خاضت الدولة الفرنسية في عهده، نزاعات وحروب لاحصر لها، وتدخلت في شؤون العالم وصنعت لنفسها إمبراطورية ضخمة، برز كأحد أعظم القادة العسكريين في التاريخ. القائد نابليون بونابرت، قيل عنه أنه غزى جزء كبير من أوروبا، وفي ذكري وفاته ترصد "الوطن" ملامح الحياة العسكرية له. - ولد نابليون بونابرت، في 15 أغسطس 1769 في كورسيكا بإيطاليا في عائلة نبلاء، وتلقى تعليمه في مدرسة عسكرية، وتمت ترقيته بسرعة وفي 1796، عُين قائدًا للجيش الفرنسي في إيطاليا. - وبعد إعلان انفصال كورسيكا عن فرنسا، اضطر نابليون وعائلته للهروب من كورسيكا واللجوء للأراضي الفرنسية، وهناك أعجب به الكثير من قادة الثورة ومنهم ماكسيميليان روبيسبيير، فعينوه قائدًا للمدفعية في حملة حصار طولون حيث ثارت المدينة ضد حكومة الجمهورية الناشئة وتم احتلالها من البريطانيين، فنجح نابليون بخطة عسكرية، رغم إصابته بجرح في فخذه، بطرد المعتدين واستعادة المدينة، فتمت ترقيته كذلك إلى رتبة لواء ركن. - وتمكن من اجتياح معظم القارة الأوروبية وتمكن من حكم ما يزيد عن 70 مليون شخص ومساحة تقدر بحوالي 1.1 مليون كيلومتر مربع، وتدخلت فرنسا في عهده في الشؤون الخاصة بجميع الدول الأوروبية تقريبًا. - وفي عام 1798، غزى نابليون الدولة العثمانية الحاكمة لمصر آنذاك في محاولة لضرب طرق التجارة البريطانية مع الهند فيما عرف باسم "الحملة الفرنسية على مصر"، وجلب معه في حملته على مصر ما يقرب من 167 عالما من علماء الكيمياء والطبيعة والرياضيات والرسامين وغيرهم، وفتح بهذا عصرا جديدا من التنوير، ولكن الغزو لا يتغير لونه مهما كان جالبا للعلم وللتنوير والثقافة، حيث قادت الحملة الفرنسية معارك عديدة قاومها الشعب المصري كثيرًا مثل معركة أبو قير البحرية، ومعركة الأهرام وغيرها من المعارك والمظالم التي تعرض لها الشعب المصري. - وتحدت روسيا، حلف نابليون، فهاجمها متغلبا على الجيش الروسي، ولكنه عندما دخل موسكو كان أهلها قد دمروها وكان جيشه جائعًا تعبًا يعاني من برد الشتاء في روسيا، تبين بتحليل أسنان جنوده الذين قتلوا هناك وعددهم 25 ألفا أنهم أصيبوا بمرض التيفوس وحمى الخنادق وهي أمراض تنتقل عن طريق القمل وأخيرا هزم نابليون عام 1815م. وكان الخطأ الوحيد، الذي ارتكبه نابليون محاولته غزو روسيا عام 1812م، هذه المحاولة باءت بالفشل وتسببت في عزله من الحكم ونفيه. - وأذاق نابليون بونابرت العالم ويلات الحروب، واستولى نابليون على أغنى إقليم في الإمبراطورية العثمانية، وهو مصر، وأدعى أنه صديقًا للسلطان العثماني وادعى أيضا أنه قدم إلى مصر "للاقتصاص من المماليك" لا غير، باعتبارهم أعداء السلطان، وأعداء الشعب المصري. ولعب نابليون دورًا كبيرًا في تطوير الاستراتيجيات العسكرية الحديثة، وذلك عن طريق اقتراضه لبعض نظريات المنظرين السابقين، مثل "جاك أنطوان هيپوليت" كونت غيبرت، وبعض الاصلاحات التي وضعتها الحكومات السابقة لقطاع الجيش.