بملامح تعكس السعادة الممتلئة بها النفوس، خرج أهالي عزبة حمادة في منطقة المطرية بالقاهرة في احتفال جماعي بمناسبة انتصاف شهر رمضان الكريم، مقدمين للعالم صورة مشرفة من الحارة المصرية الأصيلة التي يتكاتف أبناؤها في عمل الخير صغاراً وكباراً، وخلف مائدة إفطار واحدة ضمت آلاف الصائمين، ظهر الكثير من التنظيم الدقيق من أهالي المنطقة. مساهمات الأهالي في الاحتفال بانتصاف الشهر الكريم للعام العاشر على التوالي ينظم أهالي المطرية حفل إفطار اليوم الخامس عشر من شهر رمضان الذي يشتركون في الإعداد له كل عام بمجرد انتهاء اليوم بحسب حديث عبدالرحمن عاطف المسؤول عن طهي الأرز في وجبات الإفطار ل«الوطن»، مضيفًا أن لكل فرد من أهالي المنطقة مهمةً محددة في إعداد الوجبات التي ازدادت خمسة أضعاف عن العام الماضي لتبلغ 12 ألف وجبة هذا العام: «دي سادس سنة ليا أتولى فيها مسؤولية تحضير الرز وكل أكلة وكل صنف بيتقدم على الموائد له حد متخصص بخلاف المحشي كل الستات تقريباً بتساهم فيه».
احتفال مختلف عن كل سنة اتسعت احتفالات أهالي المطرية هذا العام لتمتد إلى ثمانِ شوارع على عكس العام الماضي، إذ لم تبلغ سوى ثلاثة شوارع فقط بحسب حديث صبري كمال المسؤول عن إعداد الحلويات ل«الوطن»، موضحًا أنه تولى مهمة إعداد الحلويات الرمضانية المقدمة في الإفطار بجانب أشقائه الستة التي يختص كل واحد منهم في صنف حلوى معين، مثل الزلابية والقطايف والكنافة: «السنة دي العدد كبير ودي حاجة مفرحانا وبتدينا ثقة في فكرتنا، اللي كل سنة بنلاقيها بتوصل لناس أكتر وبنتمنى كل الحارات الشعبية تطبق الفكرة الجميلة دي، وترجعلنا الإحساس بروحانيات الشهر الكريم، زي زمان وتصنع ذكريات تعيش مع الأطفال».
جمعية عائدها السعادة عقب انتهاء الاحتفال مباشرةً يجتمع أهالي المطرية على «جروب» خاص بهم عبر تطبيق التواصل الاجتماعي «واتس آب» لتجهيز احتفال العام القادم، ويضيف «صبري»، من أهالي المطرية، أن هناك صندوقًا مخصصًا لتدبير الاحتفال بمنتصف شهر رمضان يشارك فيه جميع الأهالي بمبلغ معين كل شهر حتى نغطي تكاليف الاحتفال ونبدأ بشراء المستلزمات قبيل الشهر الكريم «دي جمعية كلنا مشتركين فيها وبنقبض الفرحة وبنصدرها للناس».