كان يا ما كان .. يا سعد يا اكرام... ولا يحلى الحديث الا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام (عليه أفضل الصلاة والسلام) حدثنا هوميروس في الميثولوجيا الاغريقية أن سيزيف ابن ايولوس (اله الرياح) كان أكثر البشر مكرا وخبثا ودهاءا وانه قام بفتش اسرار زيوس (كبير الالهة) مما أغضب زيوس فعاقبه بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت إلى الوادي، فيعود إلى رفعها إلى القمة، ويظل هكذا حتى الأبد، فأصبح رمز العذاب الأبدي(ماشي يا عم الويكيبيديا) ورغم ان جزاء سيزيف كان من جنس عمله كما يري قضاء الاغريق (فلا تعليق على أحكام القضاء) ورغم قرار حظر النشر وسرية جلسات قضية سيزيف المتعلقة بالامن القومي الاغريقي قام نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من المتعاطفين مع سيزيف بتدشين حملات منها (كلنا سيزيف) و (اتعشى خفيف و شيل الصخرة مع سيزيف). وان كان هناك سيزيف واحد في الميثولوجيا الاغريقية فعلى أرض المحروسة وفي درامتها الواقعية يعيش الملايين ممن يمكن ان نطلق عليهم بني سيزيف ليس في المكر والدهاء ولكن في العذاب الابدي (فالحياة حلوة بس نفهمها وواضح ان احنا مش عارفين نفهمها) فان كان حيثيات الحكم قد توافرت في قضية سيزيف فما ذنب : ميشو وتوتا من عقاب ميس عفاف لمجرد نزول خطهم من على السطر ( ياريت ميس عفاف تشوف خطها الاول)؟ وليه الحاج منصور يجبر هادي يدخل علمي رياضة لمجرد ان ابن اخوه مهندس ( ايوا اشمعنى هادي ابني مش اقل من اي حد)؟ و ايه اللي يخلي نيرمين تتجوز حد غير تامر بعد قصة حب دامت اربع سنين (اسف خمسة نسيت السنة اياها)؟ وليه مهاب ما يدخلش كلية عسكرية مع انه مطابق للشروط و للمواصفات ( سامعك ياللي بتقول ما فيش واسطة)؟ ولنترك العذاب السيزيفي بحالاته الفردية بداية من ميشو وتوتا ووصولا لمهاب فالميثولوجيا المصرية مليئة بحالات العذاب السيزيفي الجماعية والناتجة عن وجود تساؤلات لا اجابة لها : متى سيعاقب قتلة الثوار من يناير2011 حتى الان ( مش عايز اسمع سيرة المشمش)؟ متي تصل مصر لنهائيات كأس العالم (دون ان ينظم في مصر)؟ متى تنتهي ظاهرة التحرش في الشارع المصري( بصرف النظر عن بلوغ صافيناز سن المعاش)؟ متي يفوز الكارنيه على الجنيه ( عشان نغيظ اللمبي)؟ متى لا يصبح عامل المزلقان وحده المسئول عن حوادث القطارات( بلد بتاعة شهادات صحيح)؟ و بعد تلك الجرعة من النكد تركيز 800جم/ لتر لابد من توجيه الشكر لسيزيف الذي استطاع اختراق وسبر غور قلوب المصريين ممن يعرفونه او يجهلونه وتفسير ظاهرة الموظف الحامل للبطيخة في عز حر أغسطس محاولا اخفائها بجورنال ويدخل بيها صراع ركوب الاتوبيس ( مع انها غالبا قارعة) وكذلك جركن المياه المحمول فوق رأس تلك السيدة مع ان نصفه ينسكب قبل بلوغها بيتها الذي لايعد دليلا على انقطاع المياه (لا ابسلوتلي) بل هو تعاطف مع سيزيف ومن هنا يجب علينا ان نردد جميعا هتاف ( يا سيزيف نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح).