ارتفاع درجة الحرارة أمر معتاد بالنسبة له أثناء عمله اليومى، خاصة فى فصل الصيف، حيث يقضى ساعات النهار أمام نيران الفرن المشتعلة، يصطدم جسده بسخونتها المتصاعدة من فوهة الفرن أو ما يُعرف ب«الصهد»، تجعل جسده يتصبّب عرقاً، يقف أحمد يوسف الذى يعمل خبازاً أمام فرن الخبز البلدى نصف الآلى، يومياً على مدار 11 ساعة تتخللها ساعة واحدة راحة فى منتصف النهار، يقول: «العمل فى الصيف يتسبّب فى انخفاض الضغط»، مبرراً رضاه عن عمله بأنه لا يجد غيره ولا يجيد غيره أيضاً، فخبرته كخباز تتجاوز العشرة أعوام «لو حد فينا فى الفرن شعر بتعب بيبعد تماماً عن الفرن وبيحل محله زميل آخر». ارتفاع حرارة الجو، بالإضافة إلى حرارة الفرن تجعل من الصعب على أى إنسان أن يتحملها فى فصل الصيف، حتى لو كانت درجة حرارة الجو فى الخارج عادية كما يقول «أحمد»، فإنه أيضاً لا يستطيع استخدام أى شىء من شأنه خفض درجة الحرارة، لأنه فى حالة غسل وجهه أو شرب مياه مثلجة يدخل فى حالة إعياء شديدة بسبب حرارة جسده المرتفعة بطبيعة الحال، كما لا يمكن تشغيل مروحة أو جهاز تكييف فى المكان، لأن ذلك سوف يؤثر على درجة حرارة الفرن، ويخرج العيش المخبوز «معجن»، على حد تعبيره. بأنامل يده التى تكسوها آثار العجين الذى جف على يده بسبب سخونة المكان، يمسح «أحمد» عرقه المتساقط من على جبينه، قائلاً: «لو العرق ده نزل على عينى بيتسبب فى ضعف البصر فى ظل سخونة المكان، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة. ويرى أن الحل الوحيد لحماية نفسه أن يعمل يوماً ويستريح يوماً، لكن احتياجاته وظروفه المالية هى التى تدفعه إلى الاستمرار فى عمله على حساب صحته، وينهى كلامه بابتسامة ساخرة، قائلاً: «لا نملك رفاهية الجلوس فى البيت، بسبب حرارة الجو المرتفعة».