فاجأتنا الصحف بأخبار واقعة أثارت غضب المجتمع المصرى كله وخوفه على بناتهم، وهى استعمال مدرس بمحافظة الفيوم المشرط فى حلق رأس تلميذة بالصف الخامس الابتدائى لعدم ارتدائها الحجاب وضربها على رأسها أمام التلميذات بالفصل مما جعل صديقاتها فى الفصل يضحكن عليها وأصبحت التلميذة فى حالة نفسية سيئة بسبب فعل المدرس وإحراجها أمام زميلاتها فى الفصل وعلى مستوى المدرسة. وهى واقعة تشكل إنذار خطر بكل المعانى وتعطى مؤشراً حول الانتشار المذهل لأفكار شديدة التطرف والعنف تجاه كل ما هو مختلف مع حامليها حتى لو كانوا أطفالاً، فالمعلم الداعشى البلطجى «ع» بمحافظة الفيوم أقدم على حلق رأس تلميذة طفلة بالمشرط لأنها لم تأت مرتدية ما يتوافق مع أفكاره، واستخدم سلطته بدلاً من أن يكون معلماً تحول إلى بلطجى وإرهابى، وهو ما لا يكفى معه اتخاذ الإدارة التعليمية قراراً بتوقيف المدرس ومدير المدرسة عن العمل وإحالتهما للتحقيق، وإنما يحتم إنزال أقصى العقوبة وفصله نهائياً عن العمل لارتكابه جريمتين، الأولى حمله سلاحاً أبيض متمثلاً فى مشرط أثناء العمل الرسمى واستعماله فى الواقعة، كما يعاقب مدير المدرسة على حدوث هذه الواقعة فى مدرسته، حيث تشير هذه الواقعة إلى غياب الرقابة فى المدارس أو أى عوامل تأمين الأطفال من سطوة البلطجية والمرضى النفسيين من أعضاء المجتمع التعليمى. كما يجب تصدى النيابة العامة لهذه الواقعة لتتولى التحقيق الجنائى، حيث تشكل الواقعة جريمتين، الأولى تعدٍ لا يجب معها الاكتفاء بالتحقيق الإدارى بل تستلزم المحاكمة الجنائية، والثانية حمل سلاح أبيض، ما قد تصل عقوبتهما للسجن المشدد، وذلك وفقاً للمادة 241 من قانون العقوبات التى تنص على: «كل من أحدث بغيره جرحاً أو ضرباً نشأ عنه مرض أو عجز عن الأشغال الشخصية مدة لا تزيد على عشرين يوماً يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين أو بغرامة لا تقل عن عشرين جنيهاً مصرياً ولا تجاوز ثلاثمائة جنيه مصرى، أما إذا صدر الضرب أو الجرح عن سبق إصرار أو ترصد أو حصل باستعمال أى أسلحة أو عصى أو آلات أو أدوات أخرى فتكون العقوبة الحبس». وتكون العقوبة السجن الذى لا تزيد مدته على خمس سنوات فى الجرائم المنصوص عليها فى المادة 241 إذا ارتكبت أى منها تنفيذاً لغرض إرهابى. وهنا هل يمكن تفسير ما حدث من المعلم الداعشى سوى كونه حدثاً إرهابياً؟ وإن لم يكن كذلك فماذا كان هدف هذا الذى يقال عنه معلم فيما قام به للطفلة؟ أليس إرهاباً للطفلة ولكل طفلة أخرى تسول لها نفسها أو أسرتها إرسالها للمدرسة بصورة لا تعجب سيادته «على طريقة اضرب المربوط يخاف السايب» ولتذهب مشاعر الصغيرة والأذى النفسى الذى لحق بها والعقدة من المدرسة والتعليم وتدمير حياتها إلى الجحيم. فقد انتصر المدرس الداعشى على جثة حياة الصغيرة، التى قام بالتعدى عليها باستخدام سلاح أبيض مع سبق الإصرار، وتثير هذه الجريمة المركبة إن لم نتصد لها بكل حزم تخوفاً شديداً من تكرار مثل هذه الجرائم فى المدارس المصرية بل وتطورها تجاه الأطفال، وإذا كان هذا موقفه من طفلة فكيف يكون موقفه أو أشباهه وتنظيمه تجاه من هم أكبر سناً، هل سننتظر لتصل إلى أعمال أكثر عنفاً تهدد حياة الطالبات المسلمات غير المحجبات أو الطالبات المسيحيات بالخطر، من المهم أن تتصدى النيابة اليوم قبل أن نجد قفصاً حديدياً به طفلة يتم حرقها.