أكد رئيس مجموعة البنك الدولي، جيم يونغ كيم، اليوم، التزامه القوي بدعم منطقتي الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث أشاد بالدول ال26 الأعضاء في مجموعة شرق إفريقيا، والسوق المشتركة لشرق إفريقيا، والجنوب الإفريقي "كوميسا"، والجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي، لتحركها نحو تأسيس اتفاقية التجارة الحرة الثلاثية، الأكبر في أفريقيا. وقال كيم، في كلمة له أمام القمة الثلاثية المنعقدة في شرم الشيخ، خلال زيارته إلى مصر التي تستمر يومين، إن اتفاقية التجارة الحرة بإمكانها أن تحدث تحولاً في القارة. وأضاف "يحدوني الأمل في أن تتمكنوا من إيجاد سبيل لإتمام اتفاقية للتجارة، من شأنها أن تقدم فرصا اقتصادية للفقراء تقودهم لحياة أفضل، هذه لحظة مُهمة في السعي نحو مستقبل اقتصادي أكثر إشراقا للقارة، يربط القاهرة بكيب تاون، والكثير بينهما، ويدمج إفريقيا على الوجه الأكمل في النظام التجاري العالمي". وتحدث كيم، أمام القمة عن الالتزام القوي لمجموعة البنك الدولي، لمساعدة المنطقتين على إدارة المخاطر التي تواجهها، بما في ذلك حالة عدم التيقُّن في العالم، وتصاعد الصراعات، وأخطار تغيُّر المناخ، والأمراض المعدية، حيث قال: "في منطقتي إفريقيا والشرق الأوسط، قدَّمنا ما يقرب من 20 مليار دولار من المساندة في عام 2014، ونحن في طريقنا نحو تقديم مستويات مماثلة هذا العام". وتابع "أعدنا تنظيم مؤسساتنا لتعظيم الاستفادة من أهم مواطن قوتنا، وهي التزاوج بين معارفنا الواسعة ووسائل التمويل المبتكر، لتقديم برامج لبلدانكم تحقق أعظم الآثار، كما أننا نساند برنامجا عالميا لمواجهة تفشِّي الأوبئة، لتحسين إجراءات الوقاية والاستجابة في التصدِّي للأوبئة، مثل (إيبولا) و(متلازمة الشرق الأوسط التنافسية) MERS". وأوضح رئيس مجموعة البنك الدولي، كيف أن التكامل الإقليمي أكثر من مجرد تجارة، حيث إن له دور حيوي في مساعدة البلدان على تجاوز الصراعات، وتعزيز النمو الاقتصادي، حيث قال: "في مناطق البحيرات العظمى والساحل الإفريقي والقرن الإفريقي، نصمم برامج تقدم المساعدة لمناطق بأسرها، من خلال مساندة مشروعات الطاقة المستدامة متعددة البلدان، وإجراء تحسينات للتجارة عبر الحدود التي تساعد على النهوض بالسلام والاستقرار". واستطرد "تدرس مجموعة البنك حاليًا، توسيع نهج الشراكة الإقليمية الذي يصاحبه حوار استراتيجي ودبلوماسية إنمائية في منطقة الشرق الأوسط، كما تفعل في إفريقيا من خلال الدخول في شراكات مع البلدان، ومنظمة الأممالمتحدة، ومؤسسات مثل البنك الإسلامي للتنمية والبنك الإفريقي للتنمية". وأعرب كيم، عن أمله بتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بالرغم من الاضطرابات والقلاقل التي تشهدها المنطقة حاليا، كما شدد على أهمية التخطيط من أجل التعافي وتلبية احتياجات إعادة الإعمار في المستقبل. وقال: "يجب أن نبدأ الاستعداد للسلام والفرص الاقتصادية، وأن نستثمر في الشباب والمرأة، وهما أعظم موارد المنطقة غير المستغلة، بتيسير حصولهم على تعليم أفضل، ورعاية صحية جيدة، وتزويدهم بالمهارات الملائمة لاحتياجات أسواق العمل المحلية". والتقى كيم بالرئيس عبدالفتاح السيسي وكبار مسؤولي الحكومة؛ لمناقشة الدور الحيوي الذي تلعبه مصر في التنمية الاقتصادية الإقليمية، وبحث أفضل السبل التي تستطيع مجموعة البنك الدولي من خلالها مساندة مصر في تحقيق النمو الذي يشمل بثماره الجميع، والاحتواء الاقتصادي، والعدالة الاجتماعية لتلبية احتياجات الفئات الفقيرة والمحرومة، بخاصة في المناطق المتأخرة عن ركب التنمية. ومن المقرر أن يتوجه كيم من شرم الشيخ إلى الأقصر، لزيارة أحد مراكز الشباب، ومشروعا للتحويلات النقدية يموله من البنك الدولي ويستهدف المناطق الأشدّ فقرا، كما من المقرر أن يلتقي كيم في وقت لاحق اليوم في القاهرة، كبار ممثلي القطاع الخاص، لمناقشة سبل توفير فرص العمل التي يحتاجها المصريون لكي يتمكنوا من تحقيق حياة أفضل. يذكر أن الاجتماع مع مسؤولي القطاع الخاص، شكل جزءًا من أجندة عمل كيم، ومجموعة البنك الدولي لمساعدة مصر على تعزيز العدالة الاجتماعية، وإتاحة الفرص للجميع للاستفادة من برامج التنمية. وشدد كيم، على هذه النقطة في كلمته أمام القمة الثلاثية، حيث قال: "مجموعة البنك الدولي مستعدة لتعبئة الموارد المالية والمساعدات الفنية اللازمة، لمساندة الإصلاحات في مجالات التعليم والتدريب المهني، والشراكة مع الحكومة والقطاع الخاص، وهدفنا هو تحسين نوعية التعليم وتحقيق التوافق بين المهارات واحتياجات سوق العمل، وستتيح هذه الخطوات للشباب والنساء والمحرومين اقتصاديا، فرصا أكبر كثيرا للحصول على وظائف جيدة". يرافق كيم خلال زيارته، ميرزا حسن المدير التنفيذي بمجموعة البنك الدولي وعميد مجلس المديرين التنفيذيين، وحافظ غانم نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأسعد عالم المدير القطري القادم للبنك الدولي لمصر واليمن وجيبوتي، ومؤيد مخلوف المدير الإقليمي لمؤسسة التمويل الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.