القوات المصرية. الاختلاف الثانى -كما ترصده المؤسسة الاستخباراتية الخاصة- خاص بمسرح العمليات فى الشمال، فهدف العملية المعلن هو شل قدرات المقاومة الفلسطينية عن إطلاق صواريخ تصل لحدود إسرائيل الجنوبية، وفى عملية «الرصاص المصبوب» -التى كانت تسعى لتحقيق نفس الهدف- تركزت العمليات على تطهير منصات الإطلاق فى مدينة غزة والمناطق المحيطة بها؛ لكن مع امتلاك المقاومة صواريخ فجر 5 الإيرانية التى أصبحت أبعد مدى من الصواريخ التى كانت تستخدمها فى 2008 سيضطر الجيش الإسرائيلى لعزل وتطهير مناطق أوسع فى القطاع تصل حتى جنوب مدينة النصيرات، ويترتب على ذلك استخدام عدد أكبر من القوات ووقت أطول لإتمام المهمة. وفى «الرصاص المصبوب» اعتمد الإسرائيليون بشكل رئيسى على الدعم الجوى والمدفعية الثقيلة وسلاح المهندسين لشق طرق مختلفة نحو أهدافه بعيداً عن نقاط العبور الثابتة لتجنب ألغام الفصائل الفلسطينية، وحسب تقديرات «ستراتفور» فمن المحتمل أن يستخدم الجيش الإسرائيلى نفس التكتيكات بعد تطويرها، لكن من المفترض أيضاً أن المقاومة فى غزة لن تكرر نفس أخطائها وسيستخدمون تكتيكات مختلفة لإلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر بالجنود الإسرائيليين، وهناك تقارير غير مؤكدة تشير إلى استخدام الفلسطينيين خلال الأيام القليلة الماضية بالفعل أنظمة الدفاع الجوى المحمولة وصواريخ مضادة للدبابات ما قد يمثل تحدياً للقوات الإسرائيلية التى لم تعتد مواجهة أسلحة تحد من تحليق طائراتها على ارتفاعات منخفضة وتحركات مدرعاتها داخل القطاع.