كشف العقيد الدكتور راشد بورشيد، مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، طرق وطرائف متسولين يدخلون البلاد بطرق عديدة، منها التسلل أو السياحة، وغيرهما، وذلك للحيلولة دون تفشي الظاهرة، مؤكدًا أن "جميع المضبوطين بجريمة التسول يشتركون في عدم حاجتهم الحقيقية للتسول، وأنهم يمتهنون هذا السلوك مستغلين كرم وتسامح المجتمع الإماراتي، وضيوفه من المقيمين والزائرين"، وفقًا لصحيفة "الإمارات اليوم". ويروي بورشيد، قصة متسول عربي يتخذ من أحد الفنادق الراقية سكنًا له، ودرج على القدوم إلى الإمارات منذ سنوات قبيل شهر رمضان، ويمضي الشهر الفضيل متنقلًا بسيارة سياحية أمام الجمعيات التعاونية والأسواق، يسأل الصائمين مبلغًا من المال كي يستكمل به رحلته إلى السعودية لأداء العمرة، بعد أن تقطعت به السبل وفقد نقوده، حسب زعمه. وتابع بورشيد، قائلًا إن "المتسول، الذي عثر بحوزته على مبالغ مالية وملابس فاخرة ومقتنيات ثمينة، زعم أنه اشتراها كهدايا لذويه في موطنه بمناسبة حلول عيد الفطر، وصادف أن قابل شابًا وطلب المتسول منه مبلغًا ماليًا لوقود سيارته يوصله إلى البيت الحرام، فأخرج الضحية حافظة نقوده ليجد بها ما يقارب 400 درهم، وكان المتسول ينظر بإمعان إلى محتويات محفظته، فأعطاه النصف واحتفظ لنفسه بالنصف الآخر ليكمل به التسوق لأسرته، غير أن المتسول طلب 50 درهمًا إضافيًا كوجبة إفطار صائم يأكلها خلال الطريق، وتحت إلحاح المتسول وخجل الضحية أعطاه 50 درهمًا أخرى". وأشار إلى أن المتسول "عاود سؤال الضحية عن مبلغ آخر (25 درهمًا)، يحتاجها لثمن الشيشة الضرورية بعد الإفطار، فما كان من الضحية إلا أن أدرك أنه أمام متسول (وقح وقليل حياء)، فجاراه في مطالبه بعد أن طلب إليه الانتظار في مركبته إلى حين سحب مبلغًا إضافيًا من الصراف الآلي، كي يفي باحتياجاته المتعددة والضرورية، وباشر في الإبلاغ عنه فقبضت عليه إحدى دوريات التحريات التي وصلت إلى مكان البلاغ سريعًا". ونقل بورشيد، قصة متسول آخر، ضبطته الشرطة قبل سنوات يجلس أمام مسجد، ويمد رجله الملفوفة بقماش أبيض، ويضع إلى جانبه عكازًا خشبيًا، إلا أنه ما أن لمح الشرطة حتى فر هاربًا مطلقًا كلتا ساقيه للرياح، تاركًا عكازه خلفه. وفي قصة أخرى، تذرع متسول آخر بأنه إنسان محترم، وكان يعمل في بلده "مديرًا"، إلا أنه أصر على كونه ممن لا يأتون هذه الأفعال الشائنة من التسول أو الاستغلال، لولا أن زوجته ألحت عليه لتوفير النقود الكافية لإجراء عملية جراحية تجميلية. وأوضح مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، أنه تم ضبط أحد المتسولين، وبحوزته مبلغ من المال يقارب 50 ألف درهم وبعض المصوغات الذهبية، والتي تبين لاحقًا أنها مسروقة، وأبلغ المتهم أحد حراس التوقيف، أن هدفه كان مشروعًا وأنه ينوي الزواج بأخرى ليكمل نصف دينه الآخر بعد أن استكمل نصفه الأول بالزواج من زوجته الأولى.