أخيرا تم فتح باب التحقيق مع الأستاذ إبراهيم نافع فى أمور ليس بينها موضوع «بالوظة»، الذى يهمنى على مستويين عام وخاص، ولا يبدو، حتى الآن، أنه قيد اهتمام نقيب الصحفيين الأستاذ ممدوح الولى. الحكاية بدأت ونحن نستمع «بكل ثقة» إلى السيد النقيب الأستاذ إبراهيم نافع يزين لنا الاشتراك فى مشروع «بالوظة» فى اجتماع حضرتُه، منذ ما يقرب من 17 سنة، فى القاعة الكبرى بمبنى النقابة القديم، أبوجنينة، لنتملك مسكنا صيفيا يفوق فى جماله وراحته ومكسبه مشروع الساحل الشمالى، الذى لم يكن لمعظمنا أى مشاركة فيه، وهل كان من الممكن ألا نثق؟ كلا يا سادة وألف كلا، فإذا لم نثق بنقيبنا وبنقابتنا فبمن نثق؟ أقر وأعترف أننى لست من هواة المشاريع من هذا النوع، وأشهد أننى أصلا لم أكن قد سمعت عن «بالوظة» هذه إلا حين ذكرها، ببشاشة وشغف، السيد النقيب إبرهيم نافع، وهو يصف لنا بالخرائط تفاصيل جمال الموقع وقربه من القاهرة و«التساهيل» الموعودة والمؤكدة لإتمام المشروع «اللُقطة» فى غضون عام أو عامين، بس وعنها: وقعت فى الفخ، وهل كان من الممكن ألا أقع؟ كيف؟ إنه نقيبنا يا سادة، الحارس على مصالحنا والأمين على أموالنا، فهل كان ثمة مجال لسوء الظن والاسترابة فى ضحك على الذقون؟ كان معنا كل الحق أن نصدّق وأن نثق فكان أن دبّرت بالطول وبالعرض المبلغ المطلوب، وهو 8 آلاف جنيه، وأن أدفعه، ألفا تنطح ألفا، للاشتراك المبدئى فى تلك «البالوظة»! بيد أنه منذ ذلك الفخ الذى نصبته لنا بشاشة النقيب إبراهيم نافع ووعوده التى فى الخيال وصدقناها، إذ لم نتوقع مطلقا أن تتشابه بأى حال من الأحوال مع وعود الشركات النصّابة التى نقرأ عنها فى صفحات الحوادث، وما زال لسان حالنا يقول كما تقول الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان فى قصيدتها عن الحقوق الضائعة: «ما زلنا فى غرف التخدير على سُرر التخدير ننام، والعام يمر وراء العام وراء العام وراء العام، والأرض تميد بنا والسقف يهيل ركاما فوق ركام، والكذب يُغطّينا من قمة هامتنا حتى الأقدام، يا قوم إلام وحتّام يا قوم إلام وحتااااااااااامممممممممم!». سنوات شالتنا وسنوات حطتنا، ونقيب يأتى ونقيب يروح، ونحن نبل ونشربها أوراق إيصالاتنا التى تفيد بما دفعناه، وللعلم هناك من دفع أضعاف ما دفعته، نفتح السيرة مع كل مرشح فى انتخابات النقابة: يا ناس طيب هاتوا فلوسنا! والرد: أصلنا اشترينا بها أصولا! ولماذا اشتريتم؟ كان لازم! وما العمل؟ سنحاول بيع هذه الأصول وهناك بالفعل مشتر! يعنى خير؟ طبعا خير خييييييييييييير! ونتلقى الوعود الخلابة حتى تنتهى الانتخابات ثم نعود لننام على سرر التخدير؛ لا أحد يهتم فلا حيلة ولا حياة لمن ننادى! ثمانية آلاف جنيه لى فى ذمة نقابتنا، أشهدكم عليها إخوتى فى «المواطنة»، أرجو أن يجىء يوم تتسلمها ابنتى من بعدى، فلا يبدو أننى سأنالها بنفسى مهما امتد بى العمر، أما حضرة النقيب السابق إبراهيم نافع ومن بعده حضرات النقباء، على مدار السنوات المنصرمة والقادمة، فأهلا بهم فى زمرة أكلة الحقوق، «إذا وقعت الواقعة»، قريبا إن شاء الله من غير مقاطعة!