كان تأزم الأوضاع في الأيام القليلة الماضية على يد الحوثيين في اليمن مؤشرًا لوحدة الدول العربية في مواجهة هذه الهيمنة، وخصوصًا بعد دعوة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور للدول العربية للتدخل العسكري لمواجهة الحوثيين، ومع الساعات الأولى من صباح اليوم، شنت السعودية عملية عسكرية بتحالف عربي يضم 10 دول، تحت اسم "عاصفة الحزم". استهدفت "عاصفة الحزم" مواقعًا عسكرية ومخازن للأسلحة بصنعاء، ومقر قيادات قوات الاحتياط في جنوبصنعاء، تضم الكويت والإمارات وقطر والمغرب والأردن والسودان، فيما أعلنت مصرو باكستان المشاركة في العملية العسكرية ضد الحوثيين، بالإضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي من السعودية والبحرين والإمارات والكويت وقطر، باستثناء عُمان. ومع وحدة الدول العربية في عملية "عاصفة الحزم"، عادت إلى الأذهان كيف توحد العرب من قبل في حروب أخرى، حفرت بالأذهان بأمجاد الوحدة التي طالما تغنى بها العرب، فمع اندلاع الحرب الأهلية في فلسطين بعد خطة تقسيمها إلى دولتين يهودية وعربية، التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947، توحدت 6 دول عربية تحت قيادة جامعة الدول العربية، للدفاع عن شقيقتهم العربية. عدد كبير من القوات دعمتها مصر والأردن والعراقوسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية، في حربها مع فلسطين ضد إسرائيل، حيث شاركت مصر بما يقرب من 20 ألف جندي، والعراق ب18 ألف جندي، إلى جانب آلاف الجنود من سوريا والسعودية ولبنان، بالإضافة للمتطوعين من اليمن وباكستان والسودان ومصر. ومن نكسة 1967 إلى النصر العظيم في أكتوبر 1973، صنع العرب أمجادهم في البطولة الخالدة، في يوم ما زال العدو الإسرائيلي يعتبره يومًا أسود حتى الآن، فكانت الوحدة العربية في أبهى صورها في تلك الحرب، فمع اشتعال الحرب بالمواقع المصرية، كانت الدول العربية في ظهرها تساندها من جبهات عديدة، حيث قصف الطيران السوري مواقع الجيش الإسرائيلي في الجولان، بهجوم ما يقرب من 100 طائرة مقاتلة سورية. كما استطاعوا خرق خط آلون الدفاعي ووصلوا إلى بحيرة طبرية مسببين خسائر فادحة للقوات الإسرائيلية. وأعلنت السعودية حظرا على النفط في أعقاب اندلاع الحرب، يستهدف الولاياتالمتحدة وهولندا لدعمهما لإسرائيل، استمر حتى مارس 1974، في إطار ممارسة الضغط السياسية من خلال التحكم بالإمدادات النفطية، كما أنشئت السعودية جسر جوي لإرسال 20 ألف جندي للجبهة السورية، كما حرص الملك فيصل بن عبدالعزيز على إرسال إمدادات لمصر وسوريا. واشترت الجزائر برئاسة هواري بومدين طائرات وأسلحة، وأرسلتها إلى مصر، عقب علمها بنية إسرائيل الهجوم على مصر من خلال جاسوس جزائري بأوروبا، كما شاركت بما يقرب من 3000 جندي و96 دبابة و22 طائرة حربية، وحرص الرئيس الجزائري على الإشراف بنفسه شحن الأسلحة السوفيتية إلى مصر، ودعمت ليبيا مصر بمدرع وسربين من الطائرات. ودعمت العراق مصر من قبل اندلاع الحرب، وبعدها بأسراب طائرات، إلى جانب فرقتين مدرعتين و3 ألوية مشاة وطائرات للجبهة السورية، وشاركت القوات الأردنية في الحرب على الجبهة السورية بإرسال اللواء المدرع 40 واللواء المدرع 90، ولم يقل دور المغرب والكويت وتونس والبحرين والإمارات حيث بادروا بإرسال لواءات ودبابات وكتائب مشاة، فيما رفعت السودان شعار "لا صلح لا اعتراف لا تفاوض" خلال مؤتمر الخرطوم.