استهداف مسجدين فى العاصمة اليمنية صنعاء أمس الأول، الذى تسبب فى سقوط ما يزيد على 140 قتيلاً على الأقل، عقّد الأوضاع داخل اليمن، وأثار ردود فعل عالمية، حيث أدان نائب وزير الخارجية الإيرانى للشئون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان، التفجيرات الإرهابية التى ضربت مسجدين مكتظين بالمصلين فى العاصمة اليمنية. وقال «عبداللهيان»، أمس، إن «طهران مستعدة لإرسال فريق طبى إلى اليمن لعلاج الجرحى الذين أصيبوا فى الهجمات، فور الحصول على موافقة السلطات اليمنية». وأدان البيت الأبيض بشدة أمس الأول الهجمات التى استهدفت مساجد فى اليمن، لافتاً إلى أنه يدقّق فى تبنى تنظيم «داعش» هذه الهجمات، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض «جوش أرنست»: «ندين بشدة هذه الاعتداءات التى تبنّاها (داعش) فى اليمن حيث ينشط خصوصاً تنظيم القاعدة». وأضاف: «لا نستطيع حتى الآن تأكيد صحة ما أعلنه هؤلاء المتطرفون لجهة انتمائهم إلى (داعش)»، وأضاف: «لا دليل واضحاً حتى الآن على صلة بين هؤلاء المتطرفين فى اليمن ومقاتلى (داعش) فى العراقوسوريا». وأدان بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة، بشدة، الهجمات الإرهابية التى استهدفت مساجد فى اليمن، ودعا «بان» جميع أطراف هذه الأزمة إلى «أن يوقفوا فوراً أى عمل عدائى ويتحلوا بأكبر قدر من ضبط النفس»، فيما أدان جمال بن عمر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن، بشدة، الاعتداءات الإرهابية التى استهدفت المصلين فى مسجدى «بدر» و«الحشوش» بصنعاء. وأدان الأردن أمس الهجمات الإرهابية التى استهدفت مسجدين فى العاصمة اليمنية صنعاء. من جانبه، دعا السفير هانى خلاف مساعد وزير الخارجية للشئون الخارجية، مصر إلى ضرورة التحرّك ميدانياً لإيجاد حل للأزمة اليمنية، مؤكداً ضرورة عدم الاكتفاء بالدفاع عن مصالحنا المرتبطة بتأمين الملاحة بالبحر الأحمر فقط، وأكد أنه ينبغى أن يكون هذا التحرّك سياسياً، وعلى مستوى الدول المعنية بالأزمة اليمنية من خلال تشكيل فريق عمل من وزراء خارجية الدول المعنية بالأزمة وممثلين من وزارات الدفاع والأجهزة الأمنية. وأكد السفير أن «مصر لم تبنِ تصوراً جاهزاً ومتكاملاً لتسوية الأزمة اليمنية، لكن مصر لديها تصور للحفاظ على مصالحها فقط حتى الآن، ولا بد أن يكون لمصر تحرك ميدانى سياسى فى اليمن، على الأقل من خلال بعثة استطلاع رأى وبعثة جمع معلومات الدول العربية من خلال تشكيل فريق عمل من وزراء خارجية وممثلين من وزارات الدفاع، ولا بد أن يكون لدينا استعداد مبدئى لتأمين باب المندب». وأكد السفير أن تصاعد حدة الأزمة فى اليمن يوضح أن أثر الرئيس السابق على عبدالله صالح واضح تماماً أنه فاعل، مشيراً إلى أن مصر والسعودية أكثر دولتين معنيتين الآن بالأزمة؛ فالسعودية ترتب حوار الرياض بين أطراف الأزمة، وتأثر باب المندب بأى قوى غير صديقة لمصر يؤدى إلى انعكاسات سلبية على حركة الملاحة بقناة السويس، ولا بد أن يكون لمصر استراتيجية أو خطة للتعامل مع الأحداث اليمنية بأكثر من صدور بيانات المطالبة بالحوار بين الأطراف. كما دعا السفير إلى وجود مخطط مشترك للتدخل السياسى المصرى عبر طرح مبادرة أو عرض فكرة وساطة أو اقتراح مبادرة معينة، وعدم الاكتفاء بالدفاع عن مصالحنا فقط، بل يجب وضع مصالح أطراف اليمن بعين الاعتبار، خاصة أن مصر لديها إمكانيات ليكون لها حركة أو رؤية فى كل من سورياوالعراق وليبيا واليمن، وعدم التركيز على الوضع فى سيناء وغزة وسيناء. من جانبه، قال الدكتور معين عبدالملك عضو لجنة صياغة الدستور فى اليمن، ل«الوطن»، إن ما جرى مؤخراً من عمليات إرهابية فى اليمن عقّد كل الحلول السياسية، وأعطى الفرصة لبعض الأطراف التى تسعى لاستثمار ما حدث، من أجل الصراع على السلطة، وهو ما يحاول الحوثيون القيام به بالفعل. وأكد «عبدالملك» أن «ما يحدث الآن ناتج عن وجود فراغ فى السلطة لا يمكن ملؤه بالسلاح، لا بد أن يكون هناك توافق وطنى وسياسى، لأن التحركات المنفردة لن تؤدى إلا إلى زيادة تعقيد المشهد». وتابع: كلما تدهور الوضع الأمنى وزاد فراغ السلطة، فإن هذا يعطى فرصة لوجود تدخلات خارجية، وظهور أطراف جديدة فى الصراع، يتحول معها اليمن إلى ساحة حرب بالوكالة، ولا بد أن يذهب اليمنيون بالحوار تحت مرجعية معينة لكى يبقى الملف يمنيا، ولو استمر الصراع المسلح سوف يخرج الملف من أيدى اليمنيين ويتحول إلى ملف إقليمى ودولى، ستصبح ورقة ضغط إقليمية على السعودية وبعض دول المنطقة لتسوية حسابات إقليمية بعيداً تماماً عن مصالح اليمنيين الذين سيبقى لهم دور ضئيل فى قضية وطنية كبرى تخصهم بالدرجة الأولى.