أجواء هادئة تشق طريقها نحو مزيد من الاستقرار، بعدما ملَّت الفوضى والتظاهرات والاحتجاجات، رئيس جديد يحمل آمال وطموحات شعب اختاره في انتخابات نزيهة، يتحدى الصعاب ويحلم بالعبور إلى بر الأمان، إلا أن أيادي الإرهاب كان لها رأي آخر. استيقظت تونس، اليوم، على واقعة هجوم مسلح على متحف "باردو" القريب من مبنى البرلمان التونسي، حيث احتجزوا عددًا من السياح، قبل أن تقوم قوات الشرطة بعملية تحرير للرهائن نتج عنها مقتل 19 فردًا بينهم 17 سائحًا وتونسيان. حادث تونس أعاد إلى الأذهان المصرية مذبحة "الدير البحري" التي وقعت في مدينة الأقصر عام 1997، استهدفت ضرب السياحة أيضًا. صباح يوم 17 نوفمبر 1997، تنكَّر ستة رجال مسلحين بأسلحة نارية وبيضاء في زي رجال أمن، واتجهوا نحو معبد حتشبسوت بالدير البحري، حيث قتلوا 58 سائحًا في 45 دقيقة، ثم حاولوا لاستيلاء على حافلة لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وتم العثور عليهم بعد ذلك مقتولين داخل إحدى المغارات، وادعى تقرير الرسمي أنهم يئسوا من المقاومة وقرروا الانتحار. بلغ مجموع القتلى 58 سائحًا أجنبيًا عبارة عن: ستة وثلاثون سويسريًا وعشرة يابانيين، وستة بريطانيين وأربعة ألمان وفرنسي وكولومبي، بالإضافة إلى قتل أربعة من المواطنين ثلاثة منهم من رجال الشرطة والرابع كان مرشدًا سياحيًا، وكان من القتلى طفلة بريطانية تبلغ 5 سنوات وأربعة أزواج يابانيين في شهر العسل.