المبيد الذى يحمل سمات السماد والهرمون والمبيد والمعروف "بالخلطة السحرية"يسبب السرطان • خارطة المحاصيل القاتلة تضم سيناء والصالحية والسويس والإسماعيلية والنوبارية • فلاحون يعترفون: التجار لا يبيعون الهرمون السام إلا للمعارف.. ولا نأكل من إنتاجنا لأنه يسبب السرطان في الأرض البالغ مساحتها سبعة أفدنة، في منطقة الصالحية الجديدة، اصطف الأنفار من الحصادين يجمعون محصول الطماطم والخيار بطريقة اعتيادية، و وحده صاحب الأرض كان يعرف أن فترة الأمان المطلوبة لتلاشي السموم الناتجة عن المبيدات التي يتم رش مشاتل الخضار بها، لم تمر بعد. كان المهندس الزراعي قد أخبر فلاحا بمدينة الصالحية الجديدة ،بالشرقية، ويدعى "محمد على" أن فترة الانتظار بين رش الخضراوات والمبيدات، وجني ثمارها، تتراوح بين 15 و20 يوما، وهي فترة ضرورية ومهمة لضمان عدم انتقال تلك السموم للإنسان، إلا أن على يهتم بتعليمات المهندس الزراعي، وجمع الأنفار في أرضه لحصد الثمار مبكرا، وبيعها للتجار، رغم كونها لا تزال تحمل متبقيات سموم المبيدات. يروى "محمد على" أن الأرض فى الصالحية الجديدة، أغلبها مؤجرة لفلاحين من سيناء والعريش ، وأكثرهم يزرعون بعض أنواع المحاصيل ذات المكسب السريع مثل الطماطم ، والخيار، والباذنجان، والفلفل، والبطيخ، والكنتالوب وأن أغلب الزراعات فيها تعتمد على الصوبات الزراعية، لأن المزارعين يهتمون بزراعة الخضراوات والفاكهة فى غير أوانها، لأن مكسبها أكبر من الفاكهة والخضر، التى تخرج فى موسمها الطبيعى. يضيف "محمد على": الطماطم والخيار من أكثر المحاصيل التى نقوم بزراعتها طوال العام، نرش الطماطم بمبيد الخلطة السحرية، الذى يشتهر بين الفلاحين باسم هرمون الطماطم، نرشها به بعد أربعين يوما من زراعتها، ويكون تأثيره كالسحر على زيادة حجم حبات الطماطم وكثرة انتاجها الذى يصل للضعف مقارنة بالزراعات التى لا يتم رشها بالمبيد. المبيد الذى يحمل سمات السماد والهرمون والمبيد فى آن واحد يستخدمه الفلاحون فى زراعة الطماطم بشكل كبير، يزن الكيس منه كيلو جراما واحدا، ويكفى لرش فدان، بعد إذابته فى 20 لتر مياه، يتم رش الخضراوات بها 3 مرات، الأولى تكون بعد عمر 40 يوما للشتلة، والثانية بعدها بأسبوع، ثم مرة ثالثة بعدها بأسبوع عندما تكون الحبة وصلت لحجم ضخم، واقتربت على الحصاد، بحسب كلام على. ورغم أن أسعار الهرمون ليست فى متناول يد الفلاحين حيث يتوافر منه نوعان، الأول سائل ويباع بالسنتيمتر، ويخلطه الفلاح بالماء ثم يقوم برشه على المحصول بماكينة الرش، ويستخدم أيضا فى الخيار، والنوع الثانى عبارة عن بودرة تباع بالكيس وزنه كيلو ويكفى مساحة فدان، ويتابع على: لابد من حرق الكيس أو الزجاجة بعد استخدام الهرمون، لأنه ممنوع، ولا يوجد فى مصر هرمون له نفس المفعول، وهذا الهرمون يأتى من خارج البلاد عن طريق التهريب. الهرمون الذى أكد أكثر من فلاح أنه مُهرّب، ينتشر فى كثير من المناطق الزراعية والصحراوية مثل شمال سيناء، وطريق الإسكندرية الصحراوى، والإسماعيلية، والنوبارية، والصالحية الجديدة، والسويس، وترعة السلام، ومنطقة بنجر السكر، بحسب تأكيدات عدد من الفلاحين. مخاطر تلك المبيدات يعرفها الفلاحون جيدا وهو ما يوضحه، أحد الفلاحين ويدعى "إبراهيم"، بنفس المنطقة بالصالحية الجديدة، قائلا: «نعرف أن استخدام مبيد الخلطة السحرية، ضار جدا بالصحة، لكننا سنخسر كثيرا دون استخدام الهرمون، فالفدان يتكلف 11 ألف جنيه، ولن نجنى أى أرباح إذا توقفنا عن استخدام الهرمون، فالفدان الذى يتم رشه ينتج 1500 قفص طماطم، بينما لا تتجاوز انتاجية الفدان غير المرشوش 500 قفص. يشترى "إبراهيم " هرمون الخلطة السحرية للطماطم من محل مبيدات بمدينة الصالحية الجديدة فيقول: «صاحب المحل يعرفنى جيدا، ولأن المبيد ممنوع، فأصحاب المحلات لا يبيعونه إلا للفلاحين الذين يعرفونهم ويتعاملون معهم طوال العام، لكن الهرمون متوافر فى أغلب محلات مصر، وهو نوع ممتاز بالنسبة لزراعة الطماطم». أزمة السماد تدفع المزارعين للاستعانة بالمنتجات مجهولة الهوية يوضح إبراهيم أن المزارعين ، يمتنعون عن رش بعض الخضراوات والفواكه بالمبيدات، لاستخدامها لعائلاتهم وأسرهم، حتى لا يكونون عرضة للأمراض، ويرشون بقية الأرض التى يبيعونها للتجار وغيرهم من المواطنين. يتابع "إبراهيم":نستخدم مبيدات كثيرة طوال السنة لسرعة نمو وإنضاج محاصيلنا من الخضر والفاكهة، ومنها مبيدا التيمك وإبروديون، التى تقاوم البياضة الزغبية والندوة البدرية المتأخرة فى محصول الطماطم ومرض البياض فى الخيار الذى يؤثر على الانتاج، وزيادة انتاج الكوسة وتكبير حجم الكنتالوب وزيادة المحصول، وجميع أنواع المبيدات موجودة فى السوق. • ترويج المبيدات أحد بائعى المبيدات، بالبدرشين منذ خمس سنوات، يقول إن أنواعها كثيرة جدا، وأن المبيدات والهرمونات الممنوعة، تأتى من تجار يوردونها سرا بعيدا عن وزارة الزراعة، التى يكاد يغيب دورها تماما عن التجار والموزعين. يضيف "أحمد": المبيدات الممنوعة منتشرة فى محلات المبيدات ومنها هرمون الطماطم، ويُباع بالسنتيمتر وسعر السنتيمتر الواحد منه 100 جنيه، والنوع الثانى، يباع كبودرة فى أكياس، سعر الكيلو الواحد منها 420 جنيها، ويختلف السعر فى حال رغبة الفلاحين فى الحصول على كمية أقل كربع كيلو أو نصف كيلو. يتابع "أحمد": نبيع ربع كيلو الهرمون ب130 جنيها، والنصف كيلو ب225 جنيها، وزجاجة الملاسيون ب34 جنيها، تكفى لرش نصف فدان مرة واحدة، لعلاج ذبابة الفاكهة فى الجوافة والتفاح والعنب، ومبيد ديازينون تكفى لرش فدان مرة واحدة، سعره 60 جنيها، ويستخدم لعلاج حفار ساق التفاح والديدان الدموية، وفى الفاصوليا، ومبيد ملاسون، يباع فى أكياس أو زجاجات معبأة، سعر الكيس الواحد منها 76 جنيها، ويستخدم فى تخزين الفواكه والخضراوات لفترة طويلة، ويكفى لتخزين محصول فدان من البطاطس. يضيف "أحمد": «صاحب المحل يمنعنا من عرض هذه الأنواع فى المحل ونقوم بتخزينها فى مخزن المحل، ولا نبيعها إلا للزبون الذى نعرفه ويعرفنا جيدا». ويوضح: «هناك إقبال كبير على هذه المبيدات أكثر من الأنواع الأخرى المصرح بها لأن الممنوعة تزيد الانتاج، ولها مفعول كبير جدا فى إسراع عملية النمو». وأضاف "أحمد" أن الرقابة الحكومية غائبة ولا توجد حملات تفتيش، فقط يتم النزول إلى المحلات عندما يوجد حراك إعلامى حول المبيدات وتسببها فى سرطنة الفواكه. • شركات التوزيع على الإنترنت تتحرك شركات عرض وبيع المبيدات المحرمة دوليا على شبكة الإنترنت دون رقابة، تقوم بالترويج للسلع المصرح بها والممنوع استخدامها دوليا، وتعرض على مواقعها على الإنترنت أنواع المبيدات واستخدامها والأرقام والايميل والفاكس، للتواصل والاستفسار عن المبيدات التى يحتاجونها وأسعارها واستخداماتها وتأثيراتها على زيادة المحصول وتوفر للفلاحين المبيدات المختلفة سواء كانت مصرحا باستخدامها أو ممنوعة، فمن الممنوع مثلا ديازينوكس الذى يحتوى على مادة ديازينون ومبيد ملاسون لاحتوائه على مادة الملايثون، الممنوعين وفق قائمة بأسماء المبيدات المسرطنة والمحرمة دوليا وفقا لوكالة حماية البيئة الأمريكية. و تعرض المبيدات دون رقابة حقيقية من وزارة الزراعة في حكومة الانقلاب، أو جهاز حماية المستهلك أو المسئولين عن صحة المصريين بعقاب ومراقبة هذه الشركات التى تقوم ببيع المبيدات المحرمة دوليا للفلاحين وتتسبب فى سرطنة الفواكه والخضراوات. الغرامة على المخالفين 10 جنيهات ويخضع تداول وتوزيع وبيع واستيراد المبيدات الزراعية لقانون الزراعة رقم 53 لسنة 1966 ولم يتم إقرار قانون ينظم تداول المبيدات إلى الآن، وبحسب الدكتور "مصطفى عبدالستار"، نائب رئيس لجنة الرقابة على مبيدات الآفات الزراعية بوزارة الزراعة في حكومة الانقلاب، فإن العقوبات التى فرضت على التجار الذين يخالفون القرارات الوزارية هزيلة جدا. وأوضح "عبدالستار" أن قانون الزراعة المصرى، لم يتغير منذ عام 1966، وهو ما يفرض غرامات هزيلة جدا ضد التجار المخالفين، قد لا تتجاوز 10 جنيهات. وتابع: «نبحث للمخالفين عن عقوبات فى قوانين أخرى، مثل البيئة أو التموين تحت بند الغش التجارى، لكن لو اصطحب التاجر محامى بشلن سيخرجه من العقوبة». داعيا إلى ضرورة تعديل قانون الزراعة المصرية على وجه السرعة. • بائعو الخضراوات والفواكه: «محدش بياخد عينات من البضاعة» لتحليلها.. والكلام عن الرقابة كذب "مصطفى محمد " صاحب محل فواكه وخضراوات بسوق إمبابة يقول «الخضراوات والفواكه لا يمكن معرفة إذا كانت مسرطنة أم لا»، وأضاف أن هذا الأمر يحتاج إلى تحليل فى المعمل، والنتائج هى التى تحدد وليس نحن ، ولكن من الوارد أن ينتابنا الشك فى بعض الفواكه والخضراوات التى تأتى من المزارع الصحراوية، التى يكون حجمها كبير جدا بطريقة غريبة ولونها زاهٍ جدا، ولا يمكننا القول بأنها مسرطنة، وحين أسأل الموردين من أصحاب المزارع الصحراوية عن اللون والحجم يردون بالقول إن الأرض عفيّة وبكر، وهذا ما يجعل الحجم كبيرا. وتضيف هويدا محمد «ربة منزل» لا نعرف إذا كانت الخضراوات والفواكه مسرطنة أو سليمة، هذه مسئولية الجهات المعنية، كل همنا الآن توفير الغذاء والسلع الأساسية لأولادنا فى ظل الغلاء الذى يزداد كل يوم، الخضراوات والفواكه كلها ملوثة لكن ماذا نفعل، هل سنصوم؟». حركة البيع والشراء تسير بلا رقابة على أسواق الخضراوات والفواكه ويضيف محمد بهجت «موظف قطاع خاص» أسواق الخضراوات والفاكهة دلوقتى فوضى ومليئة بالفواكه والخضراوات المسرطنة ولو عايز تعرف، اللى يأكد كلامى والنتيجة شوف نسبة الامراض اللى وصل ليها المصريين بسبب عدم سلامة الاغذية كلها ليست الفواكه والخضراوات فقط». ويستكمل محمد «المواطن المصرى بيجرى على أكل عيشه وأن يوفر لأولاده وبيته عيشة كريمة، وكل الناس بتشترى وبتاكل الخضراوات والفواكه بدون حتى ما تسال الفاكهة جاية منين، وأغلب الناس عارفة ان الخضراوات والفاكهة ليست صحية ولكن مفيش فى أيدينا حاجة نعملها غير أننا نشتكى وندعى أن المسئولين يشوفوا شغلهم ويراقبوا الأسواق». • أستاذ أمراض باطنة: معدلات انتشار الفشل الكلوى والكبدى زادت بصورة مرعبة الدكتور "أحمد مصطفى"، أستاذ أمراض الباطنى فى قصر العينى، يقول إن معدلات انتشار السرطان والفشل الكلوى والكبدى زادت بصورة مرعبة والمتهم فى ذلك هو تلوث غذاء المصريين، بالمبيدات المحرمة دوليا فنجد أن مركز علاج الأورام استقبل أكثر من 27 ألف مريض مصرى، عام 2013 والسبب يرجع إلى دخول كميات كبيرة من المبيدات المسرطنة مهربة للبلاد، ويكفى أن سرطان الكبد تضاعف عشرين مرة عن معدله الطبيعى خلال العشرين عاما الأخيرة. ويضيف الدكتور "أحمد "أن المبيدات المسرطنة والمغشوشة المهربة من الكيان الصهيوني والصين هى مؤامرة خطيرة على صحة المصريين ، وأن مبيد "كلووتالونيل" يصيب الجهاز الهضمى بأورام سرطانية ومبيد "مانيب" يؤدى إلى سرطان الغدة الدرقية، ومبيد "ملوبيت" يسبب سرطان الاثنى عشر أما مادة السولانيين التى توضع فى الطماطم، فتدمر الكبد وتسبب سرطان المعدة ولها تأثيرات سلبية خطيرة على القناة الهضمية فى الإنسان، أما مبيد "أورست" الإسرائيلى والذى ينتشر فى سيناء ومدن القناة والشرقية والنوبارية فهو يحدث أوراما سرطانية، فى الكلى والكبد والغدد الليمفاوية ويكثر استخدام هذا المبيد فى الكنتالوب والبطيخ والخيار. ويوضح أستاذ الأمراض الباطنة أنه يجب على المواطنين المستهلكين أن ينقعوا الخضراوات فى ماء ممزوج بالخل لفترة لا تقل عن نصف ساعة ثم غسلها جيدا بماء جار ونظيف، وعند شراء الخضروات والفاكهة يبتعدون عن شراء ما هو حجمه غير طبيعى، ولونه مختلف فاحتمال أن تكون هذه الخضراوات والفواكه «مهرمنة». ويطالب الدكتور "أحمد" الفلاحين باتباع إرشادات مهندسى الزراعة سواء فى عمليات الرش أو جمع المحاصيل فى موسم الحصاد، ولا يقومون بجمع الثمار إلا بعد فترة الأمان لتلاشى وجود متبقيات المبيدات فى الخضراوات والفاكهة، وعدم التعرض المباشر للمبيدات أثناء قيامهم باستخدامها فى رش زراعتهم، من الممكن أن تؤدى للوفاة الفورية. ودعا "أحمد" الجهات الرقابية إلى ضبط سوق المبيدات المحرمة دوليا ومراقبة الفلاحين وأصحاب المزارع الكبرى ومحلات بيع المبيدات والشركات حتى يتم الحد من انتشار المبيدات المحرمة دوليا والتى تتسبب فى سرطنة الفواكه والخضروات مما يجعل الأمراض الخطيرة تنتشر بين المصريين بشكل مرعب. • القائمة السوداء قائمة بأسماء المبيدات المسرطنة والمحرمة دوليا، وفقا لوكالة حماية البيئة الأمريكية، وبعض هذه المبيدات حصل على تصريح من وزارة الزراعة بتداوله، وهى: • بيرمثرين: يسبب السرطان بشكل قاطع، وهو غير مسجل من قبل لجنة المبيدات، لكنه متوافر بالأسواق. • مالاثيون: يشار إليه بالرقم «3»، أى أن هناك دليلا لتسببه فى تعرض الإنسان للسرطان، وهو مسجل من قبل اللجنة. • دى دى تى، بروبرجيت: وهما غير مسجلين من قبل وزارة الزراعة، ولكنهما موجودان بالأسواق. • كاربيندين، ألفا سيبر ميثرين: يشار إليهما بالرمز «c»، وهو يعنى احتمالية تسببه فى تعرض الإنسان للسرطان، وهما مسجلان من قبل لجنة المبيدات الزراعية. • كوينالثوس: وهو ترتيبه الأول فى قائمة المبيدات المحرمة دوليا، ومحظور دخوله مصر، وهو غير مسجل من قبل الوزارة، ولكنه موجود بالسوق. • دايزينون: وهو يحمل الرقم 2 فى نفس القائمة، وهو مسجل ضمن القائمة التى تقر اللجنة بسلامتها. بالإضافة إلى «التميك» و«كابتان»و«بروموكيسفيل» و«كلوروثالونيل» و«فولبيت المصدر:صحيفة"الشروق"