تفتح كل مدارس نيويورك تقريبا أبوابها مجددا اليوم في ما يدل على عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجيا بعد مرور الإعصار ساندي، لكن السلطات تواجه تحديا جديدا بسبب موجة البرد القارس. وهناك عشرات الآلاف من الأشخاص الذين دمرت منازلهم أو تضررت من جراء العاصفة يواجهون موجة الصقيع مع تدني درجات الحرارة بشكل كبير ما يثير مخاوف على حياتهم. وقدر رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرج أن ما بين 30 و40 ألف منزل في المدينة كانت لا تزال متضررة من جراء مرور العاصفة ولا يمكن الاقامة فيها، فيما يزداد البرد. وضربت العاصفة ساندي 15 ولاية ترافقت مع رياح عاتية وارتفاع منسوب المياه ما أدى إلى مقتل 109 أشخاص على الأقل في الولاياتالمتحدة وكندا وأضرار قدرت بعشرات مليارات الدولارات. وهناك أكثر من مليوني منزل في سبع ولايات بدون كهرباء حتى الآن فيما من المتوقع وصول عاصفة جديدة بعد غد إلى نيويورك مع أمطار غزيرة ورياح قوية. وطالب حاكم ولاية نيوروك اندرو كومو بتوفير مساكن جديدة لعشرات الآلاف من أبناء نيويورك الذين تضرروا من الإعصار ساندي. وقال كومو في مؤتمر صحفي ان برودة الطقس الأخذة في الازدياد تجعل المنازل المحرومة من الكهرباء "غير قابلة للسكن". ولا يزال 730 ألف شخص محرومين من الكهرباء في ولاية نيويورك من بينهم أكثر من 130 ألفا في نيويورك وحدها كما أوضح كومو. وما يزيد من صعوبة الوضع عليهم نقص البنزين اللازم لتشغيل المولدات التي تستخدم خصوصا في التدفئة، وأكد كومو حدوث "تحسن" بشأن البنزين معترفا في الوقت نفسه باستمرار المشاكل. وقال "يجب التحلي بالصبر" في وقت يتطلب الامر أحيانا الانتظار لساعات طويلة أمام محطات الخدمة المفتوحة للتزود بالبنزين والتي فرض بعضها نظام تقنين. وأعلنت الحكومة الفدرالية في بيان أنها تعمل مع الولايات المتضررة على مواجهة أزمة الفيول وأنها وضعت خطا هاتفيا خاصا لأصحاب محطات الوقود للابلاغ عن احتياجاتهم من امدادات الوقود أو مولدات الكهرباء أو مساعدات أخرى. وشبه بلومبرج الأزمة بتلك التي عاشتها نيو أورلينز بعد مرور الإعصار كاترينا في 2005. ويتم تسليم أكثر من 200 ألف وجبة غذائية يوميا إلى المسنين ومحتاجين آخرين في نيويورك. وتحث سلطات المدينة المشردين على الذهاب إلى مراكز الإجلاء التي لا تزال أبوابها مفتوحة. والأقسام الأفقر في المدينة بما يشمل مناطق روكاواي وستاتن ايلاند كانت الأكثر تضررا من العاصفة. وقد ألغى بلومبرج ماراثون نيويورك السنوي الذي كان من المرتقب أن ينظم بسبب الاحتجاجات على إنفاق مثل هذه الاموال في وقت الناس بحاجة لها أكثر، ونزل الكثير من المشاركين البالغ عددهم 47 ألف إلى سنترال بارك للمشاركة في الماراثون فيما قام آخرون بتسليم المساعدة والأموال إلى ضحايا العاصفة. وتبقى الأزمة حادة في نيوجرسي حيث لا زال هناك مليون شخص على الأقل محرومين من الكهرباء بينهم حاكم الولاية كريس كريستي. وقال كريستي ان الولاية ستسمح بالتصويت عبر البريد الإلكتروني خلال الإنتخابات الرئاسية وكذلك انتخابات الكونجرس، للأشخاص الذين تم اجلاؤهم بسبب العاصفة. وكريستي الذي طلب بدء التقنين بالفيول، أعلن سابقا أن حوالى 280 عنصر شرطة من ولايات أخرى سيساهمون في إعادة الأمن إلى ولاية نيوجرسي اعتبارا من اليوم. وكانت صفوف طويلة من السيارات والأشخاص تنتظر أمام محطات الوقود في أنحاء النصف الشمالي من ولاية نيوجرسي. وفي كوني ايلاند اضطر بعض الأشخاص للانتظار ست ساعات للحصول على بعض الفيول مجانا، الذي تقدمه السلطات الفدرالية.