سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طارق دياب ل«الوطن»: الأهلى والترجى سفيران فوق العادة و«مرآة» الثورات العربية أمام العالم مصر وتونس «الفائز الأكبر» من المواجهة.. وظروفى تمنعنى من الذهاب إلى القاهرة
تباينت ردود الفعل داخل تونس حول توليه منصب وزير الشباب والرياضة هناك، فرغم نجوميته الكروية كأحد عمالقة نادى الترجى والمنتخب التونسى، فإن طارق دياب الحاصل على الكرة الذهبية الأفريقية عام 1977 وقائد «نسور قرطاج» لنهائيات كأس العالم عام 1978 والألعاب الأولمبية 1988 اختلف عليه الشارع التونسى كوزير، ومع مرور الأيام وبقرارات مدروسة نجح فى كسب المزيد فى صفه، وبات الرهان عليه كبيرا فى تطوير الرياضة التونسية فى زمن قياسى. «الوطن» حاورت طارق دياب أبرز من أنجبت الملاعب التونسية ليتحدث عن لقاء الأهلى والترجى، وحلمه الخاص من المواجهة، متوقعا الفائز، منتقلا إلى أزمة شغب الملاعب ومن صنعها، ومشاكل الرياضة العربية ومن يقف خلفها وجوانب أخرى داخل الحوار. * بداية.. كيف ترى مواجهة الأهلى والترجى فى نهائى بطولة أفريقيا؟ - من الدور قبل النهائى لدورى الأبطال الأفريقى وأنا أتوقع وأتمنى وصول الأهلى والترجى إلى النهائى، لن أتحدث عن المباراة من الناحية الفنية، لكننى كمسئول أتمنى أن تخرج المباراة بشوطيها فى مصر وتونس بالصورة التى تعكس العلاقات الوطيدة والممتدة بين البلدين على كافة المستويات، وأن تكون المباراة هنا وهناك صورة طيبة ل«الربيع العربى» والثورتين التونسية والمصرية أمام العالم، خاصة أنها المواجهة الأولى على مستوى كرة القدم التى تجمع فريقا تونسيا بنظيره المصرى عقب الثورتين. * هل ستحضر جولة القاهرة؟ - كنت أتمنى هذا، لكن الأمر سيكون فى غاية الصعوبة، فى ظل الاجتماعات المتواصلة التى تقيمها الوزارة الجديدة لتحديد الشكل الرياضى الذى سنسير عليه فى الفترة المقبلة، ولكنى بالطبع سأحضر المباراة الثانية من داخل المدرجات بتونس. * لمن تتوقع الفوز؟ - أتوقع فوز مصر وتونس من خلال ما سيقدمه الفريقان من روح رياضية عالية، وأداء فنى يليق بالكرة فى البلدين وبالتاريخ الكبير والعريق لكلا الفريقين، الأهلى والترجى الآن سفيران فوق العادة لحلم جديد للرياضة العربية عقب «الربيع العربى» بالحصول على المكانة التى تستحقها. * بشكل عام هل تأثرت الرياضة التونسية بثورة بلدكم؟ - ثورتنا لم تؤثر سلبا على الرياضة التونسية، فقد تمكن المنتخب التونسى بعدها من الصعود لنهائيات كأس الأمم الأفريقية، واقترب من الوصول لكأس العالم، إضافةً إلى وصول الترجى إلى الدور نصف النهائى لبطولة أفريقيا، فضلاً عن الفوز ب 3 ميداليات أولمبية و19 ميدالية بدورة الألعاب البارالمبية. * غياب الجماهير عن المدرجات أليس إحدى النتائج السلبية بعد الثورة؟ - بالتأكيد، هذا أمر محزن للغاية، والجماهير ستعود للملاعب التونسية مرة أخرى وأخذنا قرارا بذلك، وسنعمل على تنفيذه. * تفسيرك لظاهرة شغب الملاعب التى انتشرت فى بعض الدول العربية وتحديداً مصر وتونس؟ - لا ألقى باللوم فى انتشار هذه الظاهرة على الجماهير فقط، شغب الملاعب مسئولية الجميع، فالأندية مسئولة والجامعة مسئولة وحتى وزارة الرياضة مسئولة عن هذا الأمر، وبالطبع المسئولية الأكبر فى الظاهرة تقع على الأمن فى كل الدول، ولابد أن نعترف أن الظاهرة تستحق الدراسة من أجل القضاء عليها. * هل من تفسير لما حدث من اقتحام جماهيرى فى لقاء الترجى والنجم الساحلى؟ - ما حدث خلال هذه المباراة كان مفتعلاً لإحداث الفوضى، هناك العديد من الأشخاص التى ترفض عودة الاستقرار ولا تريد الخير لتونس، لكننا نقوم بجهود من أجل عدم تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة فى المستقبل. * كيف تضمن هذا؟ - لابد من تضافر الجهود على أسس صحيحة، لا بد من الاعتراف أن الرياضة وكرة القدم تحديداً لا تساوى شيئاً دون جمهور، وأنه هو أساس الرياضة، وأن يقتنع الجمهور نفسه أن التنافس فى كرة القدم لايعنى التعصب ومهاجمة الآخر. * هل من تفسير لتوتر العلاقات الرياضية العربية فى السنوات الأخيرة؟ - الرياضة تؤثر على العلاقات بين الشعوب، لذا أرى أن هناك بعض النفوس المريضة ترفض وتحارب لمنع توطيد العلاقات بين الشعوب العربية وتعمل على تواصل العداء بينها، كما حدث بين مصر والجزائر وتوتر العلاقات بسبب مباراة كرة قدم، ولكن الأمر فى النهاية بإرادتنا ولا يمكن أن ننكر أن ثورات الربيع العربى كان لها دور بارز فى إعادة الشعوب العربية وجعلها «إيد واحدة». * التكريم الذى أقامته مؤخرا جمعية «الأخوة» لأبطال مصر برعاية الرئيس التونسى، هل بداية لصفحة جديدة بين الرياضيين العرب؟ - بالطبع هى لحظة هامة وتاريخية، استقبال الوفد المصرى داخل قصر الرئاسة، نحن سعداء كثيراً بنجاح الرياضيين المصريين، فالرياضة تقرب الشعوب، كما أن هذه الفترة التى تمر بها البلاد العربية تحتاج للاتحاد الذى يبدأ من الرياضة، فالعالم كله ينتظر مشاهدة حال البلاد بعد الثورات العربية. * كيف ترى ظاهرة تدخل الحكومات العربية فى الرياضة فى الفترة الأخيرة؟ - فى تونس لا يوجد أى تدخل حكومى، ولكنى أرفض بشدة «تسييس» الرياضة، وأرى أنها مصيبة كبرى بشكل خاص على المستوى العربى الذى نحن جزء منه، فالرياضة للرياضيين، وإقحامها فى السياسة سيعود بخسارة كبيرة على الجميع، لا بد أن نعمل كل منا من أجل سمعة بلده وليس من أجل حزب بعينه، أو شخص بعينه، يجب إخراج الرياضة تماماً من الحياة السياسية. * كوزير بماذا تنصح قادة الدول العربية لتوطيد العلاقات بين البلدان؟ - أطالبهم بتصفية النفوس، وتعميم فكرة تبادل الزيارات فى مختلف المحافل الرياضية، وليس على مستوى كرة القدم فقط، الأمر بأيدينا وليس بيد أحد غيرنا.