تنطلق في العاشرة إلا ربع من مساء الليلة، بتوقيت القاهرة، مباراة قمة الكرة الإيطالية بين يوفنتوس وانتر ميلان في مباراة من كلاسيكيات الكرة الإيطالية، بين الفريقين الأكثر عداوة في الكرة الإيطالية، وهي المباراة التي سيحتضنها ملعب "يوفنتوس أرينا" ضمن مباريات الجولة الحادية عشرة للدوري الإيطالي. تعد مباراة الليلة، هي مباراة بين العدوين اللدودين في الكرة الإيطالية على مر التاريخ، إلا أن العداء تضاعف عقب فضيحة الكالشيوبولي عام 2006 ، والتي أودت باليوفنتوس بطل الدوري وقتها للدرجة الثانية، وأدخلت الفريق في أزمة لم يستفق منها سوى الموسم الماضي مع تولي أنتونيو كونتي المدير الفني مسئولية الفريق، إلا أن جماهير وإدارة اليوفي، ترى أن ما يصادف الفريق ومدربه من أزمات في الفترة الأخيرة، يعود لتدخلات مباشرة من رئيس الانتر ماسيمو موراتي، والذي يمتلك علاقات قوية في الأوساط الكروية. على النقيض ترى جماهير الانتر أن يوفنتوس نادي صاحب تاريخ مشبوه، وأن "الكالشيوبولي" ما هي إلا كشف لجزء من حقيقة النادي الذي يسيطر على البطولات المحلية في إيطاليا منذ نحو تسعين عاماً، وما زاد من الاحتقان في الأيام الأخيرة هو هجوم موراتي على حكم مباراة يوفنتوس وكاتانيا، وهو ما أعتبرته جماهير اليوفي هجوماً مباشراً على ناديها. إلا أن أندريا أنييلي رئيس نادي يوفنتوس قام بمحاولة لإذابة الجليد بين الناديين، ووجه الدعوة لماسيمو موراتي لحضور اللقاء لأول مرة منذ عام 2005، منذ فضيحة "الكالشيوبولي"، إلا أن رئيس الانتر رفض الدعوة مؤكداً في تصريحات لصحيفة "لاستامبا" الإيطالية "أن الوقت لم يحن بعد .. والأراء متعارضة للغاية .. لذا لن أذهب إلى تورينو". وما زاد الطين بلة قبل بداية مباراة الليلة، هو اختيار لجنة الحكام، للحكم باولو تاليافينتو لإدارة المباراة المرتقبة، وهو الحكم الذي أثار إيطاليا بالكامل وتسبب في حرب كلامية بين يوفنتوس والميلان عقب إلغائه لهدف صحيح 100% لسليمان مونتاري في مباراة ميلان ويوفنتوس الموسم الماضي، والتي ساهمت نتيجتها إلى حد كبير في تتويج البيانكونيري باللقب، ليأتي تعيين تاليافينتو ليسكب البنزين على النار المشتعلة في الأساس بين الغريمين الكبيرين. في الوقت نفسه ألقت القمة بظلالها على الصحف الإيطالية التي أكدت أن المبارة التي ستجمع بين متصدر البطولة ووصيفه، ستحدد إلى حد كبير ملامح اللقب الغالي، خصوصاً وأن الفارق أربع نقاط فقط لصالح اليوفي، الذي يتصدر المسابقة برصيد 28 نقطة مقابل 24 للانتر، كما تشهد المباراة خوفا من نوع أخر يؤرق كلا المدربين، فكلاهما يسعى لمواصلة الأرقام القياسية، فاليوفي الذي لم يهزم منذ 49 مباراة متتالية يسعى مديره الفني أنتونيو كونتي لكسر رقم فابيو كابيللو مع الميلان والذي وصل ل58 مباراة متتالية، كما يسعى أندريا ستراماتشيوني لمواصلة سلسلة الفوز بعدما حقق خمس انتصارات متتالية في الدوري الإيطالي، وهو ما لم يحدث منذ أيام البرتغالي جوزيه مورينيو. ملعب المباراة "يوفنتوس أرينا" والذي يتسع لنحو 43 ألف متفرج، من المنتظر أن يمتلئ عن آخره بعدما نفدت تذاكر اللقاء بالكامل منذ الخميس الماضي، واستضاف الملعب مواجهة واحدة فقط بين الفريقين الكبيرين كانت في إياب الموسم الماضي وإنتهت بفوز اليوفي بهدفين نظيفين لكل من مارتن كاسيريس واليساندرو ديل بييرو، في الوقت الذي لم يتذوق فيه يوفنتوس طعم الهزيمة على أرضه منذ 33 مباراة متتالية، وهو ما أستغله أندريا ستراماتشيوني المدير الفني للانتر في شحن بطاريات لاعبيه. ولم تخل المباراة من الأرقام الاقتصادية، فنشرت صحيفة "لاجازيتا ديلوسبورت"، تقريراً يوضح أن مجموع أسعار اللاعبين يساوي 503 مليون يورو، موزعة بين الفريقين بواقع 327 مليون يورو لفريق اليوفنتوس منهم 202 مليون يورو في التشكيلة الأساسية المتوقعة و125 مليون يورو على الدكة، وما يقرب من 176 مليون يورو للإنتر منهم 95 مليون يورو على ارض الملعب و81 مليون يورو على دكة البدلاء، وتأتي كل هذه الارقام في ظل الأزمات الاقتصادية الكبيرة التي تحاصر الكرة الإيطالية في الآونة الأخيرة.