عقد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، والوفد المرافق له، خلال زيارته العاصمة الإيفوارية "أبيدجان"، جلسة مباحثات مع نظرائهم، حيث تم الإشارة إلى أن هذه الزيارة، تأتي تلبية من رئيس مجلس الوزراء لدعوة رسمية، تلقاها من الجانب الإيفواري، حيث لاقى استقبالًا حارًا من قبل المسؤولين الإيفواريين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية السيد الحسن واتارا، كما عقد جلسة مباحثات مع نظيره السيد دانيال دانكان. وأعرب "محلب" لرئيس الجمهورية الإيفواري عن تقديره لجهود المصالحة الوطنية وإعادة الاستقرار والسلام في كوت ديفوار، وكذلك الإشادة بشكل خاص بالتقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي شهدته البلاد تحت قيادة الرئيس الإيفواري بما يسمح لكوت ديفوار بأن تكون إحدى الاقتصاديات النشطة والأساسية في القارة الإفريقية. كما نقل "محلب" الدعوة الموجهة من رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، لنظيره الإيفواري لزيارة مصر والتي تلقاها الرئيس الإيفواري بالترحيب الكبير، والإعراب عن تطلعه للقيام بها. واستعرض "محلب"، خلال لقائه مع الرئيس الإيفواري أخر تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر، وكذلك حرص مصر الشديد على تعزيز التعاون ودعم العلاقات بين البلدين. وقدم رئيس مجلس الوزراء الإيفواري التهنئة لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي على جهوده الحثيثة والناجحة لعودة الاستقرار في مصر، وأشاد باختياره للمهندس إبراهيم محلب لإدارة شؤون الحكومة المصرية في هذه المرحلة. كما أعرب عن تقديره لزيارة المهندس إبراهيم محلب لكوت ديفوار للمشاركة في افتتاح كوبري جاك فيل، كدليل على التعاون بين البلدين، وأعرب كل من المهندس إبراهيم محلب ونظيره الإيفواري عن الرغبة في تعزيز ودعم العلاقات بشكل أكبر بما يحقق مصالح الشعبين المصري والإيفواري، كما أكدا أهمية تعزيز الأطر المؤسسية والقانونية للتعاون بين البلدين من خلال التوقيع على اتفاقيات تعاون جديدة في مجالات التنمية المختلفة، بما يساعد على تشجيع وزيادة الاستثمار بين البلدين . وفي هذا الإطار، اتفق الجانبان على عقد اللجنة المشتركة بين البلدين في شهر يونيو 2015، والتي ستناقش آليات وسبل تعزيز التعاون وتوقيع اتفاقيات تعاون جديدة خاصة في مجالات حماية الاستثمار، والزراعة، والتبادل الطلابي، ودعم قدرات الجامعات، والتعاون في مجال الصحة والأدوية، والتبادل الثقافي والديني. كما تم الاتفاق على عقد لقاءات ثنائية وتبادل الزيارات بين وزارات كل من الصحة، والبنية التحتية، والنقل والإسكان، تحضيرًا لاجتماعات اللجنة المشتركة. كما تم الإشادة بافتتاح الخط الجوي بين مصر وأبيدجان على خطوط مصر للطيران منذ يوليو 2013. من ناحية أخرى، أكد الجانبان على أهمية تنسيق الجهود بين البلدين داخل المنظمات الدولية من أجل دعم الأمن والسلام والتنمية الدوليين. كما أدان الجانبان بشكل حاسم كافة الأعمال الإرهابية بكافة أشكالها، وأوضحا أن التهديدات الأمنية التي تقوم بها الجماعات المتطرفة تمثل تحديًا كبيرًا لاستقرار البلدين، وعرقلة لجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، كما أكدا أن مواجهة تلك التهديدات تتطلب استراتيجيات دولية ومتكاملة تشمل البعد الأمني، وكذلك مكافحة الأفكار المتطرفة، وتحقيق التنمية المستدامة. وأعرب الجانبان المصري والإيفواري، عن التزامهما ببذل الجهود من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتنمية البشرية في القارة الأفريقية، وفي هذا الصدد، اتفقا على تكثيف التشاور السياسي فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية وتنسيق المواقف داخل المنظمات والمحافل الدولية. وأعرب "محلب" عن خالص تقديره وامتنانه لحفاوة الاستقبال التي تلقاها خلال الزيارة، وقد قام بتوجيه الدعوة لنظيره الإيفواري لزيارة مصر وهو ما رحب بها الأخير وأعرب عن تطلعه لإجرائها. وعلى هامش الزيارة أكد "محلب" أن هناك توجيهات واضحة من الرئيس عبدالفتاح السيسي بعودة مصر بقوة إلى دورها الأفريقي، مضيفًا "هناك تكليفات محددة بذلك نعمل على تنفيذها من خلال توطيد علاقاتنا مع أشقائنا الأفارقة"، مشيرًا إلى أن أمن إفريقيا هو أمن لمصر، وتحقيق التنمية في إفريقيا مهمة بالنسبة لنا، مؤكدًا أن مصر تقدم كل الدعم اللازم لأشقائها الأفارقة.