طيّبة القلب، بشوشة الوجه، الابتسامة لا تفارق وجهها، تحب أطفال المدرسة وتعاملهم كأبنائها.. صفات جميلة تحلت بها «الدادة رشا»، التى يتذكرها جميع العاملين فى مدرسة «المدينة للغات» بالخير.. رحلت «رشا» فى حادث اصطدام قطار بأوتوبيس المدرسة، ورحل معها ابناها «ندى ومحمد»، وبقيت سيرتها الطيبة على كل لسان. إدارة المدرسة لم تتخلّ عن زوجها وابنتها الرضيعة، التى لم تتجاوز 5 أشهر، حيث أعلنت على لسان مديرها صلاح الدين عبدالصبور، عن التكفل بجميع مصروفات الزوج المعاق والابنة «رانيا»، وقال «عبدالصبور»: «كل العاملين فى المدرسة كانوا بيحبوا الدادة رشا، ظروفها صعبة لكن عمر الضحكة ما اختفت من وشها، كل الأطفال كانوا بيحبوها ومرتبطين بيها». مدير المدرسة أوضح أنه عقب وفاتها سأل زميلاتها على أى ديون متراكمة عليها، للتكفل بسدادها، وكذلك توفير مبلع مالى لرعاية الطفلة الصغيرة: «إحنا ماسبناش جوزها وبنتها من يوم الحادث، هى كانت نشيطة وملتزمة فى عملها وإحنا مش هنقصر معاها». الطلبة أيضاً تكفلوا بجمع مبلغ لدعم الأسرة المكلومة كجزء بسيط من رد الجميل ل«الدادة الراحلة»: «الطلبة متضامنين جداً مع أسرة رشا، لأنها زرعت فى الدنيا خير وبعد ما ماتت حصدت حب الناس، إحنا حزناً عليها وعلى الطلبة اللى ماتوا أوقفنا الأنشطة المدرسية كنوع من الحداد». بدموع لم تتوقف منذ الحادث، تحدثت «الدادة عزيزة» عن زميلتها الراحلة بقولها: «طول عمرها بتكافح عشان ولادها، هى العائل الوحيد لهم بعد ما زوجها فقد النطق، رشا طول عمرها غلبانة وفى حالها وتعبت كتير عشان عيالها». «رشا» التى تجاوز عمرها الثلاثين عاماً بقليل، كثيراً ما حكت لزميلاتها عن رغبتها فى إسعاد أطفالها ب«خروجة» أو «فسحة»، وأنها انتهزت فرصة الرحلة المدرسية، لإسعاد أطفالها: «من يوم ما اشتركت فى الرحلة وهى طايرة من الفرحة، وكأنها فرحانة بآخرتها اللى قربت». ماجد مسلم، والد الطفلة «سما» التى كانت ترعاها «دادة رشا» بعد انتهاء اليوم الدراسى، يصف المأساة التى كانت تعيشها السيدة، فهى من أسرة فقيرة للغاية، لا تملك سوى قوت يومها، كما أن لديها عزة نفس تمنعها من أن تمد يدها لطلب المساعدة من أحد: «أعرفها من 4 سنين، ست طيبة وغلبانة قوى، ومكانتش بتمد إيديها لحد، بس على طول كانت بتشتكى من سوء معاملة المدرسة معاها، أهى راحت عند اللى أحسن مننا».