رقائق تغرق في قدر تملؤه المياه المحلاة والليمون، "الأبرية" طبق لا تخلو منه المائدة الرمضانية في النوبة، تحضره المرأة النوبية من قبل شهر رمضان بفترة كافية، حتى تستطيع أن ترسل لأهلها وأقاربها المغتربين خارج بلاد الذهب. تجلس إحدى النوبيات بعد أن حضرت المكونات التي تلزمها من دقيق الذرة ودقيق القمح والخميرة والماء وتخلطهم جيدًا، ثم تتركه يومان حتى يختمر وبعد ذلك يتم الاتفاق ما بين السيدات وتحديد يوم لكل سيدة ليتم خبز الأبرية، وفي "ديو النوج"، أي غرفة الخبيز، تفرد العجين على "الديو" أو "طاوه"، وهي عبارة عن قرص معدني بدون حواف على نار هادئة، بطريقة دائرية حتى يكون طبقة رقيقة ثم ترفعه بحذر بواسطة سكين. تنقله السيدة في "الشور"، الطبق النوبي، إلى غرفة أخرى وتفرده على حصيرة تتركه للتهوية وبعد ذلك يتم تفتيته إلى أجزاء صغيرة في حجم عقلتين وعقلة الأصبع ووضعه في أكياس قماشية ليتم توزيعه للأهل والأقارب المغتربين داخل وخارج مصر، وفي رمضان يقدم بعد أن يغمر في عصير الليمون، ويفضل بعض النوبيين أن يخلطه في عصير قمر الدين أو الكركادية ويضيفون له الزبيب والتين، أما المشروب المفضل، فيجمع النوبيون والسودانيون على "الحلو المر" أنه يمنع الشعور بالعطش خلال ساعات الصيام الطويلة وخصوصًا في فصل الصيف، ويخفض ضغط الدم حين يخلط مع الكركادية.