احتشد آلاف الأشخاص فى «تل أبيب»، فى مظاهرة لدعم الأحزاب اليمينية المتشددة فى إسرائيل مساء أمس الأول، ورفع الحشد لافتات زرقاء وبيضاء داعمة لرئيس الوزراء الحالى بنيامين نتنياهو وللأحزاب اليمينية فى إسرائيل. ولوح المشاركون، وكثير منهم يرتدى القلنسوة اليهودية، بالأعلام الإسرائيلية. وتأتى هذه المسيرة بعد 8 أيام من تنظيم الآلاف من أنصار الوسط واليسار مظاهرة مماثلة فى نفس الساحة ب«تل أبيب»، وهى التى شهدت مقتل رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق، إسحق رابين، التى تحمل اسمه. وتنطلق اليوم إشارة البدء الرسمى لعملية الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، وسط تكتلات جديدة على الساحة السياسية الإسرائيلية. واشتدت الحرب الإعلامية والكلامية قبل يوم واحد على التصويت بين بنيامين نتنياهو، زعيم حزب «الليكود» اليمينى، والذى يسعى إلى تحالف مع أحزاب اليمين المتشدد لتنفيذ السياسة اليمينية المتطرفة، وبين إسحق هرتسوج، قائد تكتل «المعسكر الصهيونى»، المكون من تحالف حزب «العمل» اليسارى الذى يترأسه «هرتسوج» نفسه وحزب «الحركة»، الذى يمثل يسار الوسط، برئاسة تسيبى ليفنى، وزيرة الخارجية السابقة. وناشد «نتنياهو» الناخبين اليمينيين المشاركة الكثيفة فى الانتخابات و«منع وصول حكومة يسارية إلى السلطة»، فيما تظهر استطلاعات الرأى تراجع شعبيته قبل يومين من الانتخابات البرلمانية. وفى خطاب فى «تل أبيب» أمام الآلاف من مؤيديه، نبه «نتنياهو» من وراء زجاج مضاد للرصاص إلى أن حكومته اليمينية قد تخرج من السلطة بنتيجة الانتخابات. ووصف «نتنياهو»، الذى يتفاخر بدعمه للبناء فى مستوطنات القدسالشرقية، احتمال تشكيل حكومة بقيادة زعيم «المعسكر الصهيونى» «هيرتسوج»، و«ليفنى» بأنه «خطر حقيقى». كما أدان ما سماه التمويل من الخارج لجماعة ناشطة تدفع من أجل الإطاحة به. ومن جانبه أكد «هرتسوج»، أثناء زيارة له، أمس، لحائط «البراق» والصلاة هناك، تمسكه بالاحتلال فى القدس ورفض أية تسوية حولها، فى الوقت الذى يدعى أنه سيحاول استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين فى حال شكل الحكومة المقبلة. وقال «هرتسوج»: «سأحافظ على قوة وعظمة القدس وسكانها بالأفعال وليس بالأقوال فقط، أكثر من أى زعيم آخر». وكان «هرتسوج» قد قال للقناة «الثانية» الإسرائيلية، أمس الأول: «إن من يضع القدس فى المركز فيما لا أحد يتحدث عن تقسيمها هو بنيامين نتنياهو. وهو يفعل ذلك فى كل معركة انتخابية ويتسبب بخطاب دولى لا حاجة له، وأنا سأحافظ على القدس موحدة». وفى النظام الانتخابى الإسرائيلى، لا يكلف زعيم الحزب الفائز فى الانتخابات بالضرورة بتشكيل الحكومة، بل يتم اختيار الشخصية الأقدر على بناء تحالف، أى يتطلب تأييد الأحزاب بمجموع 61 مقعداً على الأقل من أصل 120 مقعداً، وهذا يجعل بعض الأحزاب الأخرى تلعب دورا» هاماً فى حسم العملية الانتخابة وتحديد الشخصية التى تشكل الحكومة. وقد دفع ذلك الحزبين الرئيسيين فى الانتخابات، أى «الليكود» بزعامة «نتنياهو» و«المعسكر الصهيونى» بزعامة «هرتسوج»، إلى التنافس للتودد إلى حزب «كلنا» برئاسة موشيه كحلون، الذى تظهر استطلاعات الرأى أنه قد يحصل على 8 إلى 10 مقاعد فى البرلمان الإسرائيلى «الكنيست» المقبل. ومن التحالفات الجديدة فى الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية هو تحالف «القائمة العربية المشتركة»، الذى أُنشئ مؤخراً من 4 أحزاب صغيرة مدعومة من العرب إلى حد كبير وتمثل الأقلية العربية فى إسرائيل، التى تمثل 20% من سكان إسرائيل والتى يمكن أن تظهر كثالث أكبر كتلة، ومن المتوقع أن يحصل على 14.1 مقعد إذا صوت له 75% من مجمل المصوتين العرب. وعلى الرغم من الخلافات العميقة بين الاشتراكيين والقوميين والإسلاميين الفلسطينيين التقليديين، فإن زعيم القائمة، أيمن عودة، المحامى البالغ من العمر 40 عاماً يقول: «إن الاتحاد غير المسبوق يمكن أن يزيد بشكل كبير الإقبال العربى فى استطلاعات الرأى والنفوذ فى البرلمان الإسرائيلى».