تقف «أصالة» فى منطقة وسط بين ثلاثة أجيال، برؤية تحمل من أصالة الماضى الكثير، وتواكب ما أتى به جيلها من ألوان موسيقية، وتتجاوز فى جديدها بمغامرات تحمل رؤية تجريبية، جعلتها تبدو أكثر اختلافاً خلال السنوات القليلة الماضية، وفى حوارها ل«الوطن»، تكشف «أصالة» عن تفاصيل مغامرتها الغنائية الأخيرة فى ألبوم «60 دقيقة حياة»، وتربط بين هذا الزمن، وبين ما تحمله من حياة بداخلها العميق، خاصة أنها تعود إلى الساحة الغنائية بعد غياب بإطلالة إعلامية من خلال برنامجها «صولا»، لتستطيع ب«60 دقيقة حياة»، أن تتصدّر مبيعات الألبومات الغنائية فى الوطن العربى خلال الأسابيع الأولى لطرحه، وبعفويتها تتحدث «أصالة» ل«الوطن»، حول ألبومها وحياتها الشخصية، وعلاقتها بزوجها المخرج طارق العريان، وشقيقها الراحل «أيهم» فى هذا الحوار.. ■ هل يرتبط اسم الألبوم بحياتك الشخصية؟ - دائماً ما أبحث عن ساعة أعيشها مع نفسى، أستثمرها فى قراءة الكتب أو التواصل مع أصدقائى المقرّبين، خاصة أننى كفنانة، يومى ليس ملكى، ولذلك أحببت أن يكون اسم ألبومى الجديد، معبراً عن حالتى الشخصية، كما أنه اسم يخطف أسماع الناس، ليعيشوا مع أغنيات ألبومى ويستمتعون بها. ■ وما أسباب تأجيل الألبوم كل هذه الفترة؟ - تأجيل الألبوم راجع إلى الحالة النفسية التى عشتها، بعد وفاة شقيقى «أيهم» رحمه الله، ولم أتمكن من إصدار ألبومى قبل أن أتمالك نفسى، إلى أن اضطررت إلى طرح الألبوم، وأنا مؤمنة أننا نحتاج إلى السعادة، حتى نستطيع الحياة، مهما مررنا بظروف صعبة. ■ فى الفترة الأخيرة تميلين إلى التجريب ودخول مناطق جديدة، فهل طغت هذه الرؤية على ألبومك؟ - الألبوم يتضمن 10 أغنيات، وأقدّم فى 6 منها نوعاً جديداً من الموسيقى، فى التوزيع الموسيقى، وفى طريقة الأداء، فأنا أحاول دائماً ألا أغنى كما اعتاد الناس، وأحب أن أستخدم كل إمكانيات صوتى، فمثلاً فى أغنية «خانات الذكريات» ستجدنى أقدم الموال الشعبى بطريقة مختلفة، كما أن كلمات الأغنية جديدة وفكرتها لم تقدم من قبل، فهى ليست أغنية مكررة، وفى أغنية «ملهمته الوحيدة»، كل من يستمع إلى تلك الأغنية ويشعر بكلماتها وألحانها سيشعر بأنه يريد الطيران فى الهواء مثلما كنت أشعر بحالة الطيران والنشوة. ■ وماذا عن المنافسة بينك وبين الألبومات المطروحة؟ - أنا لم أفكر فى حياتى بهذا المنطق، فأنا أثق فى ألبومى وأغنياتى، وأقوم بطرحه فى الأسواق، بعد التأكد من اختلاف محتواه، وعلى الجمهور أن يميّز بين العمل الجيد والعمل الردىء، والحمد لله حتى الآن جميع ردود الفعل إيجابية، بل رائعة للغاية، لذلك أحب أن أشكر كل من تعامل معى فى الألبوم. ■ وما سبب طرحك أغنية «خانات الذكريات» قبل إصدار ألبومك الأخير؟ - أرى هذه الأغنية قريبة للغاية إلى قلبى، وكنت أسجل الألبوم، وفى ذهنى أن أطرحها قبل إصداره، كترمومتر يقيس مدى إعجاب المستمعين بالتجربة، وللعلم الأغنية تسرد قصصاً واقعية لشخصيات نال منهم الغدر، على مستوى أسرهم وعائلتهم، وأنا واحدة من هؤلاء الذين شعروا بالغدر. ■ تخاطبين المرأة فى أغنية «على إيه»، وتطالبينها بعدم تحمّل القسوة وفى أغنية «60 دقيقة حياة» ترين الحياة فى القرب ممن تحبين.. فما الأقرب إلى «أصالة»؟ - أنا أعتبر نفسى من أكثر السيدات حباً للحياة، فأنا أحب زوجى «طارق»، لأقصى درجات الحب، وكل يوم يحمل جديداً بينى وبينه، ومشاعرنا تتدفّق أكثر وأكثر، مع ذلك فحياتنا لا تختلف عن حياة أى زوجين، فمرات نختلف ومرات أخرى أعتب عليه، وكل أغانى الحب التى أقدّمها فى ألبوم «60 دقيقة حياة»، تعبر عن مشاعرى تجاه «طارق»، فهو زوجى وحبيبى وأخى وصديقى وابنى. ■ وهل هذا ما جعلك تعتبرين نفسك ملهمة طارق العريان فى أغنية «ملهمته الوحيدة»؟ - بالتأكيد.. ف«أصالة» هى ملهمته الوحيدة، وأول مرة سمعت فيها هذه الأغنية، شعرت بأنها كُتبت خصيصاً لطارق العريان. ■ لماذا لا تقدمين فى ألبومك أغنيات تناقش الأوضاع الحالية؟ - أقدم ألبومى الغنائى للترفيه، وليس للتنكيد على الناس، وعندما أقرر عمل ألبوم إنسانى بعيد تماماً عما أقدمه، سأفكر فى هذا الموضوع بطريقة مختلفة، وأقدم أغنيات تناقش القضايا الراهنة، لكننا نحتاج فى الوقت الحالى إلى الترفيه، أكثر من احتياجنا إلى الفلسفة، ونحن أيضاً نحتاج إلى الشعور بالموسيقى، باعتبارها أعظم اختراع على سطح الكرة الأرضية، وفى ألبومى الجديد «60 دقيقة حياة»، أقدم الموسيقى بمواضيع مهمة وعاطفية ومختلفة تماماً عما تم تقديمه من قبل، فأحاول ترميم المشاعر التى فقدناها منذ زمن طويل لم يعد لها معنى. ■ وأين الأغنية الاجتماعية؟ - لا يوجد شىء فى هذه الحياة أجمل من الحب، فالحب هو احتياجنا الوحيد والدائم، الذى نعيش من أجله، وعلينا أن نحافظ عليه فى تلك الأيام، أكثر من أى وقت مضى، حيث إن الدراسات تؤكد فى الوقت الحالى أن سبب فشل الزيجات والارتباطات، هو أن الحب لم يعد موجوداً فى الحياة مثلما كان، ولم نعد قادرين على التعبير عن هذا الحب، لأنه المنقذ الوحيد لحالنا المحزن الذى وصلنا إليه، حيث أصبح الحب فى زماننا عملة نادرة، فما أحوجنا إلى أن نحكى عنه.