خرج آلاف الطلاب إلى الشوارع في مدينة دكا، عاصمة بنجلاديش، للمطالبة برحيل الشيخة حسينة واجد من منصب رئيس الوزراء، وتأتي هذه الاحتجاجات بعد مرور 6 أشهر فقط على فوزها في الانتخابات في يناير الماضي، ما يجعلها أحدث تحدٍ لها في مسيرتها السياسية. الشيخة حسينة واجد في السلطة منذ أكثر من 20 سنة الشيخة حسينة واجد ليست غريبة على هذا المنصب، فقد شغلته لمدة تزيد عن 20 عامًا، وهذه هي المرة الرابعة التي تفوز فيها في الانتخابات، ولكن خرج ضدها مئات الآلاف من المتظاهرين، ونزل الجيش وفرض حظر تجوال في الشوارع والميادين، وكشف المتحدث باسم الشرطة فاروق حسين، أن المتظاهرين اشتبكوا مع أفراد الشرطة، في العاصمة دكا، وأن 150 شرطيا على الأقل نُقلوا إلى المستشفى، وتلقى 150 آخرين إسعافات أولية، لافتاً إلى أن هناك شرطيين ضُربا حتى الموت. وأكد حسين أن المتظاهرين في بنجلاديش أشعلوا النار في العديد من مراكز الشرطة ومباني الحكومة، واستطاعت الشرطة اعتقال اثنين من قادة المنظمة. وقطعت الحكومة شبكات الإنترنت والرسائل النصية في محاولها منها لإيقاف مظاهرات بنجلاديش. ما السبب وراء مظاهرات بنجلاديش؟ ويكمن السبب وراء الأزمة والاحتجاجات العنيفة التي تشهدها بنجلاديش في إعادة المحكمة العليا العمل بنظام التخصيص، الذي تم إلغاؤه في عام 2018 من حكومة حسينة واجد، والذي يمنح 30% من الوظائف الحكومية إلى أبناء المحاربين القدامى في حرب التحرير ضد باكستان في عام 1971، ويندد المتظاهرون باستخدام هذه الحصص وسيلةً لمكافأة الموالين لحزب رابطة عوامي، وفقا ل«وكالة الصحافة الفرنسية». وتعود أسباب تلك الاحتجاجات إلى إعادة المحكمة العليا العمل بنظام التخصيص والذي تم إلغاؤه في عام 2018 من قبل حكومة الشيخة حسينة، ما دفع الثوار للخروج إلى الميادين والشوارع، مطالبين الحكومة بإلغاء العمل بالقانون الذي يقلص من فرص عملهم في القطاع العام، بينما يتمتع الأفراد أبناء العاملين في القطاع بأكثر من نصف الفرص. وأشار المتظاهرين إلى أن الشيخة حسينة قد وعدت في وقت سابق بإلغاء هذا النظام قائلة: «لا يوجد ما يدعو للغضب؛ فالطلاب يطالبون بإنهاء نظام الحصص وأنا أقبل ذلك تمامًا»، ولكن موقفها تغير بشكل كبير في تلك المرة ولم تحقق وعدها وتصدت لتلك الاحتجاجات ووصفت الطلاب بأنهم «يضيعون وقتهم بلا داعٍ». وكان من المقرر أن تسافر الشيخة حسينة واجد، رئيسة الوزراء، اليوم الأحد، للقيام بجولة دبلوماسية لكنها ألغتها قبل أسبوع، مع تدهور الأحداث وتصاعدها، كما أكد ذلك نعيم الإسلام، الملحق الإعلامي بمكتب رئيسة الوزراء في حواره «للوكالة الفرنسية»، قائلاً: «لقد ألغت رئيسة الوزراء جولتها إلى إسبانيا والبرازيل بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد في الوقت الحالي».