يعانى عمر ومحمد، الشقيقان من مدينة الصالحية، إحدى مدن محافظة الشرقية، من سوء وضع تربة الأرض الزراعية التى استأجروها، بعدما غادرها، قبلهم، «أحد السيناوية»، الذى كان يستخدم بحسب «عمر» كميات من المبيدات الإسرائيلية المحظور استخدامها وهو ما تسبب فى «انخفاض مستوى الأملاح المعدنية المهمة للزراعة فى التربة» بحسب ما نقله أحد الزراعيين ل«عمر». «رش الأدوية والمبيدات، تقلل إنتاجية الفدان، وتضاعف احتمالية إصابة الأرض بالأمراض، حيث تقل مناعتها»، لكن البعض من سكان الصالحية يلجأون إلى تلك المبيدات الممنوعة من قبل وزارة الزراعة، «لأن تركيز المادة الفعالة بها أقوى منه فى المبيدات المصرية، مما يضمن نتيجة فورية فى مواجهة الأمراض الحقلية»، كما يقول «عمر». ومن المبيدات الإسرائيلية المهربة إلى مصر، تنتشر مبيدات «الروماكتين؛ لعلاج الحمرة (العنكبوت الأحمر)، والشفيط، وزيت السمك؛ لتكبير حجم الثمار، والأردوميل، والكوراجين، وشربال»، بحسب محمد، المزارع بقرية الصالحية، الذى يشير إلى أن «إنتاج الفدان المعالج بتلك المبيدات الإسرائيلية يتضاعف فى أول سنة، لكن الآثار السلبية لا تظهر إلا فى الأعوام التالية». يفرك «محمد» جذور نبتة الفلفل، التى جفت قبل أن تثمر، ويشير إلى عقد بأصابع يختبئ فيه طين الأرض خلف الأظافر؛ قائلاً: «دفعت حتى الآن أكثر من 10 آلاف جنيه لزراعة الفدان، ولكن دون جدوى، لأن المستأجر السابق للأرض استخدم مبيدات إسرائيلية بوفرة ظهرت آثار متبقياتها الآن». اتسعت دائرة تداول المبيدات المهربة من إسرائيل إلى مصر، والتى تضر موادها الفعالة بالتربة المصرية، فيذكر «عمر» أن المبيدات منتشرة فى مراكز الشرقية، مثل: العامرية والصالحية والصالحية الجديدة، وفى مناطق مختلفة فى السويس والإسماعيلية وكل خط القناة وشرق الدلتا بحكم قربها من سيناء (مصدر المبيدات المهربة، بحسب المزارعين)».