سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«نيويورك تايمز»: «التنظيم» دولة فاعلة تستخدم «الرعب» لتحقيق أغراضها أستاذ ب«هارفارد»: الحملة الأمريكية ضد التنظيم «متواضعة».. والقضاء عليه يستلزم تدخلاً أجنبياً قوياً واسع النطاق
قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فى تقرير أمس، إن تنظيم «داعش» الإرهابى استطاع التحول إلى دولة فاعلة بأمر الواقع، حيث تفوق التنظيم الإرهابى على الحكومات السورية والعراقية من ناحية مقاومة الفساد والرشاوى على الرغم من تدمير الآثار والمجازر التى ارتكبها التنظيم الإرهابى وسبى النساء وتحويل الأطفال إلى آلات قتل. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن التنظيم الإرهابى نجح فى أن يجعل المواطنين فى الأماكن التى يسيطر عليها يشعرون بنوع من الأمان النسبى من عدم التعرض لعمليات سرقة، حيث يقول «بلال» الذى يقيم فى محافظة «الرقة» السورية التى يسيطر عليها التنظيم، إنه «بات يمكن للثرى أن يسافر من الرقة إلى الموصل حاملاً مليون دولار ولن يجرؤ أحد على سرقته منه». وتابعت الصحيفة الأمريكية: «داعش كان يؤدى فى البداية دوراً واحداً هو دور المنظمة الإرهابية التى يعتبرها الناس أكثر دموية حتى من القاعدة ثم شرع فى الاستيلاء على الأراضى، وبشكل متزايد بدأ داعش فى بناء نظام للحكم كولاية عاملة مستقلة تستخدم الرعب كوسيلة أساسية لتحقيق أغراضها. وهذا التمييز لم يعد مجرد مسألة منظورة بالنسبة لمن يعيشون فى ظل هذا النظام الذى أثبت قدرته على الحفاظ على الأقل على قدر من الاستقرار فى منطقة تشوبها الحروب والفوضى إثر تزعزع أنظمة كانت أيضاً تستخدم سبلاً قمعية للحكم». وأضافت «نيويورك تايمز»: «يرى المحللون أنه فى الوقت الذى لا يتوقع فيه أحد أن يرى داعش مثالاً للدولة العاملة المسئولة عن رعاياها، فإن التنظيم اتخذ خطوات فاعلة خاصة بإدارة الدولة مثل إصدار بطاقات هوية وسك العملة ووضع قواعد توجيهية للصيد، وغير ذلك من القواعد الخاصة بإدارة شئون الدولة». ونقلت الصحيفة عن ستيفن والت، أستاذ الشئون الدولية بجامعة «هارفارد»، قوله إنه «يجب النظر للتنظيم على أنه منظمة ثورية تبنى دولة»، لافتاً إلى «استمرار داعش فى وجه الحملة العسكرية المتواضعة التى قادتها الولاياتالمتحدةالأمريكية على مدار العام الماضى»، مؤكداً أنه «أصبح من الواضح أنه لن ينجح الحل العسكرى إلا فى حالة تدخل أجنبى قوى وعلى نطاق واسع». وقالت الصحيفة الأمريكية إن الناس باتوا يتقبلون حكم «داعش» بشكل أكبر، حيث إن مرتكب الجريمة فى «داعش» يتلقى العقاب على الأقل وهو أمر لا تفعله الأنظمة القمعية التى كانت تحكم سابقاً فى سوريا والعراق، مضيفة: «يمكن بسهولة رؤية أوجه التشابه بين هذا الموقف والموقف الشعبى الأفغانى من طالبان الذى ساعد الجماعة على توطيد سلطتها وفرضها حين بدأ ظهورهم على الساحة». وقال النائب السابق للاستخبارات المركزية الأمريكية ماك لافين، إنه من المستبعد أن يتحول «داعش» إلى دولة شرعية لها مطارات عاملة وجوازات سفر، ولكن الأمر ليس بالمستحيل.