على قدميها، دخلت السيدة ضياء محمد أحد المستشفيات الخيرية فى مدينة بنى سويف، لكنها خرجت إلى الآخرة، تاركة خلفها 3 أطفال فقدوا أمهم بسبب «خطأ طبى» معتاد، لمجرد أن الطبيبة أصرت على حقنها ب«حقنة طلق صناعى»، رغم وفاة الجنين فى بطنها، وكبر حجمه، ما دفع الزوج طه رمضان إلى تحرير محضر بالواقعة يحمل رقم 1736 لسنة 2015 إدارى بندر بنى سويف. يبدأ الزوج الحكاية، وسط بكاء ونحيب أطفاله الثلاثة، قائلاً: «أنا اللى وديتها بإيدى للقتلة ليداووها»، وأضاف: «محدش عنده رحمة، أو يراعى ربنا، فكل ما احتاجته زوجتى عملية قيصرية لإنزال الجنين المتوفى، لكن الطبيبة قتلتها معه»، موضحاً: «فى البداية شعرت زوجتى بآلام الولادة، فتوجهنا إلى الوحدة الصحية، وهناك أوصت الطبيبة بإجراء اختبار سكر حمل، لأن وزن الجنين أكبر من الحجم الطبيعى». وعند توجه الزوجين إلى مستشفى ببا المركزى لإجراء التحاليل، أبلغتهما الممرضة بعدم وجود إخصائى التحاليل لسحب العينة، ونصحتهما بإجراء التحليل فى أحد المعامل المشهورة، وبحسب الزوج «لم نجر التحليل وقتها، وبعد يومين أخبرتنى زوجتى بتوقف حركة الجنين، ثم تضخمت بطنها بشكل غير طبيعى، فعدنا إلى طبيبة الوحدة، التى حولتها إلى مستشفى بنى سويف العام». ويقول الزوج: «فور دخولنا قسم الاستقبال، أجرت إحدى الممرضات كشفاً ظاهرياً، ثم فوجئت بها تكتب العلاج على ورقة التقطتها من الأرض، وأكدت أن الجنين توفى، وأن العلاج سيجعله ينزل خلال 4 أيام، لكن عند عودتنا إلى المنزل شعرت زوجتى بآلام شديدة، فقررنا التوجه إلى مستشفى خاص، وفى الطريق، أقنعنا سائق السيارة الأجرة بالتوجه إلى مستشفى خيرى نظراً لظروفنا الصعبة». ويكمل: «توجهنا على الفور إلى المستشفى، وهناك كانت الصدمة عندما طالبنا الموظفون بدفع مبلغ 800 جنيه، وفى البداية، كشفت إحدى الممرضات على الحالة، لحين حضور الطبيبة، التى تم استدعاؤها باتصال تليفونى، وبعد مناقشة حادة معها حول الاحتياج إلى عملية ولادة قيصرية أو طبيعية لإنزال الجنين المتوفى، قالت لى: مش هتعلمنى شغلى، مراتك هتولد طبيعى، روح ادفع الرسوم فى الاستعلامات، واشترى حقنة طلق صناعى من أى صيدلية». وأضاف: «عندما سمعت طلبها لحقنة الطلق الصناعى، صرخت قائلا إن طبيبة الوحدة حذرت من ذلك، لأن الجنين حجمه كبير، ما قد يتسبب فى انفجار الرحم، إلا أن طبيبة المستشفى طلبت منا التزام الصمت»، مشيراً إلى تعليق محاليل لزوجته خلال فترة الليل، رغم توجعها وصراخها، قبل أن يأخذ جسمها فى البرودة، مع اصفرار وجهها، وقال الزوج: «تعلقت برقبتى، وقالت لى خلّى بالك من العيال، أنا بموت». وأكد عم السيدة أن مفتش الصحة رفض التصريح بالدفن، بعد توقيع الكشف على الجثمان نظراً لوجود شبهة جنائية، وأعد تقريراً بالواقعة، رفعه إلى النيابة العامة، أشار فيه إلى أن الوفاة ناتجة عن نزيف حاد، وتهتك فى عنق الرحم، أدى إلى هبوط فى الدورة الدموية، وتوقف لعضلة القلب. وكشف الزوج عن تلقية اتصالاً من إحدى زميلات الطبيبة فى المستشفى الخيرى، تعرض مبلغاً مالياً مقابل التنازل عن الشكوى المقدمة ضد زميلتها، قائلة: «حبال المحاكم طويلة، ومش هتخدوا حاجة من القضايا، خلاص اللى مات مش هيرجع، وده خطأ طبى غير مقصود»، بينما رفضت إدارة المستشفى التعقيب على الوفاة، وقال مديرها ل«الوطن»، إن «سبب الوفاة هو هبوط فى الدورة الدموية».