مياه دائمة الانقطاع، وحين تأتي تصيب مستخدميها بالفشل الكلوي، أطفال يعيشون وسط ظروف دائمًا ما تعاندهم، وتقف ضدهم، وسط قسوة الحياة والمناخ التعليمي غير المناسب، يتجهون أيضًا لتلقي الدروس، وبدلًا من الحدائق والأشجار، تحيطهم الحيوانات المفترسة والأفاعي، جدران آيلة للسقوط بالمدارس، هذا حال أبناء قرية "القبيبة"، التابعة لمركز فرشوط، بمحافظة قنا، والتي يعيش فيها ما يقرب من 15 ألف نسمة. "الوطن"، قضت 4 ساعات مع أهالي القرية واستمعت لمعاناة أهلها، فيقول كارم محمود أحد أبناء القرية، "نعاني من الانقطاع المستمر للمياه في الصيف، وتأتي بمدة أكبر في الشتاء، والطامة الكبرى إنها ملوثة، لاختلاطها بمياه الصرف الصحي". وأضاف ل"الوطن"، أن القرية بها أثنين من المدارس الابتدائية، أحداهما سقفها من "جريد"، أوشكت على الانهيار، وسبق إن خرج ثعبان من إحدى الشقوق، والأخرى "بين الزراعات وبدون أسوار مما يعرض التلاميذ في أي وقت لهجوم من قبل الحيوانات المفترسة. وقال كارم "إن الكوبري الرئيسي للقرية، كاد أن يسقط في الترعة، وهبط لدرجة أن الحيوانات النافقة التي تلقى في الترعة تصل إلى الكوبري، ولا تمر من أسفله، بالإضافة للروائح الكريهة وتلوث البيئة". "تغيرت وزراء ورؤساء، وقامت ثورات، ويبقى الحال كما هو عليه"، بلهجة غضب، عبر سيد عبدالصبور، مدرس بمدرسة القبيبة الابتدائية، قائلا"إن المدرسة تأسست من 1940، وبها 12 فصلًا، تعمل فترتين وبها ما يقرب من 100 مدرس". وأضاف "الأرض المبني عليها المدرسة، جزء ملك الأهالي والأخر للدولة، والمدرسة تتعرض للحيوانات المفترسة والحيوانات، وناشدنا المسؤولين عدة مرات ولكن دون جدوى". وتابع "أن أهالي القرية يعيشون معاناة كبيرة بسبب خوفهم على حياة أبنائهم"، مستنكرًا تجاهل المسؤولين الذين ينتظرون وقوع الكارثة وانهيار المبنى على رؤوس التلاميذ. ويطالب طارق فاروق، من أهالي القرية، المسؤولين بسرعة إنهاء مشكلات المياه، وقال ل"الوطن"، إن المواطنين يضطرون إلى الذهاب للقرى المجاورة، للحصول على المياه النظيفة. "كنت عايش ذي الناس، وفجأة شعرت بتعب شديد، وحينما اتجهت للفحوصات والتحاليل اكتشفت بأنني أعاني من الفشل الكلوي بسبب المياه الملوثة"، بكلمات مقتضبة عبر جمعة مصطفى، مواطن من قرية القبيبة عن معاناته، وقال ل"الوطن"، "باستخدم الفلتر، وبصرف دم قلبي على علاج الفشل الكلوي، الأزمة أنني واحد من ضمن كثيرين أصيبوا بهذا المرض". "نعيش في فزع دائم لعدم وجود سور للمدرسة"، بذلك وصف أحمد عبدالشافي مدرس بالمدرسة الابتدائية، حال الطلاب والمدرسين، وأضاف ل"الوطن"، "حدث عدة مرات دخول ذئاب وكلاب مسعورة في فناء المدرسة اللي موجودة وسط زراعات القصب"، ومن جانب أخر أشار إلى معاناة المواطنين، من شرب المياه الملوثة وإصابة الكثيرين بمرض الفشل الكلوي. وفي ذات السياق قال بركات الضمراني، مدير مركز حماية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان، ابن مركز فرشوط ل"الوطن"، إن قرية القبيبة بها العديد من المشكلات، من مياه ملوثة، وطرق غير ممهدة، أهمها مدرسة القبيبة الابتدائية والتي باتت استمرار العملية التعليمية بها مستحيلا، على وضعها. وأضاف أن المدرسة متهالكة وآيلة للسقوط ويحيطها الحيوانات الضارة، موضحًا: "تقدمنا ببلاغات عدة، للمسؤولين بقنا، لكن دون جدوى، وذكرنا إننا نحملهم مسؤولية انهيار المبنى على التلاميذ".