يلتف الصغار حول الطاولات، تحيطهم حدود المائدة الرمضانية المخصصة لهم وحدهم، يتشاركون الأحاديث والإفطار، تلك الأجواء المبهجة التي يعيشها أطفال إحدى قرى محافظة أسيوط، وسط حالة من الفرحة والسعادة والتشجيع من الأهالي، خاصة الأطفال الذين أصبح لهم جزء كبير في هذه الأجواء الرمضانية، تشجيعاً لهم بعد استكمال يوم الصيام. منذ ما يقرب من 20 عامًا، بدأت عائلة صلاح القوصي، في إعداد مائدة إفطار أهالي مركز ومدينة منفلوط كل عام، إلا أنها هذا العام كان لها مذاق خاص حينما أصبح هناك أول مائدة إفطار للأطفال طوال شهر رمضان، كجزء من المائدة الكبيرة. مائدة إفطار منفلوط مائدة الأشراف المهدية، هي الاسم الذى أطلق على مائدة إفطار منفلوط، ويحكى إيهاب الصاوي، أحد منظمي مائدة الإفطار الخاصة بالأطفال: «الشيخ صلاح القوصى هو أول واحد عمل هذه المائدة من أكتر من 20 سنة، سواء كانت فى أسيوط أو القاهرة أو السعودية، والسنة دى قررنا نعمل جزء خاص بإفطار الأطفال، خاصة الصائمين بيكونوا فرحانين وكمان بيساعدوا فى تجهيز المائدة». القائمون بالأعمال على تلك الموائد هم أبناء عائلة القوصي في مختلف الأماكن، ما يقرب من 2000 وجبة يومية مكونة من الدجاج، والأرز وبعض الخضار المطبوخ مثل البطاطس، فضلاً عن العصائر التي تقدم إلى الصائمين على مائدة الإفطار، خاصة الأطفال. إعداد مائدة إفطار للأطفال إعداد مائدة الأشراف المهدية، يتم عن طريق عائلة القوصي بجانب تبرعات أهل الخير من البلد: «المائدة تجهز عن طريق تبرعات أهل الخير اللى شايفين مدى فرحة الأهالى، خاصة المحتاجين بهذا الطعام»، وفق أحد منظمي المائدة خلال حديثه ل«الوطن»، موضحًا أن الطعام يتم إعداده من قبل أهل البلد وليس أشخاصًا متخصصين به: «الأكل إحنا اللى بنعمله مش جايبين طباخ». سعادة غمرت قلوب القائمين على المائدة بسبب فرحة الأطفال الكبيرة التى ظهرت فى ردود فعلهم: «كانوا فرحانين جدًا وبيساعدوا فى توزيع الطعام أو العصير ودى أهم حاجة عندنا.. احنا عاملين أجزاء متخصصة للرجال والسيدات والسنة دى عملنا الأطفال»، ويحكى «إيهاب» أن هناك وجبات مغلفة تذهب للأطفال والأشخاص من ذوى الاحتياجات الخاصة فى منازلهم. الأهالي يرون أنها تشجيع للأطفال على الصيام لم تكن تلك المائدة فرحة للأطفال فقط، بل لأهاليهم أيضًا، الذين غمرتهم الفرحة والسعادة، خاصة أن هناك بعض الأطفال يصومون للسنة الأولى، وكان من بينهم أحمد عبدالستار، والد الطفل «ياسين»، الذى كان سعيدًا جدًا بهذه التجربة ومشاركة ابنه بها، مشيرًا إلى تأثيرها الكبير على ابنه الصغير. «ياسين أول سنة يصوم وكان فرحان وهو بيفطر على المائدة مع أصحابه لدرجة إنه بقى يسيب الفطار فى البيت ويطلع يجرى عليها من قبل المغرب بساعة تقريبًا»، على حد تعبير «أحمد»، موضحًا أنه يعتبر هذه المائدة المخصصة للأطفال والاهتمام الذى يلقونه تشجيعًا كبيرًا لصيام الأطفال، مشيرًا إلى أن هناك أحد منظمى المائدة يقدم بعض الهدايا للأطفال بعد الإفطار.