لا شك أن «المتحدة» قدمت هذا العام موسماً رمضانياً استثنائياً.. وتجاوزت أى أخطاء سابقة فى رغبة أكيدة للتمييز والتفوق وهو ما حدث، والأجمل أن دراما النصف الأول من رمضان كانت تخلو من آفة المسلسلات الرمضانية فى الأعوام السابقة وهى مشاهد ودراما البلطجة، فجاءت المسلسلات خالية من تلك المشاهد.. وأيضاً نلاحظ أن الأعمال التى قدمت فى النصف الأول من رمضان تضاءلت فيها مشاهد التدخين والمخدرات.. وهو أمر محمود جداً.. وأتذكر أنه عند تصوير مسلسل «للعدالة وجوه كثيرة» من تأليف وإخراج الأستاذ محمد فاضل.. والذى تم إنتاجه عام 2001 فقد حرصنا على منع مشاهد التدخين.. وحتى القهوة الشعبية التى كان حسين الإمام يديرها فى المسلسل فقد تم كتابة عبارة «ممنوع تدخين الشيشة» على جدار القهوة. والجميل أيضاً أن بعض الأعمال المقدمة هذا العام قد أثارت نقاشاً كبيراً.. ولعل أهم مسلسل قد تم النقاش حول الكثير من تفاصيله هو مسلسل «الحشاشين».. وأرى أنه عمل ضخم لم ينتج مثله منذ سنوات طويلة.. ورغم الانتقادات أرى أن «الحشاشين» من أهم الأعمال التى تم إنتاجها منذ سنوات. وبالعودة إلى مسلسلات الخمس عشرة حلقة، فقد تميز عدد منها منذ بداية السباق الرمضانى.. ولم يخذل صناعها جمهور المشاهدين.. خاضت تلك الأعمال السباق الرمضانى كأحسن ما يكون.. ومن ضمن هذه الأعمال «صلة رحم» والذى أعتبره أفضل حصان رابح فى الموسم الرمضانى هذا العام.. وقد ناقش المسلسل قضية مهمة وهى تأجير الأرحام.. ما بين الحلال والحرام -وكذلك إدانة القانون لذلك الأمر- وجاء أداء نجوم هذا العمل كأفضل ما يكون.. ولا شك أن جزءاً كبيراً من النجاح يعود إلى السيناريست المتألق محمد هشام عبية وكذلك المخرج تامر نادى وجاء بعده مسلسل «مسار إجبارى» بطولة أحمد داش وعصام عمر وصابرين، من تأليف المخضرم باهر دويدار وإخراج نادين خان، المخرجة الموهوبة وقد ظل «مسار إجبارى» منافساً على القمة حتى نهاية حلقاته. ويأتى مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة» ليحقق منذ بداياته توافقاً ما بين النقاد والجمهور.. فقد حصل على أكبر نسبة إعجاب منذ الحلقة الأولى وجاءت أحداثه عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعى والتيك توك لحصد المشاهدات والحصول على المال.. وهى قضية صارت تشغل بال الكثيرين وتمتلئ صفحات التيك توك بفيديوهات من هذه النوعية وعلى أرض الواقع كانت هناك قضية متشابهة مع أحداث المسلسل عن فتاة تم سجنها بسبب ما تقوم برفعه على التيك توك.. والجميل فى المسلسل أن بطلاته كن من الشباب وهن سلمى أبوضيف وليلى أحمد زاهر وفرح يوسف ومن إخراج ياسين أحمد كامل وتأليف سمر طاهر. أما بالنسبة للأعمال الكوميدية فقد احتل «أشغال شقة» صدارة هذه الأعمال بالرغم من بساطة فكرة المسلسل ولا شك أن الخلطة الساحرة ل«أشغال شقة» أتت بفضل السيناريو السهل الممتنع لخالد دياب وشيرين دياب والإخراج البارع لخالد دياب. أما مسلسل «نعمة الأڤوكاتو» فقد جاءت بداياته قوية وبرع المخرج محمد سامى فى تقديم مشاهد وتفاصيل كوميدية، كما أبدعت مى عمر فى هذا العمل.. وأكدت بأدائها المميز أنه تم تدشينها كنجمة تستطيع أن تقوم ببطولة عمل كأول اسم.. ولا أبالغ إذا قلت إن مى عمر يمكن أن تصبح سعاد حسنى الجديدة.. وأضيف أنه لولا بعض المبالغة فى أحداث وسيناريو العمل وتكرار بعض الأحداث داخل حلقاته لكان قد احتل الصدارة فى نصف هذا الموسم.