أعلن مصدر رسمي أردني لوكالة "فرانس برس"، اليوم، أن السلطات الأردنية وافقت على دفن جثمان وزير الخارجية العراقي الأسبق طارق عزيز الذي توفي في سجنه أمس، في أراضي المملكة "لأسباب إنسانية" وبناء على رغبة عائلته. وقال المصدر الذي فضل عدم كشف هويته، إن "السلطات الأردنية وافقت على طلب من عائلة طارق عزيز لإحضار جثمان السيد طارق إلى الأردن لدفنه هنا لأسباب إنسانية". وأضاف "الآن يتم مخاطبة السلطات العراقية بعدم ممانعتنا ثم تتخذ إجراءات هناك من قبلهم لتسليم الجثمان لعائلته". من جانبه، قال نجل عزيز زياد المقيم في عمان ل"فرانس برس"، "لم يتصل بنا أحد من الحكومة العراقية أو السفارة العراقية هنا في عمان لإبلاغنا أن بإمكاننا تسلم جثة والدي أو ما إذا كان باستطاعتنا دفنه هنا". وأضاف أن "الجثة تم نقلها من الناصرية إلى بغداد بحسب تلفزيون قناة العراقية ولكن لا أحد حتى الآن اتصل بوالدتي الموجودة حاليًا في بغداد لأخبارها أن بإمكانها تسلم الجثة". وأكد السفير العراقي في عمان جواد هادي عباس لوكالة "فرانس برس"، أن "رئيس الوزراء (العراقي) حيدر العبادي وافق موافقة مشروطة على نقل جثمان طارق عزيز إلى عمان لدفنه وحسب رغبة عائلته". وأشار إلى أن الشرط هو أن "يؤخذ جثمانه من المطار إلى المقبرة مباشرة ليدفن هناك"، مشيرًا إلى "إمكان إقامة مجلس فاتحة أو عزاء ولكن بدون مشاكل". وتوفي طارق عزيز، الذي أمضى أعوامه الأخيرة في السجن، أمس، في أحد مستشفيات جنوب البلاد حيث نقل إثر تدهور حالته الصحية. وقال عادل عبدالحسين الدخيلي، نائب محافظة "ذي قار" حيث كان عزيز مسجونًا، لوكالة "فرانس برس"، "طارق عزيز توفي في مستشفى الحسين التعليمي في مدينة الناصرية، بعد نقله إليه إثر تدهور حالته الصحية". ولم يحدد "الدخيلي"، السبب المباشر لوفاة عزيز (79 عامًا)، إلا أن الرجل الذي كان أبرز الوجوه المعروفة في نظام صدام حسين في الخارج، عانى من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام دقات القلب. وطالبت عائلة "عزيز" مرارًا بالإفراج عنه نظرًا للظروف الصعبة التي كان يعانيها في السجن. كما نقلت عن محاميه في العام 2011، طلبه من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الإسراع في تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه، بسبب تردي وضعه الصحي. وحكم على عزيز بالإعدام شنقًا في أكتوبر 2010، لإدانته "بالقتل العمد وجرائم ضد الإنسانية" في قضية "تصفية الأحزاب الدينية". وعزيز المسيحي الوحيد بين الأركان البارزين للنظام السابق، كان الوجه الدبلوماسي الأبرز لصدام حسين لدى الغرب. وعرف الرجل الذي كان يتحدث الإنجليزية بطلاقة ويدخن السيجار الكوبي الفاخر، بنظارتيه الكبيرتين ولباسه الأنيق. وسلم عزيز نفسه للقوات الأمريكية بعد أقل من شهر على اجتياحها البلاد وإسقاط النظام السابق. وشغل "عزيز"، مناصب عدة إذ عين وزيرًا للإعلام في سبعينات القرن الماضي، ووزيرا للخارجية في 1983، ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء في 1991.