أعلنت تونس، اليوم، تقدم التحقيق القضائي في الهجوم الدامي الأربعاء على متحف "باردو" الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف. وأسفر عن مقتل 20 سائحًا أجنبيًا وعنصر أمن تونسي، ولكن من دون أن تكشف أي تفاصيل. وقال سفيان السليطي، الناطق الرسمي باسم النيابة العامة بمحكمة تونس الابتدائية المختصة في القضايا المتعلقة بالإرهاب لفرانس برس، "الملف تعهده قاضي التحقيق، هناك تطورات لكننا نفضل عدم إعطاء تفاصيل لسرية ونجاعة التحقيق". وقال محمد علي العروي، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية لفرانس برس إن الشرطة "أوقفت أكثر من 10 أشخاص بينهم من هو على صلة مباشرة بالعملية الإرهابية أو من قدم دعما لوجستيا للإرهابيين". ورفض الناطق الرسمي كشف هوية الموقوفين. كما رفض توضيح ما إذا كان من بينهم التسعة الذين أعلنت السلطات توقيفهم الخميس. والأربعاء، أطلق مسلحان تونسيان النار من رشاشي كلاشنيكوف على سياح عند نزولهم من حافلتين أمام متحف باردو، ثم طارداهم داخل المتحف. وقتلت الشرطة خلال اقتحامها المتحف، منفذي الهجوم جابر الخشناوي وياسين العبيدي اللذين قالت السلطات إنهما شابان تونسيان تدربا على حمل السلاح في ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى. وهذه أكبر حصيلة لقتلى غربيين يسفر عنها هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية منذ ظهوره. وهي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف أجانب في تونس منذ أن أطاحت الثورة مطلع 2011 بنظام الرئيس الديكتاتوري زين العابدين بن علي. كما أن هذا أول هجوم يستهدف سياحًا أجانب في تونس منذ 13 عاما. وفي 11 أبريل 2002 قتل 14 سائحًا ألمانيًا وسائحان فرنسيان و5 تونسيين عندما هاجم انتحاري تونسي بشاحنة محملة بالغاز كنيس الغريبة اليهودي في جزيرة جربة (جنوب شرق). ونفذ تونسي مقيم بفرنسا الهجوم الذي تبناه تنظيم القاعدة. وألحق الهجوم أضرارًا كبيرة بقطاع السياحة أحد أعمدة الاقتصاد في تونس. ويقع متحف باردو على بعد امتار من مقر "مجلس نواب الشعب" (البرلمان) الذي منحه الدستور التونسي الجديد صلاحيات واسعة مقارنة بالحكومة ورئاسة الجمهورية. ويفترض أن يكون البرلمان تحت حراسة أمنية مشددة. ولفت تيري وهو سائح فرنسي عاد السبت إلى مرسيليا، وكان زار متحف باردو الأربعاء قبل تعرضه للهجوم، إلى غياب الإجراءات الأمنية حول المتحف. وقال السائح: "كان هناك فقط رجل (أمن) يحمل سلاحًا رشاشًا عند مدخل موقف السيارات" في المتحف. والخميس، قال رئيس الحكومة الحبيب الصيد "تمت العملية (الهجوم) لأنه طبعا صارت بعض الإخلالات في كامل المنظومة الأمنية بكل مراحلها" بدءًا من "حماية المتحف" وحتى "حماية كل تنقلات السياح من الباخرة (السياحية) وحتى مكان الحادث". وذكر أن السلطات اتخذت "عدة إجراءات سريعة، الإجراء الأول هو القيام بعملية بحث معمق لتحديد المسؤوليات" في "الإخلالات" الأمنية المذكورة. وقال عبد الفتاح مورو، النائب الأول لرئيس البرلمان لوكالة فرانس برس، "علمت أن 4 فقط من عناصر الشرطة كانوا مكلفين بتوفير الأمن (الأربعاء) حول البرلمان، اثنان منهما كانا في المقهى، والثالث كان يأكل وجبة خفيفة والرابع لم يأت". والسبت، قال مصدر أمني، وأحد أقارب جابر الخشناوي لمراسل فرانس برس، إن السلطات افرجت عن والده وشقيقيه وأخته الذين تم توقيفهم ليلة الأربعاء. ورفض الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التعليق على هذا الخبر. كما تجمع المئات في وسط باريس تضامنًا مع تونس بعد الهجوم على متحف باردو. وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة الجمهورية التي سبق أن شهدت تجمعات تكريمًا لضحايا الاعتداء على أسبوعية شارلي إيبدو "ارحلوا أيها الإرهابيون، تونس حرة". وقالت آسيا شويخة متحدثة باسم التجمع الذي نظم التحرك، "على التونسيين آلا يشعروا بأنهم وحدهم. الإرهابيون أرادوا تدمير ديموقراطيتنا الناشئة.. اليوم أكثر من اي وقت علينا أن نكون موحدين ومتضامنين".