كشفت دراسة حديثة مفاجأة عن ذاكرة الأسماك الذهبية التي تعيش في مسطّحات بطيئة الحركة مثل المياه العذبة، إذ تتكاثر في المياه التي تتميز بتربة خفيفة، وأحيانًا تعيش في حوض ماء زجاجي صغير داخل أحد المنازل، وتمر هذه الأسماك طيلة حياتها بالعديد من الذكريات التي تتخزن في ذاكرتها، وتصل مدتها إلى وقت طويل بحسب ما أشار العلماء. مفاجأة بشأن ذاكرة السمك وعلى عكس ما يُشاع بين العلماء، يرى البروفيسور كولوم براون من جامعة ماكواري في سيدني، والخبير في إدراك الأسماك، أنّ السمكة الذهبية وتقريبًا جميع أنواع الأسماك تتمتع بذاكرة قوية لا تشوبها شائبة تتعلق بالأماكن وهويات أصدقائها، يقول: «بالنظر إلى المكان الذي تذهب إليه الأسماك في العالم، فإن توقعات الناس منخفضة للغاية بشأن ذاكرة السمكة الذهبية»، وفقًا لموقع «daily mail». وتختلف السمكة الذهبية عن بقية الأنواع الأخرى في أنها تتعلم سلوكيات جديدة وتتأقلم مع تغيرات البيئة المحيطة بها، إذ أكد العلماء على مدار سنوات، أنّ الأسماك لديها قدرات جيدة في التعلم، فقد أجرى البروفيسور براون تجربة تشرح كيف تهرب الأسماك من شباك سفن الصيادين مثلما ظهر في أحداث مسلسل الكرتون «Finding Nemo»، من خلال وضع السمكة في حوض مصغر. وبعد وضع السمكة في حوض زجاجي، قرر البروفيسور الاستعانة بشبكة صيد بفتحة واحدة لتكون طريقًا للهروب، وعندما أجرى هذه العملية أكثر من مرة لاحظ أنّ سرعة استجابة السمكة أصبحت أسرع في البحث عن فتحة الهروب عن أول مرة خضعت فيها للتجربة. إثبات الذاكرة الجيدة للسمك يقول براون: «بعد إجراء أربع أو خمس تجارب، كانت الأسماك تسبح بهدوء أمام الشبكة، وفي منتصف أسفل حوض السمك، كانت تدور وتسبح تلقائيًا عبر الفتحة، وعندما عاد السمك إلى الحوض مرة أخرى بعد 11 شهرًا، كان لا يزال قادرا على البحث عن الفتحة كما كان في محاولته الأولى»، ومن خلال هذه الدراسة نجح البروفيسور في إثبات قوة الذاكرة التي تتمتع بها الأسماك على عكس المتعارف. وفي عام 2022، درّب باحثون من جامعة أكسفورد تسع أسماك ذهبية على السباحة 70 سم في خزان مائي، ووجد العلماء أنّ الأسماك تستطيع استخدام خطوط على جدران الحوض لرسم خريطة للبيئة المحيطة بها بنفس الطريقة التي تستخدمها الأسماك البرية. ويشير «براون» إلى أنّ الكثير من الأسماك تستطيع العودة إلى مناطق منشأها على الرغم من مرور سنوات طويلة للأسماك البعيدة عن البحر.