يستخدم الكثير من الناس آيات القرآن الكريم والآذان "نغمة" للهاتف المحمول، ولا يعلم بأن آيات القرآن لها قدسيتها ومكانتها الخاصة التي تليق بها، وأن الله عز وجل أمرنا باحترام القرآن وتعظيمه وحسن التعامل معه، بطريقة تختلف عن تعاملنا مع غيره، فلا يمس المصحف إلا طاهرا لقوله تعالى في سورة الواقعة: "إنه لقرآن كريم، لا يمسه إلا المطهرون"، كما أنه لا يجوز وضع شيء من الكتب على المصحف، لأنه يعلو ولا يعلى عليه، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه. وفي هذا السياق، دارت الافتاء المصرية على سؤال ورد إليها من أحد مراسليها عبر موقعها الإلكتروني، مضمونه "ما حكم من جعل القرآن أو الآذان نغمة للهاتف المحمول؟". وأجابت الدار: "ليس من اللائق ولا من كمال الأدب في تعاملنا مع القرآن أن نجعله مكان رنة الهاتف المحمول، لأن له من القدسية والتعظيم ما ينأى به عن مثل ذلك لقوله تعالى: "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"، الحج. وأضافت الدار، أن وضع آيات القرآن مكان رنات المحمول، فيه عبث بقدسية القرآن الكريم، الذي أنزله الله للذكر والتعبد بتلاوته وليس لاستخدامه في أمور تحط من شأن آيات القرآن الكريم وتخرجها من إطارها الشرعي، فنحن مأمورين بتدبر آياته وفهم المعاني التي تدل عليها ألفاظه، ومثل هذا الاستخدام فيه نقل له من هذه الدلالة الشرعية إلى دلالة أخرى وضعية على حدوث مكالمة ما، ما يصرف الانسان عن تدبره إلى الاهتمام بالرد على المكالمة، إضافة إلى ما قد يؤدي إليه من قطع للآية وبتر للمعنى بل وقلب له أحيانا عند إيقاف القراءة للرد على الهاتف". وتابعت الدار: "كذلك الحال في الآذان، لا يليق به أن يكون رنة للهاتف المحمول، لأنه شرع للإعلام بدخول وقت الصلاة، وفي وضعه رنة للهاتف إحداث لبس وإبهام بدخول الوقت، كما أن فيه استخداما له في غير موضعه اللائق به". ونصحت أمانة الفتوى، بأنه يمكن للإنسان أن يستخدم بديلا عن ذلك الأناشيد الإسلامية أو مدائح نبوية تتناسب مع قصر رنة الهاتف، أما كلام الله تعالى فله قدسيته وتعامله الخاص اللائق به.
