تبكي فرنسا، اليوم، مقتل ثلاثة من أبطالها الرياضيين بينهم البحارة الشهيرة فلورانس أرتو، والبطلة الأولمبية للسباحة كاميل موفا، في حادث تصادم مروحيتين أوقع 10 قتلى، أمس في شمال غرب الأرجنتين. وكما عند وفاة أي فرنسي في الخارج، فتح تحقيق قضائي في باريس في قضية قتل غير متعمد. وأشاد الرئيس فرنسوا هولاند، ب"ثلاثة أبطال" أرادوا توسيع حدود قدراتهم، معربًا عن صدمته وتأثره. وأعلن رئيس الوزراء مانويل فالس، أن فرنسا بكاملها في حداد هذا الصباح، معبرًا على "تويتر" عن آلمه الكبير غداة الحادث الذي وقع أثناء تصوير حلقة من برنامج المغامرات "دروبد" الذي تبثه شبكة "تي إف 1" التلفزيونية. وقالت اللجنة الدولية الأولمبية، إن عالم الرياضة والأسرة الأولمبية فقدا ثلاثة من أبرع ممثليهم، معربة عن حزنها. كانت فلورانس أرتو (57 عاما) من أشهر البحارة في العالم وفازت بصورة خاصة العام 1990 في سباق "طريق الرم"، أهم السباقات عبر المحيط الأطلسي، فأبحرت منفردة بين بروتانيه غرب فرنسا وغوادولوب في الإنتيل الفرنسية. كانت تعرف بلقب "خطيبة الأطلسي الصغيرة"، كانت إحدى النساء النادرات اللواتي تمكن من فرض أنفسهن في عالم ذكوري، وقال عنها البحار أوليفييه دو كيرسوسون، إنها كانت بحارة استثنائية، وأبدى البحار فيليب بوبون أسفه لنهاية حزينة لامرأة مفعمة بالفرح والحياة. كاميل موفا (25 عامًا) كانت من البطلات اللواتي حصلن على أكبر قدر من الميداليات في تاريخ السباحة في فرنسا، وبرزت خلال دورة لندن للألعاب الأولمبية في العام 2012 بفوزها بثلاث ميداليات بينها الذهبية للسباحة الحرة 400 متر. وقال فابريس بيلران المدرب السابق للفتاة، "أعرفها منذ أن كانت في الثالثة عشرة، أشعر بالتالي وكأنني خسرت فردًا من أفراد عائلتي"، مؤكدا أنه منهار لهذا الخبر. وصرح تيدي رينير نجم الجودو الفرنسي، عند إعلان وفاة أحد أصدقائه المقربين في الحادث، الملاكم أليكسي فاستين البطل الأولمبي السابق، شعرت بالغثيان من شدة ما كان الأمر صعبا. كان اليكسي فاستين (28 عاما)، فاز بالميدالية البرونزية في دورة بكين عام 2008، وهو من ضحايا الحادث إلى جانب 5 فرنسيين آخرين من أعضاء فريق إنتاج البرنامج والطيارين الأرجنتينيين. وقال هولاند إن فلورانس أرتو وكاميل موفا وأليكسي فاستين جعلوا اسم فرنسا يتألق، ووقعت المأساة أمس في كيبرادا ديل ييسو شمال غرب الأرجنتين. كانت المروحيتان أقلعتا للتو من ملعب لكرة القدم حين تصادمتا وأرسل شرطيون وقاضية إلى موقع الحادث لتبيان أسباب الحادث. وأعلن هوراسيو الأركون المتحدث باسم محافظة لا ريوخا لوكالة "فرانس برس"، "يبدو أن المروحيتين اصطدمتا ببعضهما خلال التصوير، وليس هناك ناجون، ولا نعرف سبب الاصطدام، الظروف الجوية كانت جيدة". وبدأ تصوير البرنامج في نهاية فبراير في أوشوايا، أقصى نقطة في جنوب القارة الامريكية، في منطقة باتاغونيا الأرجنتينية. وكان من المفترض للبرنامج الذي كان من المقرر بثه الصيف المقبل في فرنسا، أن يجمع ثمانية رياضيين يتركون في وسط الطبيعة وعليهم تدبر أمرهم للنجاة. ومن النجوم السابقين المشاركين في البرنامج، السباح آلان برنار البطل الأولمبي لسباق 100 متر سباحة حرة 2008 في بكين، ولاعب كرة القدم سيلفان ويلتور بطل أوروبا 2000، والدراجة جاني لونجو والمتزلج فيليب كانديلورو. وكتب سيلفان ويلتور، على "تويتر" من الأرجنتين "حزين من أجل أصدقائي، ولا أجد كلمات معبرة". وأعربت مجموعة "تي إف 1"، عن حزنها الشديد، وأوضحت شركة "أل بي" للإنتاج أن الحادث وقع عند بداية تصوير الحلقة الثانية من البرنامج، مؤكدة في بيان توقف التصوير وعودة جميع الفرق إلى فرنسا. والحادث هو أكبر مأساة في تاريخ برامج تلفزيون الواقع.