في صباح اليوم الرابع من العشر الأواخر في شهر رمضان المعظم أستيقظ سكان وسط القاهرة علي صوت انفجار ضخم تأثرت به الكثير من البنايات وتهشمت واجهاتها الزجاجية وتضررت بنايات أخري قديمة وضعيفة ضعف ساكنيها من أهل بولاق أبو العلا المجاورين للقنصلية الايطالية وتضارب للأخبار كالعادة ما بين أنها سيارة مفخخة تحمل نصف طن متفجرات أم ربع طن متفجرات وكذا عدد القتلى والجرحى والأضرار الناجمة عن الموجه الانفجارية ولم يسأل أحد من أين أتوا بكل هذه الكمية من المتفجرات ؟ وكيف عبروا بها الآكمنه الثابتة والمتحركة للشرطة؟!. وكما يحدث في كل مرة يقوم السيد وزير الداخلية بتفقد موقع الحادث ويليه السيد المحافظ ويتبعه السيد رئيس الوزراء والأهم من ذلك ويتقدمهم الأجهزة المعنية وتصريحات وتعليقات السادة المتحدثين الرسميين وغير الرسميين وتنتهي الحفلة بتحمل الدولة أي المواطن تكلفة إصلاح ما تخلف عن تلك التفجيرات و كذلك بتشديد الحراسة حول المنطقة المحيطة بالتفجير ولمدة أسبوع يتم نسيان ما حدث ومن بعدها تعود الحياة لطبيعتها وكأن شيء لم يكن. ولذلك يتوجب علينا أن نتوقف مع أنفسنا للمكاشفة وللوقوف علي حقيقة وضعنا وما وصلنا إليه هل أصبحنا بهذا الضعف والهوان ؟ حيث يتم القيام بأضخم ثلاث عمليات إرهابية من تاريخ عزل مرسي وجماعته الإرهابية في خلال أقل من أسبوع . عمليتين في القاهرة والأخرى في سيناء. ألم يعد لدينا من يستطيع منع تلك المجموعات الإرهابية من العبث بمقدرات ذلك الوطن ألم يعد بمقدورنا أن نفرض هيبة تلك الدولة وأن يقوم كل فرداً منا بعمله علي أكمل وجه. فإذا نظرت بعين المدقق لحال كل الأجهزة والوزارات والهيئات في بلدنا ستجد كل هؤلاء "كده وكده" لا يعمل بتلك الهيئات إلا عدد قليل جدا لا يتعدى نسبة 10 في المئة من عددها فعلي سبيل المثال الحراسات المتواجدة في الشوارع وفي محطات المترو لا تقوم بشيء علي الاطلاق فأنا من راكبي المترو بشكل يومي ولا أجد أي اهتمام من شرطة المترو بتفتيش شنط الركاب مثلا وكذا دورات المياه داخل المترو مفتوحه لأي شخص بدون أي تأمين لها علي الإطلاق وكذا في الشوارع يتم تأمين المناطق التي يحدث بها أية عمليات إرهابية أو مواجهات مع الإخوان أو أي حدث آخر لمدة يوم أو أثنين أو ربما أسبوع علي الأكثر وبعد ذلك تعود الحياة لطبيعتها الغير منضبطة . ولذا وجب علينا التنبيه أننا يجب أن نقوم بما يمليه علينا ضميرنا تجاه ذلك الوطن فعلي كلاً منا أن يعمل بجد وحرفية وتفاني في عمله . فذلك الوطن لا يحتاج لمن يقومون بأدوارهم "كده وكده" .