حماس تصدر السرطان ل«مصر» عبر أنفاق غزة مبيدات إسرائيلية موبوءة تضاعف إنتاج «الطماطم» القاتلة «فيتو» تقتفى أثر «شيكارة» من الشرقية إلى رفح لكشف مافيا «الموت» الزراعة تبرئ ذمتها وتتهم شرطة المسطحات المائية! الكل يعلم أن السوق المصرى يعج بمبيدات إسرائيلية مغشوشة ومسرطنة بفعل مافيا تهريب متخصصة فى هذا المجال، ولكن لا أحد يعلم كيف يتم التهريب وما هى الوسائل الشيطانية لهذه المافيا فى إدخال تلك السموم لقلب مصر! «فيتو» استطاعت اختراق حصون هذه المافيا وذلك عن طريق عبوة اقتفت أثرها وتوصلت لمعلومات خطيرة بشأن الأسئلة السابق الاشارة إليها وعلمت أن الأنفاق بين غزة الفلسطينية ورفح المصرية هى نقطة انطلاق هذه المبيدات المميتة إلى الفلاح المصرى برعاية كوادر من حركة حماس الامتداد الطبيعى لإخوان مصر! السيد الجميل «أحد تجار المبيدات فى محافظة الشرقية» كشف ل«فيتو» تفاصيل عمليات تهريب وتوزيع المبيدات الإسرائيلية المنتشرة فى الأسواق المصرية، فأوضح أنها نوعان الأول سائل ويتم بيعه بواقع 08 جنيها للسنتيمتر الواحد و0081 جنيه لكل ليتر، ويستخدم هذا النوع بكثرة فى الطماطم والخيار ويضاعف الانتاجية ثلاث مرات ويساعد على نضج الثمرة قبل موعدها الطبيعى وبالتالى البيع بسعر أكبر حتى ولو مات كل المصريين. النوع الثانى - بحسب تأكيدات الجميل - يأتى فى شكل البودرة ويبلغ سعر الكيلو 0003 جنيه وهى عبارة عن هرمون ويتم تهريبه عن طريق الأنفاق الموجودة بين مصر وغزة، أو رفح، وتكمن خطورة هذا النوع فى أنه محرم دوليا ومحلياً، ونظرا لخطورته يتم حرق عبوته الفارغة فور استخدامها! وعن أبرز الأماكن التى يستخدم فيها هذا الهرمون أكد الجميل أن مافيا التهريب تقوم بتوزيعه فى كل المناطق الزراعية الصحراوية مثل شمال سيناء وطريق الإسكندرية الصحراوى والإسماعيلية والنوبارية والصالحية الجديدة والسويس وترعة السلام ومنطقة بنجر السكر بكفر الشيخ والإسكندرية والفيوم. معلومة لها مغزى كشف عنها الجميل وهى أن الفلاح المصرى حتى ولو كان أميا يعرف جيدا أنها مبيدات ضارة جدا بالصحة لكنها يستخدمها مضطرا فى ظل الظروف الاقتصادية القاسية فهو يستخدمها حتى لا يخسر ولأنها تزيد إنتاجية فدانه بما يجعله قادرا على توفير مستلزمات الزراعة فى توقيت أصبح فيه خارج حسابات الدولة، فالفدان المرشوش بالهرمون، ينتج 0051 قفص طماطم وغير المرشوش ينتج 005 قفص فقط. وبالعودة إلى العبوة التى ساعدتنا فى فك طلاسم مافيا التهريب فهى خاصة بمبيد اسمه التجارى كونفيدو وتنتجه شركة إسرئيلية بمدينة «نتانيا» الإسرائيلية وتركيبته الكيميائية «dica cimalahthp» ومادته الفعالة تسمى «roIhc ateca» وهى مادة محرم استخدامها دوليا وتسبب السرطان، ويوجد على العلبة تعليمات وتحذيرات منها أن يكون الرش كل عشرة أيام من الساعة الثانية ليلا وحتى الثالثة فجرا وفى مناخ درجة حرارته 21 درجة أو أقل ومن ضمن الاشتراطات المكتوبة أن يرش خلال موسم الشتاء فقط. واللافت للنظر هو أن العبوة مكتوب عليها مقادير الاستخدام التى تناسب دولة الأردن وهو ما يؤكد أنه يصنع فى إسرائيل ويصدر أيضا إلى عمان ويحتوى الكيس على تحذيرات من وصول المبيد إلى الشجيرات المجاورة لثمرة الطماطم أو الباذنجان أثناء رشه وتحذيرات أخرى شديدة من خطورة استنشاقه أو ملامسته أوملامسة المبيد لأعضاء الجسد وخاصة العين وإذا لمسها فلابد من غسلها 51 دقيقة وفى حالة استنشاقه فلابد من زيارة الطيب على وجه السرعة. الدكتور محمد فتحى سالم مدرس أمراض النبات والزراعة الحيوية بمعهد بحوث الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية ومستشار منظمة الأغذية والزراعة قال إن رش المزارع النبات بالمبيدات الإسرائيلية وتحديدا الأوراست «tesara» يتسبب فى حدوث تسمم ذاتى للنبات ويغير طعم الثمرة وتظل مادته الفعالة فى الثمار حتى يتناولها الإنسان بشكل تراكمى وتسبب له أوراما سرطانية. د.سالم أوضح أن المبيدات الإسرائيلية تعرف علمياً باسم هرمون النمو وتستخدم عن طريق الرش الخارجى على النبات وتحدث انقساما بشكل سريع وعشوائى فى شكل وحجم الثمرة ويترتب على ذلك عمليتين هما كبر حجم الخلايا وتضاعف عددها مما يزيد من حجم ووزن الثمرة بالإضافة إلى زيادة المحصول لثلاثة أضعاف عن المحصول الطبيعي. والمثير للفزع وهو ما أكده الدكتور سالم بأن المادة الفعالة الموجودة بالمبيد الإسرائيلى «اسيتور كلور» جاءت ضمن الماد المسببة للسرطان بموجب التقارير الرسمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والتى أكدت فى توصياتها أن هذه المادة الفعالة تسبب السرطان مشيراً إلى أن هذا المبيد محظور استخدامه فى دول الاتحاد الأوروبى وتدرج وكالة حماية البيئة مادته الفعالة ضمن المواد المحظورة والمسببة للسرطان. خطورة تلك المادة وفق أقوال الدكتور فتحى سالم وبحسب تقارير المنظمة الدولية البحوث السرطان تكمن فى أن مادة «استيو كلور» تسبب خللاً هرمونيا وتؤثر على الصحة الإنجابية للإنسان وسريعة الانتشار فى الجسم وتصل للدم خلال دقيقة واحدة من تناول الثمار المرشوشة بها ولها أضرار خطيرة على العين والجلد. الدكتور فتحى سالم أكد أيضاً أن شحنات الخضروات والفاكهة المخالفة لمواصفات الاتحاد الأوروبى والتى تمتنع دوله عن استيرادها من مصر يتم ضخها فى السوق المحلى وتحدث أضرارا بالغة بالمواطنين، محملا مسئولية مخاطر هذه المبيدات على الفلاح المصرى لأنه يستخدمها بافراط برغم أنها غير مسجلة فى وزارة الزراعة ويستخدمها طوال أيام السنة وهى عليها معلومات ترشده لاستخدامها فى الشتاء فقط مطالبا بمنح المهندس الزراعى الضبطية القضائية لضبط كل من يستخدمه. وزارة الزراعة ليس لها أى دور حقيقى فى مواجهة هذا الخطر فهى تكتفى فقط بالوعود الوهمية ومناشدة الفلاح بتحرى الدقة فى المبيد دون توفير البديل. وفى هذا الإطار ناشد محمد عبد المجيد - رئيس لجنة المبيدات بوزارة الزراعة - الفلاحين بعدم استخدام المبيدات المكتوب عليها باللغة العبرية محذراً من أضرارها الصحية الخطيرة ومؤكداً على أن وزارة الزراعة ليست هى المسئولة عن وجود مثل هذه المبيدات فى الأسواق ولكن المسئولية الأولى تقع على عاتق شرطة المسطحات المائية! عبد المجيد أضاف أن مصر من أقل دول العالم استخداما للمبيدات بواقع ستة آلاف طن سنويا مؤكدا أن المبيدات المغشوشة موجودة فى جميع الدول مستشهداً على ذلك بضبط 6 آلاف طن مبيد بنيويورك فى أمريكا مختتما كلامه بأن قواعد التسجيل المصرية ترقى لقواعد التسجيل العالمية.