رئيس جامعة كفر الشيخ يشارك فى اجتماع مجلس الجامعات الأهلية    أمانة الإعلام بحزب الجبهة الوطنية: حرية تداول المعلومات حق المواطن    رئيس الوزراء يشهد احتفالية شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير بمرور 120 عاما على تأسيسها    إيران: لن نسمح بتخريب علاقاتنا مع جيراننا وخاصة السعودية    الفاتيكان يعرض استضافة محادثات سلام بين أوكرانيا وروسيا    محمد بن زايد ونواف سلام يبحثان العلاقات الثنائية وتطورات إقليمية    استعدادا لمونديال الأندية.. الأهلي يستعرض ترتيبات معسكر أمريكا    أمل إنتر الأخير.. عثرات على طريق نهائي ميونخ    زينة بعد تعرض ابنها لهجوم من كلب شرس في الشيخ زايد: لن أتنازل عن حقي وحق أولادي ولن أقبل بالصلح مهما كانت الضغوط    شاب ينهي حياته بعد مروره بأزمة نفسية بالفيوم    تنطلق غدا من الإسماعيلية.. قصور الثقافة تقدم 10 عروض مسرحية ضمن مشروع المسرح التوعوي    زاهي حواس: أفحمت جو روجان ودافعت عن الحضارة المصرية بكل قوة    «متى تبدأ؟».. امتحانات الفصل الدراسي الثاني للشهادة الاعدادية 2025 بالمنيا (جدول)    «حيازة مخدرات».. المشدد 6 سنوات ل عامل وابنه في المنيا    المؤتمر: لقاء الرئيس السيسي برجال الأعمال الأمريكيين خطوة مهمة لجذب الاستثمارات    أسهم شركات "الصلب" و"الأدوية" تتصدر مكاسب البورصة المصرية وتراجع قطاع الاستثمار    زينة "مش هتنازل عن حقي وحق ولادي وأحنا في دولة قانون"    رئيس اتحاد النحالين يكشف حقيقة فيديو العسل المغشوش: غير دقيق ويضرب الصناعة الوطنية    صحة المنوفية تواصل جولاتها الميدانية لتطوير المستشفيات وتحسين الخدمة المقدمة للمواطنين    31 بالقاهرة.. الأرصاد تكشف التوقعات التفصيلية لطقس الأربعاء    القوات المسلحة تنعى اللواء محمد علي مصيلحي وزير التموين الأسبق    "المشاركة في أفريقيا".. أول تعليق لمحمد عزت مدرب سيدات الزمالك الجديد    بيان عاجل بشأن العامل صاحب فيديو التعنيف من مسؤول عمل سعودي    ب"فستان جريء"..هدى الإتربي تنشر صورًا جديدة من مشاركتها في مهرجان كان    لا أستطيع صيام يوم عرفة فهل عليّ إثم؟.. أمين الفتوى يحسم    ملك بريطانيا يرد على تهديدات ترامب أمام البرلمان الكندي    دير الأنبا بيشوى بوادي النطرون يستقبل زوار الأماكن المقدسة (صور)    السعودية تعلن غدًا أول أيام شهر ذي الحجة.. وعيد الأضحى الجمعة 6 يونيو    تكريم الصحفية حنان الصاوي في مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي    بعد دخوله غرفة العمليات..تامر عاشور يعتذر عن حفلاته خلال الفترة المقبلة    المفوضية الأوروبية: ملتزمون بتنفيذ حل الدولتين ونطالب برفع الحصار    وزير العمل يُسلم شهادات دولية للخريجين من مسؤولي التشغيل بالمديريات بالصعيد    «الإفتاء» تكشف عن آخر موعد لقص الشعر والأظافر ل«المُضحي»    «تنظيم الاتصالات» يصدر تقرير نتائج قياسات جودة خدمة شبكات المحمول    نائب رئيس جامعة بنها تتفقد امتحانات الفصل الدراسي الثاني بكلية التربية الرياضية    وكيل صحة البحيرة يتفقد العمل بوحدة صحة الأسرة بالجرادات بأبو حمص    ذكرى ميلاد فاتن حمامة فى كاريكاتير اليوم السابع    "ملكة جمال الكون" تضع تامر حسني والشامي في قوائم المحتوى الأكثر رواجا    ميار شريف تخسر منافسات الزوجي وتودع رولان جاروس من الدور الأول    غياب ثلاثي الأهلي وبيراميدز.. قائمة منتخب المغرب لفترة التوقف الدولي المقبلة    "دون رجيم".. 3 مشروبات فريش تساعد في إنقاص الوزن دون مجهود    6 أدعية مستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة.. أيام لا تُعوض    لو عندى مرض أو مشكلة أصارح خطيبي؟.. أمين الفتوى يُجيب    رئيس مجلس النواب مهنئا بعيد الأضحى: ندعو أن يتحقق ما يصبو إليه شعب مصر    حماس تهاجم قناة «العربية».. وتطالبها باعتذار رسمي (تفاصيل)    «بأمارة أيه؟».. شوبير ينتقد ترشيح موكوينا لتدريب الزمالك    محافظ دمياط يفتتح وحدتي السكتة الدماغية والرعاية المركزة بمستشفى كفر سعد    مصدر أمني ينفي تعدي قوة أمنية على شخص بالإسكندرية مما أدى إلى وفاته    مؤتمر الأعمال العُماني الشرق أفريقي يبحث الفرص الاستثمارية في 7 قطاعات واعدة    الداخلية تكشف تفاصيل فيديو مشاجرة بورسعيد    أمجد الشوا: الوضع فى غزة كارثى والمستشفيات عاجزة عن الاستجابة للاحتياجات    الإدارة العامة للمرور تبدأ تجربة «الرادار الروبوت» المتحرك لضبط المخالفات على الطرق السريعة    خلال 24 ساعة.. ضبط 146 متهمًا بحوزتهم 168 قطعة سلاح ناري    تؤكد قوة الاقتصاد الوطني، تفاصيل تقرير برلماني عن العلاوة الدورية    اليوم| إقامة ثاني مباريات نهائي دوري السوبر لكرة السلة بين الاتحاد والأهلي    الزمالك يتفق مع مدرب دجلة السابق على تدريب الكرة النسائية    معركة الدفاع الجوي في زمن التحولات الجيوسياسية.. أوكرانيا تطلب تزويدها بمنظومة «باتريوت» لمواجهة الدب الروسي    في إطار التعاون الثنائي وتعزيز الأمن الصحي الإقليمي.. «الصحة»: اختتام أعمال قافلتين طبيتين بجيبوتي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شافعى مجد: «الإخوان» وراء إرهاب سيناء.. و«السلفيون» يبحثون عن المصلحة
أمير جماعة الشوقيين ل«الوطن»: «السيسى» ولى أمر شرعى لا يجوز الخروج عليه
نشر في الوطن يوم 09 - 07 - 2015

يجب إعادة ثقة المواطن فى علماء الأزهر.. وأعطيت صوتى ل«مرسى» لاعتقادى أنه سيطبّق الشريعة
«مرسى» لم يأمر بالمعروف أو ينهَ عن المنكر وفتح باب المناصب لأتباعه.. ولا يصلح سوى إمام زاوية
لم أرَ حالات تعذيب داخل السجن للمعتقلين الإسلاميين.. و18 سفيراً ووزيراً أجنبياً زاروا سعد الدين إبراهيم فى «المزرعة»
كنت مسئولاً عن صناعة القنابل والديناميت وتزوير الأوراق الرسمية ل«الشوقيين».. وهاجمنا 6 محلات ذهب فى أماكن متفرقة
الإخوان حشدوا المهمّشين للاعتصام فى «رابعة».. والبيعة ل«أبوبكر البغدادى» حرام شرعاً
قال شافعى مجد، الجهادى السابق، أمير جماعة الشوقيين التكفيرية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى ولى أمر شرعى، له حق السمع والطاعة، وإن الإخوان سيُصعّدون من عملياتهم الانتقامية ضد الدولة بعد أن تخلوا عن السلمية واتبعوا سياسة التفجيرات وتحول فكرهم إلى الانتقام، محملاً الإخوان مسئولية الأعمال الإرهابية التى تحدث فى سيناء.
ووصف أمير جماعة الشوقيين التى كانت تكفّر الدولة والمجتمع بأفراده، إن تنظيم داعش الإرهابى «سوبر تكفير»، وإعلان خلافة أبوبكر البغدادى، زعيم التنظيم، غير صحيح شرعاً، لأنها خلافة مجهول، وطالب بضرورة إعادة الثقة فى علماء الأزهر للقضاء على فكر التكفير، كاشفاً العديد من الأسرار عن عمليات تنظيم الشوقيين، وشخصيات عامة قابلها خلال وجوده فى السجن
■ مَن وراء التفجيرات والعمليات الإرهابية التى تحدث فى سيناء؟
- الإخوان يقفون وراء هذه العمليات الإرهابية، فهم غيّروا فكرهم السلمى، وتحولوا إلى التفكير الانتقامى، خاصة أنهم قضوا 80 عاماً يعملون للوصول إلى الحكم، وعندما تمكنوا من الحكم، سُلب منهم بثورة 30 يونيو، التى قضت على حلمهم، وينفذون عمليات انتقام تخريب لإثبات الوجود، وليس لها علاقة بفكر التكفير.
■ ما رأيك فى «داعش» وما نهايتها؟
- تنظيم داعش «سوبر تكفير»، وإعلان الخلافة ليس صحيحاً، لأنها تعتمد على السلاح، وخليفتهم مجهول غير مُمكن له، وبيعة خليفتهم المزعوم حرام شرعاً.
■ ما مستقبل الحالة الجهادية فى مصر؟
- يتوقف تطور الأعمال الجهادية على العلاقة بين الإخوان والدولة، إذا لم تهدأ، فستستمر العمليات الانتقامية من قبلهم، فلذلك أفضّل المصالحة بين الطرفين، حتى لا تتصاعد الأمور بين الدولة والإخوان.
■ ما الروشتة التى تقترحها للتخلص من آفة التكفير والإرهاب فى المجتمع؟
- يجب إعادة الثقة لدى المواطن فى علماء الأزهر، وترك حرية التعبير عن الرأى والمعارضة لدى الجميع، حتى لا يتولّد غضب عند المتضررين ويحول طاقة الغضب فى أعمال إرهابية للتنفيس عن نفسه.
■ ما رأيك فى ولاية «السيسى» الشرعية؟
- «السيسى» ولى أمر شرعى، ووجب علينا السمع والطاعة له، لأنه يقيم فينا الصلاة، كما قال حديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، ورئاسته ولاية شرعية، ولا يجوز الخروج عليه، لأن الخروج على «السيسى» حرام شرعاً.
■ كيف رأيت تغيير فكر السلفيين بعد الثورة؟
- السلفيون يحاولون كسب مصالحهم الشخصية بأى طريقة، فهم كانوا يرفضون المشاركة فى الحياة السياسية نهائياً ويعتبرون الانتخابات البرلمانية كفراً، وعندما وجدوا مصلحتهم مع الإخوان سعوا وراء مصالحهم، وعندما أدركوا أن البساط ينسحب من تحت الإخوان بدأوا يغيرون أفكارهم ومعتقداتهم بعيداً عنهم.
■ لمن أعطيت صوتك فى الانتخابات الرئاسية؟
- أعطيت صوتى لمحمد مرسى، لأننى كنت أتوقع أنه سيحمل اسم الإسلام وسيطبّق الشريعة ويلغى المفاسد ويجعل بمصر سمات إسلامية، لكنى وجدت العكس تماماً وكنت أقول طوال فترة حكم «مرسى» إنه لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر، وكان همه أن يفتح أبواب المناصب لأتباعه، وحريص على مصالحهم الشخصية أولاً، بعدها وقّعت على توكيلات حركة تمرد للتخلص من الإخوان فى 30 يونيو، خاصة أنها كانت قد بلغت منه الحلقوم، ولم يهتم بالفقراء ووجدته لا يصلح سوى إمام زاوية، واحتفلت بعد عزله فى «الاتحادية»، بعد أن فشل الإخوان فى إدارة البلاد.
■ تقول إنك وقعت على استمارة تمرد، معنى ذلك أنك لم تشارك فى اعتصامات «رابعة»؟
- لم أشارك فى اعتصامات «رابعة»، واعتبرت أن كل من يشارك فى اعتصام رابعة، يحاول الانتحار، لأن التظاهر مُنع بالقانون فى ذلك الوقت، لكنى علمت أنهم كانوا يحاولون حشد أكبر عدد من الفئات المهمّشة فى البلاد ويمولونهم، ويجبرونهم على المشاركة فى اعتصامات «رابعة»، وقابلت أحد الإخوة فى الإسكندرية أكد لى أنهم يخرجون فى المظاهرات مقابل أموال يحصلون عليها من الإخوان.
■ ما قصة انضمامك إلى الجماعات الإسلامية؟
- بدأت قصة انضمامى إلى الجماعات الإسلامية، وأنا طالب فى الصف الثالث بكلية الهندسة، تعرّفت على جماعة التبليغ والدعوة فى منطقتى «دار السلام»، وأمضيت معهم 4 أشهر، ثم تعرّفت على أحد قيادات الإخوان يُدعى «عبدالرحمن يوسف» أواخر عام 1985، وكان يخطب فى عدة مساجد، ويتكلم عن «الحاكمية»، وضرورة تحكيم شرع الله، وحضرت دروسه لمدة 6 أشهر فى مسجد فاطمة الزهراء بشبرا، وبدأت أميل إلى الإخوان وانحزت إليهم لمدة عام ونصف العام.
بعد ذلك بدأت بعدها أحضر دروساً خاصة بجماعة «الجهاد»، كان يلقيها الشيخ محمد عبدالمقصود، الداعية السلفى، علمنا فيها أن الإيمان ليس النطق بالشهادة فقط، لكن لا بد من الجهاد فى سبيل الله، وأن نظام الحكم كافر ولا بد من إسقاطه وقضيت 6 أشهر مع جماعة الجهاد، حتى التقيت ذات يوم عندما كنت أصلى فى مسجد النور بالعباسية مع شيخ اسمه «حمدان» من معارف صديق لى يُسمى «عماد أبوزيد»، وطلب منى «حمدان» أن أحضر دروس يوم «الاثنين» بمسجد الأنوار المحمدية بعين شمس، وبالفعل بعدها ظللت 3 أشهر أتردد على المسجد، وكانت الدروس خاصة بالجماعة الإسلامية.
وفى يوم ما عرفنا أن أحد الأشخاص بدار السلام بنى منزلاً وأسفله مسجد فأخذنا منه المسجد وجهزناه وسميناه مسجد «أهل السنة والجماعة»، وأخذنا منهجاً مختلفاً عن أى جماعة وعرفنا فى المنطقة أننا جماعة تتبنى التكفير، ترى أنها أهل للحق والحكومة كافرة، ولم نصلِ وراء أحد إلا إذا كان منا، باعتبار أن الآخرين كفار.
■ ماذا عن قضية القتل التى حُكم عليك فيها بالإعدام؟
- فى عام 1989، كان محمد عبدالمنعم أحد أعضاء الجماعة يسير فى شارع رمسيس، فقابله شخص غير ملتحٍ، قال له إنه أخ فى الله خرج تواً من السجن، ويحتاج إلى مساعدته لكى يأكل، خاصة أنه رأى فى هيئة «محمد» أنه ملتزم دينياً، وقال هذا الشخص حينها ل«محمد عبدالمنعم» إنه يُدعى «محمد عبداللطيف عاشور» ويعمل معيداً بجامعة أسيوط، وإنه أمير للجماعة الإسلامية، وله أتباع فى كثير من الدول، وطلب من شقيقى و«محمد عبدالمنعم» و«عادل» أن ينضموا إلى جماعته، وقال لهم إنه يستطيع تسفيرهم إلى الخارج وأخذ بياناتهم وصورهم وبطاقاتهم لكى يحصلوا على جوازات سفر، وفى ذلك الوقت كنت مع زوجتى فى العريش، وعندما عدت أبلغونى بالحكاية وأن «محمد عبداللطيف» تركهم بعد أن أبلغهم أنه سيعود إليهم ب3 جوازات، وقد أخذ منهم مبلغاً من المال، لكنه اختفى.
بعدها بفترة ظهر هذا الشخص، وسأل عن شقيقى فاصطحبته إلى منزل حماتى ونزلت معه لنمشى بجوار السكة الحديد بدار السلام حتى أعرف قصته، فكنت أشك أنه من المباحث ووجدته نسى موضوع الجوازات، فسألته مرة أخرى عن اسمه فقال إن اسمه «محمد عبداللطيف»، فانتزعت البطاقة من جيبه ووجدت اسمه «عبدالقوى حفظى» وعليها صورته يبدو أنها مزورة فأصابنى الغيظ، فضربته وأخذته معى إلى محل الشيخ سالم وهددته بالسيف، واعترف أنه نصاب يستهدف الإخوة، فاتفقت أنا وشقيقى وأحد الإخوة يُدعى «حافظ» على القصاص منه للإخوة، فصلينا استخارة وشنقناه بحبل ووضعنا الجثة فى سيارة صديقنا «حافظ» واصطحبناه إلى مدافن الإمام الليثى وتركناه، لكن شاهدنا بعض الأشخاص وسألونا عما نفعل، فقلنا إن السيارة معطلة، فشكوا فينا وأبلغوا عن السيارة، فقُبض على شقيقى «ياسين»، و«حافظ» و«محمد عادل» وهربت أنا إلى العريش، وصدر حكم المحكمة بإعدامنا فى القضية التى غيّرت مجرى حياتى وكانت بداية دخولى فى جماعة «على عبدالوهاب جودة» زعيم تنظيم «الشوقيين».
■ ماذا عن رحلة انضمامك إلى الشوقيين؟
- بعدما هربت من حكم الإعدام تنقلت من العريش إلى دمياط، وأبوزعبل وبعدها كان الاستقرار فى منطقة ببركة الحاج فى المطرية، وعملت بائعاً فى محل للطيور هناك وتعرفت على شخص يدعى مصطفى عمر من جماعة الشوقيين الهارب من الفيوم بعد مقتل شوقى الشيخ زعيم الجماعة، وعرف و2 من أصدقائه بقصتى وأننى هارب من حكم الإعدام، فأخبرونى أنهم سينفذون عملية سطو على محل ذهب بالزيتون، ودفع أحدهم لى مبلغاً قيمته 6500 جنيه لتغيير مسكنه خوفاً من القبض عليه، فأخذته إلى سكنى فى عين شمس حينها، وبعدها وجدت فكرهم نفس الفكر التكفيرى الذى أعتنقه فانضممت إليهم، حتى صرت أميراً لهم مسئولاً عن إمدادهم وتمويلهم بالأسلحة والذخائر والأوراق المزورة.
■ وكيف كان تواصلك معهم؟
- كلفنى أحدهم بشراء الأسلحة لهم بحجة أننى من القاهرة وأنهم من الفيوم ولا يعرفون أحداً، وأعطانى 2000 جنيه لشراء دراجة نارية باسمه ببطاقة مزورة وبعدها تعرفت على بعض تجار السلاح واشتريت منهم سلاحين آليين وطبنجة، وعرفنى بعدها على أمير الجماعة على عبدالوهاب، وبعد أيام طلب منى أن أعيره الموتوسيكل الخاص بى ولم يعده إلىَّ وبعدها عرفت أنهم استخدموه فى قتل المقدم أحمد علاء الدين الضابط بمباحث أمن الدولة فى الفيوم، وأن من ارتكب هذا الحادث هم الإخوة فى الجماعة «محمد عبدالمنعم وهو غير محمد عبدالمنعم الذى أعرفه بدار السلام، واشترك معه مرسى وخليفة رمضان ونور رمضان، وكنت أصنع قنابل وديناميت لهم لتنفيذ عملياتهم وأزوّر أوراقاً وبطاقات شخصية وجوازات سفر لهم.
■ لماذا يكّفر الشوقيون المجتمع؟
- الشوقيون يكفرون مجهول الحال، أى الناس العاديين الذى لا يعرف هل هو مسلم أم لا، ويكفرون الدار أى الدولة ووضعوها من أصل الدين، وأكدوا أن مصر دولة كفر والحاكم كافر وأهلها كفار وكل من لم يكفر الكافر فهو كافر، فكان تكفيرهم متسلسلاً وبدأوا يهدرون دمهم ويحلون أموالهم.
■ ما التهم التى وجهت إليك؟
- بعد قضية الإعدام اتهمت فى قضية عسكرية مع الشوقيين بعد أن سرقوا 6 محلات ذهب فى أماكن متفرقة، كان أكبرها محل الإخوة الثلاثة فى الفيوم وسرق عام 1991 وحكم علىَّ ب15 سنة، وكنت عنصراً كبيراً وكنت أتوقع الإعدام، وبعدها نقضت على قضية الإعدام الأولى وأخذت 15 عاماً وقضيت 30 سنة فى السجن، وبعدها قدمت أوراقاً لتخفيضها ل20 عاماً وقضيت منها 19 سنة.
■ من أبرز الوجوه التى قابلتها داخل السجن؟
- فى سجن الاستقبال، كان معظمهم من الشوقيين حوالى 250 منهم محمد حجازى، خاصة بعد قضية قتل الضابط أحمد علاء الدين ومجموعة كبيرة من الجهاديين، منهم الشيخ سالم محمد سالم، وكان عبدالرؤوف أمير الجيوش ورمضان مصطفى ونبيل نعيم دخل فى قضية السادات وكان توجد مجموعة من الإخوان فى قضية سلسبيل عام 1993 على رأسهم خيرت الشاطر، وكانوا يحاولون استقطاب الجماعات داخل السجن وكانوا يوزعون بطاطين وملابس وأطعمة ويقربون الشباب منهم بالتعاطف.
■ كيف تركت فكر الشوقيين؟
- عندما دخلت سجن الحراسة بدأت أترك الشوقيين وكفرتهم بسبب قضية التظلم التى كانت من حق أى شخص معتقل أن يقدم تظلماً بعد شهر من اعتقاله، فهم كانوا يعتبرون أن التظلم ليس كفراً، وأنا فى هذا الوقت اعتبرت أن التظلم تحاكماً لغير الله وأن التحاكم كفر، فكفرتهم وأعلنت كفرهم واختلفت معهم، وتضايقوا منى وطردونى من العنبر ودخلت فى عنبر يضم متهمى قضية طلائع الفتح، وبعدها بدأ فكرى يقيس بالعقل وليس بالشرع، وكانت هناك مجموعة أخرى تسمى «أبوشنب» من الفيوم يكفرون الشوقيين ولا يكفرون المدارس والوظائف الحكومية وكانوا يكفرونهم، وكانت هناك مجموعة أفراد يكفرون بعضهم البعض بالتشريعات، حيث إن كل تشريعات الدولة كفر وحتى الوجبة التى تقدمها الدولة فى السجن لا بد أن يخالفها ولا يسير وفقها، وكان يعتبر أن التشريع لله وحده، وبعدها وجدت نفسى مكفراً الشوقيين ومن يكفر الشوقيين كفرتهم، وكفرت كل من حولى، فانعزلت عنهم وتفرغت للصلاة والدعاء، فرأيت رؤية متكررة فى منامى رأيت فيها الصحابة وأبابكر وعمر بن الخطاب، وأرشدتنى إلى الصواب، خاصة أننى كنت أعتبر المراجعات الفكرية التى كانت تتم فى السجن كفراً وردة عن الإسلام، وكان هناك 4 فقط من أقروا بمشروع التوبة، وهم حسن هلاوى، وأحمد راشد، وأحمد الخولى وعبدالله بدرى وهم من تابوا، وخضعوا للمراجعات الفكرية وتعرضوا للإهانة من الجماعة الإسلامية.
■ كيف اقتنعت بإقرار التوبة وأقلعت عن التكفير نهائياً؟
- الذى ساعدنى فى ترك التكفير ضابط أمن دولة يدعى «عبدالناصر طحان»، بعثت له أنا وشقيقى فى السر خطاباً نؤكد له تخلينا عن الجماعات التكفيرية الموجودة وأننا نريد إقرار التوبة، فاستدعانا فى السر ورحب بنا وعرض علينا كتباً للقراءة فيها، وبدأ ييسر الأمور علينا داخل السجن، وبدأنا نغير فكرنا وفتح لنا مجالاً لكى نحكى له الأحداث التى قمنا بها أنا والإخوة ولم تكن معروفة لدى الأمن، ونقلنا من سجن شديد الحراسة إلى سجن المزرعة، وجلست مع مجموعة التائبين وقضيت معهم أكثر من 3 سنوات، وغيرت فكرى تماماً، وأقررت التوبة وأنا أعلم أننى لن أخرج لأننى كان محكوماً علىَّ حكماً قضائياً ولم أكن معتقلاً سياسياً، عملت مسيراً للسجن، أى أتولى أمور المساجين من استقبال وتسكين واستقبال الأهالى فى الزيارة والإشراف عليهم.
■ ماذا عن حالات التعذيب التى كنا نسمع عنها داخل السجون؟
- طوال فترتى فى سجن طرة لم يكن هناك أى تعذيب، لكن كان هناك تعذيب عام 1994 فى سجن شديد الحراسة وتم إغلاقه ما يقرب من 6 سنين ومنعوا الزيارات نهائياً خوفاً من الهروب الجماعى الذى كانت تخطط له الجماعة الإسلامية.
■ كيف استقبلت ثورة 25 يناير؟
- حينها كنت فى سجن ليمان طرة وفرحنا جداً، خاصة عندما تنحى «مبارك» وكبّرنا فى الميكروفون فرحاً وتهليلاً بالخبر.
■ ماذا فعلتم فى جمعة الغضب يوم 28 يناير؟
- بدأت العنابر الجنائية فى منطقة سجن طرة تثور داخل السجن ففرضوا حراسة مشددة على السجن من الخارج، وأحاطوا السجن بقوة عسكرية كبيرة من الجيش والعساكر بدأت ضرب آلى 24 ساعة متوالية لتخويف المساجين وردعهم عن الهروب ولم يستطع أحد الهروب من منطقة السجن كلها، لكن كان هناك العديد من الإصابات من الضرب العشوائى فى الهواء من قوات الأمن المركزى.
ولكن فى 23 مارس اجتمعنا كلنا وقررنا التجمهر فى مكتب المأمور للمطالبة بالخروج، خاصة بعد الإفراج عن عبود الزمر وطارق الزمر بعد الثورة، لأنهما قضيا أكثر من مدتهما ما يقرب من 30 سنة، وكتبنا شكاوى فقررت الدولة الإفراج عن كل المسجونين سياسياً الذين قضوا نصف المدة، وخرجت مع 59 مسجوناً فى 1 مايو 2011 أثناء الثورة، وتوجهت لميدان التحرير، لمشاهدة الثوار وكيف كانت الثورة وحضرت به مرتين كل يوم الجمعة عندما تجمع الإسلاميون بالكامل وحزنت جداً مما يحدث فى الصلاة والمنصة الخاصة بخطبة الجمعة وعدم وجود التزام بآداب الصلاة وكانت فوضى كبيرة.
■ كيف تواصلت مع الرفاق القدامى وكيف واجهت المجتمع؟
- حاولت الدخول فى حزب السلام والتنمية مع محمد كمال حبيب وسلامة هاشم وعصام عبدالجيد وعصام شنب ومجموعة من الجهاديين والإسلاميين، لكن الحزب لم يخرج للنور لأنهم فشلوا فى جمع توكيلات للحزب.
■ حضرت اجتماعات عديدة مع الدكتور سعد الدين إبراهيم، فما علاقتك به؟
- حضرت بالفعل اجتماعات عديدة فى المقطم مع الدكتور سعد الدين إبراهيم، وفى مزرعته بطريق مصر إسكندرية، وكان سعد مسجوناً معى مرتين فى سجن المزرعة، وكنت «مسير» السجن وقتها، وكانت أمواله معى وكانت علاقتى به كبيرة، وفى الفترة الثانية زاره أكثر من 18 سفيراً ووزيراً أجنبياً فى السجن عام 2003، وعندما خرجنا من السجن أراد أن يجمع الجهاديين ليوصل رسالة للأمريكان أنه أخذ هذه المجموعة فى صفه حتى يستفيد مادياً من وراء هذا المشروع الذى سينفذه من هذه المجموعة، فهو شخصية ذكية جداً من بين الكثير من الشخصيات التى قابلتها فى السجن من بين وزراء وسفراء ولواءات ورؤساء محاكم وشخصيات عامة كبيرة كانت معى فى السجن، إلا أنه كان غير صريح ولا يعطى أحداً فرصة لتوجيه سؤال له عما يفعل، وكان يدرس أحوال الإسلاميين داخل السجن ليستخدمها فى أغراض له.
■ كيف استفاد سعد الدين إبراهيم من الإسلاميين من وجهة نظرك؟
- حاول سعد الدين إبراهيم استقطاب مجموعة كبيرة من الشباب الجهاديين حوله فى سجن المزرعة، لتكوين جماعة الجهاد الديمقراطى لكى ينشأ حزباً، وكان يحاول أن يستغلهم فى الاستفادة من توبة هؤلاء الجهاديين وتصدير المشهد لأمريكا للاستفادة مادياً فقط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.