فى 17 فبراير من عام 2011، انتفض الشعب الليبى ضد حاكمه معمر القذافى مطالباً بالحرية، فكان الرد على مظاهراتهم السلمية بالقصف بمدافع الطيران والأسلحة الثقيلة فى محاولة لإنهاء تلك التظاهرات، إلا أن العنف قابله الليبيون بالعنف وتحولت الثورة الليبية إلى ثورة مسلحة استمرت قرابة العام حتى تم إلقاء القبض على القذافى وقتله ودفنه فى مكان غير معلوم حتى الآن، وخلال هذه الفترة أسس الليبيون المجلس الوطنى الانتقالى برئاسة المستشار مصطفى عبدالجليل، وتم تشكيل أول حكومة انتقالية بتاريخ 22 نوفمبر 2011م تتكون من 24 وزيراً وثلاثة نواب للوزراء، لتسيير شئون البلاد، حتى تهدأ الأوضاع ويتم انتخاب رئيس للجماهيرية الليبية، وبتاريخ 8 أغسطس 2012 سلم رئيس المجلس الوطنى الانتقالى السلطة للمؤتمر الوطنى العام فى طرابلس وقرب انتهاء ولاية المؤتمر تم إجراء انتخابات البرلمان الليبى واختيار حكومة جديدة إلا أن الخلاف وجد طريقه بين الحكومة التى اتخذت من طبرق مقراً لها وانضمامها إلى القائد العسكرى خليفة حفتر قبل أن تتسلم مهامها من المؤتمر الوطنى، وبين المؤتمر الوطنى الذى وصف ما حدث من قبل حكومة طبرق وحفتر بأنهما قاما بانقلاب على الشرعية، وعلى أهداف ثورة 17 فبراير وخاصة بعدما أصدرت المحكمة الدستورية العليا قراراً بعدم شرعية البرلمان الليبى وحكومته ليقوم المؤتمر الوطنى بتشكيل حكومة أطلق عليها حكومة الإنقاذ الوطنى لتسيير الأوضاع فى البلاد، والتى وصفتها حكومة طبرق بأنها حكومة جاءت بعد انقلاب عسكرى قامت به جماعة فجر ليبيا فى أغسطس من العام 2014. انقسامات وصراعات عديدة ومعقدة تشهدها ليبيا، تفاقمت بعد تغلغل التنظيمات الإرهابية بها، وتشكيلها خطراً على جيرانها، لا سيما مصر. «الوطن» زارت ليبيا والتقت العديد من القياديين فى العمل السياسى والعسكرى، وتحاورت معهم فى محاولة لفهم ما يجرى على الأرض من تطورات أحداث متلاحقة تشهدها ليبيا، ولها تأثير مباشر على مصر، ومنطقة الشرق الأوسط. ومن بين الحوارات التى أجريت فى ليبيا حوار مع رئيس حكومة الإنقاذ الوطنى، خليفة الغويل، وهو أول حوار له مع وسيلة إعلام مصرية، الذى يعتبر حكومته هى الممثل الشرعى الوحيد للشعب الليبى، معرباً عن أمله فى «مبادرة عربية» لحل الأزمة الليبية، ولم يفته التشديد على عمق العلاقات التاريخية مع مصر. أما القائد فى «فجر ليبيا»، حسن عيسى، الذى التقته «الوطن» فى المنطقة الغربية أثناء زيارتها، فناشد مصر دعم الليبيين لحين حل الأزمة المحتدمة فى البلاد، مشيراً إلى أن جماعته لا علاقة لها بتنظيم «داعش»، وأن ما يُثار عن تبعية قوات «فجر ليبيا» للتنظيم الإرهابى عارٍ عن الصحة، واتفق «عيسى» مع «الغويل» وآخرين فى أن فيديو «ذبح المصريين» وكذلك «قتل الإثيوبيين» لم يتم تصويره على أراضٍ ليبية، وأن الهدف من الترويج له هو التشويه.