من أشهر وأعنف المعارك، بل يتم تصنيفها أكبر المعارك الدموية في التاريخ التي وقعت بين روسياوألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، كانت ضمن المعارك الفاصلة، وصل عدد ضحاياها إلى 2 مليون ضحية، هي معركة "ستالينجراد" التي جرت في مدينة "فولغوغراد اليوم" خلال الحملة العسكرية الألمانية على الاتحاد السوفيتي. تعتبر معركة "ستالينجراد"، التي استمرت ما يقرب من 6 أشهر، بالنسبة للجيش الألماني ثاني أكبر خسارة يتعرض لها في الحرب العالمية الثانية، والتي كان لها الدور الأكبر في تحول مجرى الحرب العالمية الثانية، فلم يستعد النازيون قوتهم السابقة ولم يحققوا بعدها أي انتصار استراتيجي في الشرق. بدأ هجوم ألمانيا على ستالينجراد في صيف 1942، واستخدمت السلاح الجوي، بشكل عنيف ومتواصل حتى حولت المدينة إلى أنقاض وأطلال. بالرغم من تمكن الألمان من إخضاع كامل المدينة تقريبًا بعد مقاومة شديدة واجهوها من الاتحاد السوفيتي، إلا أنهم فشلوا في كسر آخر الخطوط الدفاعية للجيش الأحمر الذي تمسكت قواته بالضفة الغربية لنهر الفولغا. في 19 نوفمبر 1942، بدأت روسيا حملة عسكرية أطلقوا عليها "عملية أورانوس"، خلالها شن الجيش الأحمر هجومين متزامنين ضد مواقع القوات التي تحمي الجناحين الأيمن والأيسر للجيش السادس الألماني المتواجد داخل المدينة. كانت هذه القوات ضعيفة مقارنة بنظيرتها الألمانية فأنهارت بسرعة بعد معارك عنيفة مع قوات الاتحاد السوفيتي، الذين تمكنوا في 23 نوفمبر من محاصرة وتطويق حوالي 250 ألف من قوات الجيش السادس. بحلول الشتاء، ومع تواصل الحصار بدأت المقاومة الألمانية تضعف، فقد تسبب البرد والجوع في إنهاك الجنود، وتعطلت الآليات والمدرعات لقلة الوقود، إضافة إلى نقص الذخيرة، في وقت اشتدت الهجمات السوفياتية التي تريد إنهاء وجودهم. رفض هتلر، قيام الجيش السادس بكسر الحصار والخروج من ستالينجراد حيث أمرهم بالبقاء مهما كلفهم الثمن مع ضمان مواصلة تزويدهم بالإمدادات عن طريق جسر جوي، وقيام القوات الأخرى بهجوم مضاد لكسر الحصار وتوحيد القوات. لكن ذلك لم ينجح بعدما فشل الهجوم الألماني المضاد "عملية عاصفة الشتاء" في الوصول إلى ستالينجراد، وعجز عمليات التموين بالجو عن نقل كميات كافية من المؤن والذخيرة لتغطية حاجيات الجيش، ثم توقفها الكلي بعد احتلال الجيش الأحمر للمطارات التي تستعملها القوات الألمانية سواء التي داخل المدينة أو القريبة منها. 2 فبراير استسلم القائد فريدريك باولوس، قاد كل ذلك للانهيار التام للجيش الألماني السادس الذي اضطر قائده للاستسلام في 2 فبراير 1943 ومعه أغلب قوات الجيش السادس رغم مواصلة البعض الآخر القتال إلى أن تم تصفيتهم.