مع ذكرى مولد المشير محمد حسين طنطاوي، السابع والسبعين، يمكن لوزير الدفاع السابق، أن يحتفل في هدوء بهذه الذكرى، التي ربما لم يدر بخلده أن يحتفل بها، بعد أن تفانى في خدمة وطنه كضابط، وكوزير دفاع، وكمسئول أول عن البلد عقب الإطاحة بنظام الرئيس السابق، على مدار ما يقرب من 60 عامًا. المشير، الذي وضعته أقداره ليحمل على عاتقه مهمة ثقيلة لم يكن يتمناها، لكنه بين ليلة وضُحاها وجد نفسه مضطرًا للاختيار بين مصلحة بلاده ومصلحة نظام، فاختار الأولى. لكن الطريقة التي تمت إدارة البلاد بها خلال المرحلة الانتقالية، صنعت حالة من الجدل حول ما إذا كان الرجل انحاز بالفعل للشعب أم أنه انحنى للطوفان الشعبي قليلاً حتى يتمكن من إنتاج النظام الذي سقط بطريقة جديدة. وهل صنع صفقة مع القوة السياسية الأكبر "الإخوان المسلمين"، كي يخرج آمنًا مما نُسب إليه من انتهاكات لحقوق الإنسان على مدار عام ونصف. المشير، الذي كان غامضًا للشعب لقلة حديثه في وسائل الإعلام، لم يعلم عنه الشعب الكثير عقب توليه المسئولية، حيث اقتصرت علاقته بالمواطنين، من خلال خطابات قصيرة، كانت نمطية لم تكشف الكثير عن هويته. لم يكن الرجل يلقى القبول، من الشباب الثائر، ولا القوى السياسية، لأنه أدار البلاد بذات الطريقة التي كانت ينتهجها مبارك. لكنه على الجانب المقابل، حاز على قبول الكثير من عامة الشعب؛ لأنه حسب وجهة نظرهم جنب البلاد ويلات حرب أهلية، كانت ستجلب الخراب على البلد، وكان المشهد السوري حاضرا في أذهانهم بقوة عند الحديث عن دوره ودور المجلس العسكري والقوات المسلحة. ولد المشير عام 1935 من أب مصري نوبي. حصل على بكالوريوس في العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1956. ومن كلية القيادة والأركان، عام 1971 فضلاً عن الدورة 7 حرب، من كلية الحرب العليا، عام 1982. شارك في معظم الحروب المصرية بدءًا من حرب العدوان الثلاثي عام 1956، ثم حرب يونيو عام 1967، ومعارك حرب الاستنزاف من الأعوم 1967 إلى عام 1972، ثم في حرب أكتوبر 1973 والتي كان فيها قائدًا للكتيبة السادسة عشرة، وشارك في حرب تحرير الكويت عام 1991 حيث كان رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة. تقلد مناصب مختلفة في الجيش، فكان رئيس فرع التنظيم، قسم العمليات، الجيش الميداني، وعضو هيئة تدريس في الكلية العسكرية، وملحقًا عسكريًا في باكستان وأفغانستان، فضلاً عن قائد الكتيبة السادسة في حرب أكتوبر ومنصب قائد لواء مشاة آلي. كما رأس عمليات - قيادة المشاة ، ورأس فرع العمليات في هيئة عمليات القوات المسلحة وتولى قيادة فيلق مشاة وفيادة الحرس الجمهوري ورئاسة أركان، قوات المشاة. شغل منصب وزير للدفاع منذ عام 1991، كما كان القائد العام للقوات المسلحة، ورقي إلى رتبة مشير عام 1993. وفي هذه الإطلالة نلقي لمحة على أشهر خطابات المشير، عندما أوكلت إليه إدارة أمور البلاد، والتي جمعها ملمح واحد هو التأكيد على إبراز ما قدمته دور القوات المسلحة للوطن وللشعب المصري، سواء في دورها الموكل إليها لحماية الحدود أو في إدارتها السياسية التي وصفها البعض بالفاشلة. أخبار متعلقة: الجيش سيبقى منحازًا للشعب ولقيام دولة مدنية حديثة القوات المسلحة تحملت الكثير من أجل الوطن مستعدون لإجراء استفتاء على البقاء في السلطة حتى نهاية المرحلة الانتقالية أنجزنا أول مجلس شعب منتخب ونتعهد بتسليم السلطة مصر لن تقع بسبب حادث يمكن أن يقع في أي مكان بالعالم مصر ستقف بجانب الرئيس المنتخب كما انحازت للشعب وثورته