تقع في صحراء مصر الغربية تظهر على بيوتها الأصالة والقدم، وعلى وجوه أبنائها لون ترابها وصفاء نيلها، هي بوابة الشرق لأمازيغ إفريقيا، أبرز معالمها أطلال بلدة شالي القديمة وكانت فيما مضى هذه الأطلال تحظى باهتمام الإسكندر الاكبر حيث نصبه كبير كهنتها ابنًا للإله أمون عام 333 قبل الميلاد، تشتهر بتمرها وزيتونها والصناعات اليدوية من سجاد ومنسوجات، هي واحة سيوة. تبعد سيوة عن القاهرة أكثر من 800 كيلومتر، ويقطنها أكثر من 25 ألف أمازيغي، وهي محمية طبيعية مصرية رسمية؛ حيث إنها تكتظ بالتراث والطبيعة الخلابة، يعتمد أهلها على الصناعات اليدوية، ويستخدمون الوسائل البدائية في تنقلاتهم بعربات تجرها حمير، أطلالها هي حياتها، وغروبها هو أجمل شروق لها. سيوة ليست مجرد واحة بالنسبة لأهلها وإنما هي الوطن والتراث، يرجع تراث أهل سيوة للبربر أو كما يحبون أن يطلق عليهم أمازيغ مصر، يرجع تاريخ أهل سيوة لعصر شيشرون الأول منذ ألف عام وهو من حكام الأسرة الثانية والعشرين، وكمنت أهمية الواحة قديمًا أنها كانت مركزًا للتجارة في الواحات بين الشرق والغرب، وظهرت كلمة "بربر" نتيجة عدم قدرة الرومان في السيطرة عليهم. في تقرير لB.B.C عن أمازيغ مصر، قال محمد علي، ناشط سيوي، إن لأمازيغ سيوة لغتهم الخاصة بهم وهي الأمازيغية بلهجة سيوية وفلكلورهم الخاص بهم أيضًا؛ لكن الخوف من عدم وجود مجمع لغوي سيوي يحفظ لهم لغتهم من الضياع، جعلهم يبتعدون عن الحضارات الأخرى وأصبحوا حينها قادرين على حفظ لغتهم، وأوضح أنهم لا يحتكمون أمام القضاة نهائيًا؛ حيث إن لكل قبيلة شيخ يحكمها بالتراث السيوي وأن الشيخ هو من يحل مشكلاتهم. المرأة في سيوة مثل كنوز الواحة لا تظهر أمام الغرباء، فإن تزوَّجت ظهرت مبرقعة ومع زوجها أو أبنائها، وإن كانت لا تزال صبية أكملت تعليمها حتى المرحلة الثانوية وأتمت حفظها للقرآن ولكن دون التحدث مع الغرباء أيضًا.