أيام قليلة وتنطلق الانتخابات التشريعية التركية، تحديدًا الأحد المقبل، وسط حالة من الغضب والحرب الكلامية بين الرئيس رجب طيب أردوغان وصحف المعارضة، التي تشن حملة هجومية عليه منذ أيام، ومنذ ذلك الحين يجسد الرئيس التركي دور المدافع عن نفسه وسياساته الخارجية في كافة اللقاءات التي يظهر خلالها، عبر مهاجمته الشديدة لتلك الصحف. ركزت هجمات الرئيس الإسلامي على صحيفة "جمهورييت" المعارضة لنشرها صور قذائف هاون مخبأة تحت أدوية في شاحنات مؤجرة رسميًا لصالح منظمة إنسانية، اعترضتها قوة درك تركية قرب الحدود السورية في يناير 2014. ووفقًا لوكالة "فرانس برس" الإخبارية أثارت تلك القضية فضيحة عندما أكدت وثائق سياسية نشرت على شبكة الإنترنت أن الشاحنات تعود إلى الاستخبارات التركية، وتنقل أسلحة وذخائر إلى جهاديين يقاتلون نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ما نشرته الصحيفة التركية لم يمر مرور الكرام، ما بين تهديد أردوغان للصحيفة ورئيس تحريرها، جان دندار، متوعدًا كلاهما بأنهما "سيدفعان ثمنًا باهظًا جدًا"، وفتح النيابة العامة تحقيقًا سريعًا ضد الصحيفة، بالإضافة إلى رفع دعوى ضد رئيس تحرير الصحيفة بتهمة "نشر صورا ومعلومات مخالفة للحقيقة" وبالتصرف "ضد المصلحة الوطنية". من جانبها قبلت الصحيفة المعارضة التحدي عبر نشرها، أمس، على صفحتها الأولى صورًا لأسرة التحرير تحت عنوان "نتحمل معا المسؤولية"، وعادت، اليوم، بتحدي جديد، حيث نشرت مقالة موقعة من ثلاثين مفكرا ومثقفا تركيا تحت عنوان "نحن معكم". لم تكن تلك المواجهة الوحيدة بين الرئيس الحالي للدولة التركية، ووسائل الإعلام، فقبل الانتخابات البلدية العام الماضي وجه تهديدات لتلك التي تنقل اتهامات بالفساد موجهة اليه والمقربين منه كما حجب شبكات تويتر ويوتيوب لمنع بثها. ولم يقف حد هجوم أردوغان على الصحف التركية فقط، فقبل أسبوعين هاجم بعنف صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، التي اتهمها بالتدخل في شؤون بلاده الداخلية بعد أن نشرت مقالة بعنوان "غيوم سوداء فوق تركيا" تنتقد فيها حكم أردوغان وتتهمه بشن حملة قمع قبل الانتخابات. ووصف أردوغان الصحيفة الأمريكية ب"الرديئة"، خلال خطابه الذي وجهه للشعب التركي، أثناء الاحتفال بالذكرى ال592 على افتتاح القسطنطينية "إسطنبول".