أصدر القضاء التونسي، اليوم، حكما بالسجن 6 أشهر مع وقف التنفيذ على الإعلاميين البارزين معز بن غربية ووسيم الحريصي والمنتج التلفزيوني عبد الحق التومي المتهمين بإهانة الرئيس وانتحال صفة والاحتيال. وقال المتحدث باسم النيابة، سفيان السليطي، إن "المتهمين الثلاثة حكم عليهم بالسجن 6 أشهر مع وقف التنفيذ". وكانت المحاكمة مقررة في 25 مارس إلا أن المحكمة وافقت أمس وبطلب من المحامين، على تقديمها إلى الأربعاء. واكتظت القاعة التي تجرى فيها جلسة المحاكمة بالحاضرين، حسبما أفادت مراسلة وكالة "فرانس برس"، وطلب المحامي منير بن صالحة بعدم سماع الدعوى في هذه القضية وبالإفراج عن المتهمين. والجمعة الماضية أصدر القضاء التونسي مذكرة توقيف بحق المتهمين الثلاثة من أجل "ارتكاب أمر موحش (إهانة) ضد رئيس الدولة، والتحيل (الاحتيال)، ونسبة (انتحال) صفة". وبحسب النيابة العامة، فإن معز بن غربية طلب من وسيم الحريصي الذي يجيد تقليد الأصوات، الاتصال هاتفيًا برجل أعمال تقول وسائل إعلام إنه هارب في الخارج، ومطلوب للعدالة في قضايا فساد على أنه الرئيس الباجي قائد السبسي. والإثنين قال المحامي فتحي المولدي، وكيل الدفاع عن المتهمين، لفرانس برس، إن موكليه كانوا يقومون ب"تحقيق صحافي استقصائي حول قضية فساد كبيرة" رفض الكشف عن تفاصيلها. واشتهر معز بن غربية بتقديم برنامج حواري سياسي عنوانه "التاسعة مساء" على تلفزيون "التونسية" الخاص، وهو من أكثر القنوات التلفزيونية مشاهدة في تونس. وقبل توقيفه، كان المقدم يستعد لإطلاق تلفزيون خاص باسم "التاسعة". ويقدم الكوميدي وسيم الحريصي برنامجًا يوميًا ساخرًا عنوانه "سايس خوك" (رفقا بأخيك) في إذاعة "موزاييك إف إم" الخاصة، وقد اكتسب شهرة واسعة بفضل إجادته تقليد أصوات شخصيات سياسية وفنية ورياضية تونسية عدة. وأعلنت رئاسة الجمهورية، في بيان الجمعة، أن "لا علاقة لها بالإجراءات القضائية" المتخذة ضد المتهمين مؤكدة أن "حرية الإعلام والتعبير مكسب قد تعهد رئيس الجمهورية (الباجي قائد السبسي) بالدفاع عنه، وهو الذي يمثل ضمانته الأساسية".