علن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الاستعانة بخبراء من الحكومة الروسية للمشاركة في التحقيق بوفاة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات. وقال عباس خلال احتفال في رام الله اليوم، لإحياء الذكرى الثامنة لوفاة عرفات "منذ رحيل الأخ أبو عمار (عرفات) المفاجئ والغامض قبل ثماني سنوات، لم نأل جهدا للبحث والتنقيب والتحقيق لمعرفة الحقيقة". وأضاف عباس: "شكلنا لجانا لم يتوقف عملها طيلة هذه السنوات، تتعاطى بكل الجدية والمسؤولية مع أي جديد يظهر في هذه القضية الحساسة والهامة جدا لنا". وذكر عباس أن اتصالات تجرى مع المعهد السويسري والجانب الفرنسي بتنسيق تام مع خبراء من روسيا للمشاركة في نبش قبر عرفات وأخذ عينات من رفاته. وتابع أنه "سيتم فتح ضريح عرفات على أمل أن تظهر حقائق جديدة حول أسباب الوفاة، سنعلنها مباشرة لشعبنا وللرأي العام، فهذه قضية أكبر وأهم من أن تكون فرقعة إعلامية". وتوفى عرفات في ظروف غامضة بينما كان يتلقى العلاج في مستشفي (بيرسي) العسكري في فرنسا في 11 نوفمبر 2004، دون أن يثبت وجود آثار سموم واضحة في جسمه. وعاد ملف الوفاة إلى الواجهة بفضل تحقيق تلفزيوني أجرته قناة (الجزيرة) القطرية مطلع يوليو الماضي وأثبت بناء على تحليلات أجراها معهد سويسري متخصص العثور على مستويات عالية من مادة (البولونيوم) المشع والسام في مقتنيات شخصية للرئيس الفلسطيني الراحل. وكان مقرراً فتح قبر عرفات هذا الشهر بناء على طلب زوجته لتمكين وفدين سويسري وفرنسي من أخذ عينات من رفاته غير أن مصادر فلسطينية استبعدت ذلك بسبب خلافات قانونية وعائلية. من جهة أخرى قال عباس إنه لم يعد أمام الفلسطينيين لمواجهة الهجمة الإستيطانية وإنقاذ حل الدولتين، سوى التوجه إلى الأممالمتحدة لنيل صفة دولة غير عضو "التي قامت من أجل حفظ الأمن والسلام الدوليين ومنع الإستيلاء على أراضي الغير بالقوة". واعتبر عباس أن "ردود الفعل الهستيرية الإسرائيلية على توجهنا هذا سببه تمسكهم بإستمرار الإحتلال، والضغوط التي تمارس علينا هذه الأيام من أطراف عديدة تهدف إلى التراجع عن هذا المطلب الحق، ولكننا لن نتراجع". وأكد عباس أنه لا يريد الصدام مع الولاياتالمتحدةالأمريكية "فنحن نقدر ما قدمته من مساعدات هامة للسلطة الفلسطينية، ونعي تماما أهمية الدور الأمريكي في أية عملية سلام ولذلك فإننا نريد أن يفهم توجهنا للأمم المتحدة بأنه إنجاز للتقدم في عملية سلام تفاوضية على أسس ومرجعيات واضحة، وليس كما يرددون بأن هدفنا عزل دولة إسرائيل أو نزع الشرعية عنها". وتابع "من حق شعبنا بعد عذاباته الطويلة والمريرة من الظلم الذي وقع عليه أن ينعم بالحرية، نحن آخر شعب تحت الإحتلال لماذا وهل هناك مبرر من حقه عليكم مؤازرته لإنهاء آخر وأطول احتلال في التاريخ الحديث، ومن حقه عليكم أن تنتهي معاناته وعذاباته جيلا بعد جيل في مخيمات اللجوء، وفي أرضه المحتلة وفي أماكن تواجده كافة". وخاطب عباس المجتمع الإسرائيلي بالقول "أمنكم في السلام العادل معنا لأننا جادون إذا حصلنا على حقوقنا سنعيش معكم بأمان وسلام ولا تنسوا المبادرة العربية للسلام فنحن على أرضنا باقون، لا هجرة ولا نكبة جديدة". وأضاف أن"حل الدولتين بالكاد لا يزال متاحا، فأوقفوا الاستيطان مقتل هذا الحل الشعب الإسرائيلي بمجمله يريد السلام وليس بالضرورة أن تتفوق الأغلبية على الأقلية، وهنا الدكتاتوريات".