على مدى أربعة أيام -من الخميس 25 أكتوبر وحتى الأحد 28 أكتوبر الحالى- شرفت بدعوة كريمة من الأب كيرلس تامر، رئيس دير العذراء، سيدة البشارة للأقباط الكاثوليك فى صحراء كنج مريوط، لحضور ندوة بعنوان «الشراكة والشهادة (الشهادة للمسيح وليس الاستشهاد) والرجاء»، وهو نفس العنوان الذى يحمل رسالة البابا بينديكتوس السادس عشر، بابا الفاتيكان، إلى مسيحيى الشرق، تلك الرسالة التى تعد خطوة روحية إيجابية للشراكة بين مسيحيى ومسلمى الشرق والتى اعتبر فيها البابا بينديكتوس أن الشراكة ما بين المسيحيين والمسلمين هى جزء لا يتجزأ من الحياة الإيمانية للمسيحيين فى الشرق. هكذا قدم الرسالة الأنبا بطرس فهيم، المعاون البطريركى للأقباط الكاثوليك، وتحدث فى اللقاء الدكتور هانى وديع، منسق اللجنة المركزية للتوعية الوطنية بالكنيسة الأرثوذكسية، حول حياة الشراكة والشهادة والرجاء ما بين الطوائف المسيحية وبعضها من جهة، وما بينها وما بين أشقائهم من المسلمين فى الوطن من جهة أخرى. وطرح كاتب هذه السطور تحديات تلك الشراكة خاصة مخططات ومحاولات تخويف المسيحيين وأكاذيب الهجرة والعنف من قبل بعض الجماعات المتشددة، وأكد الكاتب الكبير سعد هجرس على خبرات العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين وأهمية صناعة الرجاء، وطرح الكهنة والراهبات وطلاب اللاهوت والعلوم الإنسانية حزمة من المقترحات التى تدعم الشراكة فى الوطن بين شركاء الوطن من المسلمين والأقباط عبر المؤسسات الكاثوليكية التعليمية والاجتماعية. ومن الأقباط الكاثوليك إلى الأقباط الأرثوذكس حيث يرى هذا المقال النور إبان إعلان نتيجة الانتخابات البابوية وإعلان الثلاثة مرشحين الأوائل الذين ستجرى بينهم القرعة الهيكلية يوم الأحد المقبل 4 نوفمبر، الأمر الذى يستدعى طرح ثلاث قضايا بحثية وحول الشراكة والشهادة والرجاء أمام البطريرك ال118، أولى هذه القضايا هى إعادة النظر فى الرؤية اللاهوتية غير المسيحية فيما يخص إعادة «تعميد الكاثوليك» والتقريب بين وجهات النظر اللاهوتية والطقسية كخطوة أولى للحياة الشراكة بين الأقباط الكاثوليك والأقباط الأرثوذكس لأنه لا شراكة ولا شهادة ولا رجاء ما بين المسيحيين والمسلمين فى ظل عدم بنيان شركة وشهادة ما بين الطوائف المسيحية، القضية التالية المنوط بها البابا القادم هى «فصل الأكليروس عن السياسة»، فلا يجوز للبابا بعد اليوم أن ينوب عن المواطنين المسيحيين المصريين فى غير الأمور الروحية والعقائدية. القضية الثالثة التى يتعين على البابا وضعها فى أول أولوياته هى أن البابا الراحل شنودة الثالث قد توسع بالكنيسة حتى صارت إمبراطورية متعددة الجنسيات ولكنها ما زالت تدار بآليات العصور الوسطى، ومطلوب من المؤسسة البابوية ألا تعيد إنتاج الأساليب الإدارية المتخلفة التى كانت تدار بها الكنيسة من قبل ولا سيما فى السنوات الأخيرة التى شهدت مؤامرات وشبهات فساد من أساقفة مكتب البابا الراحل، وفى كل الأحوال لا بد من إعادة انتخاب مجلس ملى جديد بدلاً من المجلس الملى المنتهية صلاحيته، ودون دواعى الحرج لا بد من تفعيل دور المؤسسات العلمانية الرقابية الكنسية حتى لا نفتح ثغرات لمتربصين بالكنيسة والوطن. هذان الحدثان المهمان فى أقدم كنيستين قبطيتين وهما الأرثوذكسية والكاثوليكية، إذا تم تجسيدهما وتفعيلهما فى الواقع يمثلان خطوة إيجابية حقيقية وشهادة حية ورجاء ملموس نحو الشراكة الأكبر ما بين شركاء الوطن من المسيحيين والمسلمين.