"يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر"، كما ذكر الله في القرآن الكريم، وجعل الله تعالى بيوته وكرم زوارها بمضاعفة الأجر وخص فيها بتأدية الصلوات في جماعة، ونتناول اليوم قصة مسجد له مكانة في العالم الإسلامي. كان الرئيس الإماراتي الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وجه ببناء هذا المسجد في العام 1996 ساعيًا بذلك لأن يكون هذا المسجد صرحا إسلاميا يرسخ ويعمق الثقافة الإسلامية ومفاهيمها وقيمها الدينية السمحة، ومركزا لعلوم الدين الإسلامي. وأقيمت أول صلاة تقام في المسجد صلاة عيد الأضحى في العام 1428 هجريا (19 ديسمبر 2007)، ولكن آنذاك لم تنته أعمال البناء في المسجد تمام، وتم الانتهاء من أعمل البناء في مارس 2008، وبلغ إجمالي تكلفة المشروع مليارين و167 مليون درهم إماراتي. يقع المسجد في مدينة أبوظبي ويعرف محليا بمسجد الشيخ زايد أو المسجد الكبير أو مسجد الشيخ زايد الكبير، ويعد رابع أكبر مسجد في العالم من حيث المساحة الكلية بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي ومسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء بمساحة تبلغ 412.22 مترا مربعا بدون البحيرات العاكسة حوله، وأحد أكبر عشرة مساجد في العالم من حيث حجم المسجد. ويتسع المسجد لأكثر من 7000 مصلي في الداخل ولكن من الممكن مع استعمال المساحات الخرجية ان يتسع لنحو 40 ألف مصل لكافة أقسام مبنى المسجد، ومن معالمه المميزة وجود أربعة مآذن في أركان الصحن الخارجي بارتفاع 107 أمتار للمأذنة مكسية كاملة بالرخام الأبيض. يبلغ عدد الأعمدة داخل قاعة الصلاة الرئيسية 24 عمودا تحمل الأسقف والقباب الضخمة، وصممت بحيث يكون العمود الواحد مقسما إلى أربعة ركائز، تحمل العقود الحاملة للقباب. هذه الأعمدة مكسوة بالرخام الأبيض المطعّم بالصدف بأشكال وردية ونباتية، ما يضفي جمالا ورونقا في القاعة. وأبعاد المسجد الداخلية هي 50 مترا في 55 مترا، ويصل ارتفاع السقف 33 مترا عن الأرض إلى عند القبة الرئسية، وتغطي أرضية المسجد أكبر سجادة في العالم وتبلغ مساحتها 5 آلاف و627 مترا مربعا وصممت بفنون راقية وجميلة تضفي ميزة التفرّد على المسجد. والسجادة يدوية الصنع ونسجت في إيران من قبل شركة سجاد إيران وعمل عليها 1200 ناسج وناسجة، و20 فنيا و30 عاملا، ويبلغ عدد العقد فيها 2.268 مليون عقدة وتزن السجادة 47 طنا، 35 طنا منها من الصوف و12 طنا من القطن، وكلفت السجادة نحو 30 مليون درهم. ويضم المسجد قبر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الجهة الشمالية من المسجد في الثالث من نوفمبر 2004، قبل أنتهاء أعمال بناء المسجد.