حصاد أكاديمية الفنون 2025، افتتاح فرع الإسكندرية وتنظيم 15 مهرجانا وملتقى    محافظ الشرقية يُشيد بمجهودات الوحدة العامة لحماية الطفل    توقيع مُذكرة تفاهم بين مصر ولبنان لإمداد محطة دير عمار بالغاز الطبيعي    شريف فاروق يترأس اللجنة العليا للمطاحن لمتابعة العمل بمنظومة الطحن    زيلينسكي: أفعال بوتين في أوكرانيا لا تتماشى مع تصريحاته «السلمية» لترامب    مصر تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس السلم والأمن الأفريقي حول «أرض الصومال»    "حماس": ندعو "ترامب" إلى مواصلة الضغط على الاحتلال لإلزامه بتنفيذ الاتفاق    الجيش التايلاندي يتهم كمبوديا بانتهاك الهدنة بأكثر من 250 مسيّرة    إلغاء مران الزمالك اليوم قبل مواجهة الاتحاد السكندري    آدم وطني ل في الجول: محمد عبد الله قد ينتقل إلى فرنسا أو ألمانيا قريبا    ريال مدريد يرد على طلب نابولي بشأن ماستانتونو    الأرصاد الجوية تعلن حالة الطقس غدا الثلاثاء    حصاد قصور الثقافة 2025، افتتاح 10 مواقع جديدة وإصدار 340 عنوانا للنشر المركزي والإقليمي    وزير الصحة يستقبل نظيره التركي بمطار القاهرة الدولي    الاتحاد الدولي للسكري يعترف رسميًا بالنوع الخامس من مرض السكري    مراد مكرم يطرح أغنية جديدة في 2026: التمثيل عشقي الأول والأخير    الأزهر ينتقد استضافة المنجمين والعرافين في الإعلام: مجرد سماعهم مع عدم تصديقهم إثم ومعصية لله    رئيس المنطقة الأزهرية بكفر الشيخ يتابع امتحانات أولى وثانية ثانوى بمعاهد الرياض    حصاد 2025 في قطاع التعليم بأسيوط.. مدارس جديدة وتطوير شامل للبنية التحتية وتوسعات لاستيعاب الزيادة الطلابية    وزير الصحة يستقبل نظيره التركي بمطار القاهرة الدولي    وزارة السياحة الفلبينية: المنتدى المقبل للآسيان فرصة لمناقشة استدامة السياحة وتحقيق التعاون الإقليمي    وزير الخارجية: لا بد من وقف أي تصعيد ميداني بشرق الكونغو واستعادة الاستقرار    إصابة 8 أشخاص في تصادم سيارتين بالقناطر الخيرية    تصفية ودمج.. رئيس الوزراء يُتابع إجراءات رفع كفاءة أداء الهيئات الاقتصادية    رئيس جامعة المنوفية يتفقد امتحانات كلية الحاسبات والمعلومات    إطلاق وتنفيذ أكثر من 20 مبادرة ثقافية ومجتمعية لدعم القراءة وبناء الوعي    أحمد عدوية.. أيقونة الأغنية الشعبية في ذكرى رحيله الأولى    "دورة محمد جبريل".. الثقافة تكشف تفاصيل مؤتمر أدباء مصر في العريش    ذا بيست - دبي تستضيف حفل جوائز الأفضل في 2026    طاهر أبوزيد: مكاسب حسام حسن مع المنتخب إنجاز رغم الظروف.. والمرحلة المقبلة أصعب    ماذا بعد انضمام أوكرانيا لتدريبات الدفاع الجماعي في الناتو؟    "الوزير" يلتقي وزراء الاقتصاد والمالية والصناعة والزراعة والمياه والصيد البحري والتربية الحيوانية والتجارة والسياحة في جيبوتي    محافظ قنا ينعى المستشارة سهام صبري رئيس لجنة انتخابية توفيت في حادث سير    قرار وزاري لتنظيم ترخيص عمل الأجانب في مصر    محافظ الإسكندرية يوجه برفع درجة الاستعدادات للتعامل مع موجة الطقس غير المستقر    وزير العمل يفتتح المقر الجديد للنقابة العامة للعاملين بالنقل البري    ضبط متهم بالتحرش بالطالبات بعد تداول منشور على مواقع التواصل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    انتشال جثتين من ضحايا حادث غرق 3 أشخاص بترعة المريوطية فى البدرشين    التحقيقات تكشف مفاجآت في واقعة الهروب الجماعي من مصحة الجيزة    وزارة التضامن الاجتماعى تقر تعديل قيد جمعيتين في محافظتي القليوبية وكفر الشيخ    وزير الخارجية يؤكد دعم مصر لتعزيز منظومة الصحة والأمن الدوائي في إفريقيا    "شباب البحيرة" تنظم برنامجا تدريبيا لتعليم أعمال الخياطة والتريكو    السينمات المصرية على موعد مع فيلم «الملحد» نهاية ديسمبر    «الوطنية للانتخابات» توضح إجراءات التعامل مع الشكاوى خلال جولة الإعادة    برودة وصقيع.. تفاصيل طقس الأقصر اليوم    مناورات صينية واسعة تطوّق تايوان    وزير التموين ومحافظ الجيزة يفتتحان سوق اليوم الواحد فى شارع فيصل.. صور    قطرات الأنف.. كيف يؤثر الاستخدام المتكرر على التنفس الطبيعي    تباين أداء مؤشرات الأسهم اليابانية في الجلسة الصباحية    حمو بيكا ينعي دقدق وتصدر اسمه تريند جوجل... الوسط الفني في صدمة وحزن    مباحث العبور تستمع لأقوال شهود العيان لكشف ملابسات حريق مخزن كراتين البيض    يحيى حسن: التحولات البسيطة تفكك ألغاز التاريخ بين الواقع والافتراض    بشير التابعى: توروب لا يمتلك فكرا تدريبيا واضحا    ما هو فضل الدعاء وقت الفجر؟    لا رب لهذه الأسرة    الأزهر للفتوي: ادعاء معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل ممارسات تخالف صحيح الدين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم فى سوهاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا تهرب النساء إلى «داعش»؟
نشر في الوطن يوم 01 - 03 - 2015

قد يتعجب البعض، ويتساءل: لماذا تهرب بعض النساء الأجنبيات إلى تنظيم الموت والدم والإرهاب «داعش»، ما سر الجاذبية؟ لماذا يتركن بيوتهن وعائلاتهن والحياة الرغدة ليلقين بأنفسهن إلى التهلكة؟ هل هو الإيمان بما يجرى؟ أم هى الرغبة فى البحث عن النشاز، أم هى محاولة إرضاء الذات المفقودة فى دنيا «الغرب»؟ لقد نشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية تقريراً مؤخراً تتحدث فيه عن هذه الظاهرة، وراحت تستشهد بكتابات بعض النساء اللاتى يتحدثن عن الرغبة الجامحة التى تجتاح بعضاً منهن فى السفر إلى حيث عالم الرجال الذين يتبنون «العنف» ويمارسونه.
يقول التقرير: «إن بعض الفتيات ممن ينجذبن إلى السياسة المتطرفة والرجال العنيفين لديهن أسبابهن، حيث إن الروح الجماعية والجاذبية المغناطيسية لهذا النمط من الرجال تثير الهرمونات الأنثوية».
وتستشهد «الإندبندنت» هنا بالكاتبة «كارين كامبويرث» مؤلفة كتاب «النساء والحركات الفدائية»، حيث تستشهد فى كتابها بقصيدة للشاعرة «سيلفيا بلاث» بعنوان «أبى» موجهة لوالدها الألمانى تقول فيها: «كل امرأة تعشق فاشياً، الحذاء فى الوجه، والقلب المتوحش لوحش مثلك». هذا عن لغة الإثارة، وهى تعكس أيضاً حاجة بعض النساء إلى الرجال الأقوياء. حتى ولو كانوا فاشيين أو إرهابيين، والأمثلة فى التاريخ عديدة ومتعددة، كما أن هناك أسباباً أخرى بالتأكيد.
تقول «كاترين براون» الباحثة فى شئون الإرهاب فى كلية «كينج» فى لندن إنه توجد عدة أسباب تدفع النساء للانضمام إلى هذا التنظيم، منها أن «داعش» يمثل يوتوبيا سياسية، كما أن قيادات «داعش» يعرضون أسلوب حكمهم بطريقة رومانسية.
وترى الخبيرة البريطانية أن أوضاع المسلمين فى أوروبا والجدل المستمر عن الإسلام أديا إلى شعور كثير من المسلمين بالتهميش، وقالت: «إن كثيراً من النساء والرجال يسافرون أيضاً بهدف المغامرة، وهذه حالة مشابهة لوقت الحرب الأهلية فى إسبانيا قبل 75 عاماً». وقالت أيضاً: إن بعض النساء الغربيات المسلمات انضممن بهدف المشاركة فى بناء «الخلافة الإسلامية» ليصبحن شريكات فى هذا المشروع الجديد، أمهات الدولة وزوجات المجاهدين!
أما رئيس هيئة حماية الدستور فى ولاية شمال الراين فإنه يرى أن الرومانسية تلعب دوراً كبيراً فى انضمام الفتيات الصغيرات إلى «داعش»، إذ يتصورن أنهن سيتزوجن أسوداً وشهداء المستقبل، وأن كثيراً من فتيات «داعش» تم استقطابهن عن طريق الإنترنت من خلال الفيديوهات والمدونات وشبكات التواصل الاجتماعى التى تعرض فيها نساء التنظيم نصائح عن الحياة الملتزمة ودعايات لصالح التنظيم.
وهذه الظاهرة تجتاح المئات من الفتيات والنساء فى أوروبا اللاتى يبحثن عن الأمان فى ظل رجال يمارسون العنف والإرهاب، وهو أمر يعكس تناقضاً حاداً فى الرؤية والمفهوم.
ولا يقتصر الأمر على بعض البلدان دون غيرها، بل إن الظاهرة أصبحت عامة، وشملت الكثير من البلدان، حيث تندفع بعض النساء «النشاز» إلى تركيا، حيث محطة العبور إلى «داعش» بعد إجراء التواصل عبر مواقع الإنترنت.
لقد نقلت «السى إن إن» مؤخراً عن وزيرة الخارجية الأسترالية «جولى بيشوب» أن ثمة عدداً متزايداً من الفتيات ينخرطن فى صفوف تنظيم «داعش»، وأضافت الشبكة أن «نحو 40 امرأة أسترالية شاركن فى أعمال إرهابية أو قدمن دعماً لجماعات إرهابية حسبما قال مسئولون أستراليون. وكانت مسئولة أسترالية قد ذكرت أمام البرلمان الأسترالى أن أكثر النساء يسافرن إلى سوريا أو العراق للانضمام إلى أزواجهن المنخرطين فى التنظيم أو سعياً للزواج من مقاتلين فيه».
وهناك سبع من النساء يلعبن دوراً محورياً فى هذا التنظيم، حيث يتولين الإشراف على أهم كتيبتين للنساء فى داعش هما «الخنساء، وأم الريحان»، وهن سلمى وزهرة الصوماليتا الأصل والبريطانيتا الجنسية، وأم المقداد المعروفة بأميرة نساء داعش، وهى سعودية الجنسية. وأم مهاجر «التونسية» وندى القحطانى الملقبة ب«أخت جليبيب» وأم ليث «الإنجليزية» وهى التى تتولى ملف جذب النساء الغربيات للانضام إلى صفوف «داعش» وكذلك أم حارثة التى تشرف على صفحات تمتلكها على مواقع التواصل الاجتماعى للترويج لانضمام النساء، وهى المعروفة بأنها أكثر نساء «داعش» إعجاباً بفصل رءوس الضحايا عن أجسادهم.
لقد نشر موقع‮ «‬النصرة» ‬ضربة إعلامية موجهة لتنظيم‮ ‬داعش‮ الذى كان حليفاً للجبهة فى وقت سابق عندما جرى تحويل قصة نشرت تفاصيلها جريدة النهار البيروتية استناداً إلى موقع النصرة عن شاعرة‮ ‬داعش‮ «حلم النصر» ‬التى نفرت إلى ولاية الرقة من بلادها السعودية، وتحكى القصة، التى نشرها أيضاً‮ «‬الغرباء للإعلام»، ‬عن محاولات الشاعرة السعودية المتكررة للنفير إلى الرقة التى يسميها داعش‮ «‬أرض الخلافة»‬، ‬أرض أحلامها، ‬حيث الأطفال يلعبون بمرح وسعادة ‬بأعواد الخشب ‬على أنها أسلحة سيقتلون بها الكفار والمرتدين ويرددون: «‬دولة الخلافة باقية‮»‬، ‬والناس منصرفة إلى أعمالها، فالقصف بالنسبة لها يمكن اعتباره كحوادث السيارات فى أى بلد فى العالم، ‬تشاركنا سعادتها عندما كلفت بالطهى للمجاهدين، وتحدثنا عن لذة التسوق فى «‬أرض الخلافة»‬، حيث أول متجر دخلته فى ولاية الرقة كان متجر‮ «‬سلاح‮» ‬ياللروعة، فأهداها من معها‮ «‬قنبلة صوتية وخنجراً وطلقة دوشكا وراية الخلافة‮».‬
وتتابع الشاعرة التى تدربت على السلاح رواية أن من كان معها حين تدربت على الرماية قال لها‮: ‬تخيلى أن أمامك زعماء تنظيمات الحلف الكافر، ‬فالسلاح بات لا يبارح كتف الشاعرة، وكان عبارة عن بندقية روسية وأمريكية سائلة الله تعالى ‬أن «تفجر رأس كافر قريباً وتنحر علجاً مرتداً‮».‬
ولتكتمل القصة فإن‮ «‬أحلام النصر‬، ‬وبعد وصولها مباشرة إلى الرقة، ‬عقدت قرانها علي‮ «أبو أسامة الغريب»‬، ‬وهو إمام مغربى الأصل، ‬نمساوى الجنسية، ‬التحق هو الآخر بتنظيم‮ داعش، ‬وسبق أن نشرت له‮ «الغرباء للإعلام‮» ‬كتيباً بعنوان‮ «‬المحكم فى هجرة المرأة من‮ ‬غير محرم»، فانهالت التهانى على الزوجين عبر‮ ‬هاشتاج «مبارك زواج أبوأسامة الغريب وأحلام النصر».‬
ونشرت «النهار» قصة أخرى من ملف‮ «‬النساء ‬فى ‬داعش‮»‬، ‬حيث نُشر على هاشتاج‮ «لا لنفير النساء» ‬الذى أطلقه مغرد من‮ «‬النصرة» ‬قصة رجل صومالى تركت ابنتاه منزل والدهما فى النرويج، ‬مع رسالة موجهة إليه تقول‮: «‬أنت علّمتنا الجهاد النظرى، ونحن اليوم نطبقه عملياً‮».‬ وتقول القصة‮ ‬إن «الوالد بعد أن علم بذلك أصيب بصدمة عنيفة وسافر إلى سوريا بعد أن جاء إليه اتصال بأن ابنتيه فى سوريا، وأنهما فى مكان خطر ويجب عليه أن يدفع مبلغاً كبيراً حتى تستطيعا الخروج والعودة».‬
وهناك التقى الوالد فى «‬أطمة» ‬ببعض هذه العناصر، ‮فأخذت جبهة‮ النصرة على عاتقها استعادة الابنتين، ‮وتفاوضت عبر رقم هاتف كانت قد اتصلت عبره واحدة من الأختين بوالدها باكية‮.‬
وفى اليوم الذى تم فيه الاتفاق على تسليمها فى «‬أطمة»‬، ‬حضر رجل نيجيرى بسيارة ومعه الفتاتان، وحدثت مشادة بينه وبين عناصر‮ «‬النصرة‮» فرّ‮ ‬على أثرها بسيارته، ‬فأطلقوا عليه النار، فلجأ الرجل مع الفتاتين التى أصيبت إحداهما فى رجليها إلى حاجز لتنظيم‮ ‬داعش فى ‮«‬أطمة» ‬مستنجداً بهم، كونه من جنود‮ «داعش‮»‬، وكاد يقع اشتباك بين عناصر جبهة النصرة ‬وبين عناصر ‬داعش، إلا أن الأمر انتهى باللجوء إلى محكمة‮ «أطمة‮» ‬قبل أن يجرى تحويل القضية إلى محكمة‮ «‬الدانة‮»‬، ‬حيث رفع الوالد دعوى، ‬وهناك أخبروه بأن الفتاة الكبرى تم تزويجها من أحد جنود ‬داعش‮ بعقد شرعى من المحكمة، ‬وسجنوه‮ ‬12‮ ‬يوماً، ‬قضى‮ ‬9‮ ‬منها فى السجن الانفرادى بتهمة العمالة لتركيا، وتعرّض للإهانة‮ ‬والتعذيب والتهديد بالقتل، ‬إلى أن قضى مسئول المحاكم‮ ‬النجدى ببراءة الوالد وأوصله إلى‮ «‬أطمة» ‬مع نصيحة بالخروج من سوريا، ‬فامتثل الوالد تاركاً ابنتيه فى سوريا، ‮موضحاً لراوى القصة، ‬الذى حاول إقناعه بالبقاء وتأمين الحماية والسعى لإخراج ابنتيه، ‬بالقول‮: «‬ما استطعت أن أفعل لهما شيئاً، ‬لقد رفضوا حتى أن أجلس معهما‮».‬
ويقول الراوى‮: إنه «‬التقى زوج الابنة الكبرى وهو نيجيرى ويسكن فى كفر‮ جوم، وحصل نقاش بينهما عن زواجه من فتاة بغير إذن وليها، ‬فكان رد الزوج: ‬ليس لأبيها ولاية عليها، ‮ولى أمرها أبوبكر البغدادى، ‬وأنا تزوجت بعقد شرعى من المحكمة»!!‬ وهكذا تجرى عمليات‮ «‬الاغتصاب‮» ‬المقنن، والأخطر من ذلك أن المرأة‮ «المهاجرة» ‬إلى هذه الأراضى كما يسمونها، ‮تتزوج عدة مرات، ‬فحتى عندما ينتقل زوجها من منطقة لأخرى يطلقها ليتلقفها‮ ‬غيره ويبحث هو عن امرأة أخرى فى المكان الجديد الذى يذهب إليه‮.‬
لقد نجح تنظيم ‬داعش فى إعادة إحياء عبودية النساء، ‮ولذلك فإن أعداداً هائلة من النساء وتحديداً فى سوريا والعراق يتطوعن للانضمام بشكل مستمر إلى صفوف المقاتلين ضد تنظيم ‬داعش بهدف دحره وإنهائه من الوجود‮.‬ ففى مدينة‮ «عين العرب»‬ السورية تقود امرأة كردية القوات التى تقاتل‮ «‬داعش» ‬دفاعاً عن المدينة، ‬كما أن نساء عديدات فجّرن‮ ‬أنفسهن فى صفوف إرهابيى «‬داعش» ‬وأسقطن عشرات القتلى والمصابين‮.‬
ووفقاً للكاتبة الأمريكية‮ «‬فريدا‮ ‬غيتيسى‮» ‬التى كتبت مقالاً‮ ‬نشره الموقع الإلكترونى ل«سى إن إن‮»‬، ‬فإن النساء يشكلن ثلث القوات العسكرية المحاربة لداعش فى سوريا، ‮وأحد أسباب مشاركتهن فى القتال شعورهن بأن النساء سيخسرن أكثر من أى أحد آخر‮.‬
وتقول الكاتبة الأمريكية‮: «‬إنه ولفترة من الوقت حامت الإشاعات التى اتسمت بتشددها وغرابتها لدرجة دعت إلى الشك، ‬منها‮: ‬أسواق العبيد واختطافات جماعية والتعامل مع النساء ‬كما لو كن‮ ‬غنائم حرب يتم توزيعهن بين المقاتلين الأشداء، ‬وبدت عند سماعها ‬كما لو كانت قصة من حقبة زمنية أخرى».‬
وتقول الكاتبة كذلك‮: «‬فى عام‮ ‬2014‮ ‬وعبر الإنترنت قام تنظيم ‬داعش ‬بوصف ما تم فعله ضد الأقلية الأيزيدية فى العراق، ‬بعد القبض على النساء والأطفال الأيزيديين وتوزيعهم وفقاً لأحكام الشريعة على مقاتلى الدولة الإسلامية، ‬الذين شاركوا فى عمليات ‬سنجار».‬ وتضيف الكاتبة‮: «‬إن هذا الوصف ‬تضمّن تفسيراً فقهياً لتبرير المنطق الدينى والفائدة الاجتماعية المترتبة على إعادة إحياء عبودية النساء».‬
وقالت مجلة ‮«‬دابق» ‬الناطقة بلسان‮ «‬داعش»: «‬يجب على المرء أن يتذكر أن استعباد عائلات الكفار وسبى نسائهم هو من الأسس الثابتة للشريعة الإسلامية».‬
وقد أثارت هذه الادعاءات الزائفة رفضاً واسعاً بين علماء الدين والشريعة حول الطريقة التى فسّر بها تنظيم‮ داعش الشريعة وفقاً لرغباته ومصالحه الدنيوية‮.‬ وتستند‮ «داعش» ‬فى رؤيتها كما ورد فى مجلة‮ «دابق» إلى أن العبودية وسبى النساء تشريع عملى للغاية، لأن العديد من الأئمة المعاصرين، على حد وصفهم، أشاروا إلى أن إنهاء العبودية أدى إلى زيادة فى «‬الزنى والفحشاء‮».‬
وقد أكدت الأمم المتحدة‮ «‬أن أسواقاً للعبيد تعمل حالياً فى الموصل بالعراق والرقة فى سوريا، ‬حيث التقى مندوبون للأمم المتحدة بعدد من شهود العيان الذين أشاروا إلى أن النساء اللاتى يحتجزهن التنظيم يتعرضن للاستغلال الجنسى ويتم تسليمهن إلى تجار العبيد، ‬حيث تقدر الأمم المتحدة وجود ما لا يقل عن‮ ‬2500‮ ‬ضحية، ‬بينما ذكر آخرون أن الأرقام أكبر من ذلك بكثير‮».‬
وقالت التقارير إن القوات الكردية عندما استعادت سد الموصل عثرت على نساء عاريات وموثقات الأيدى جرى اغتصابهن عشرات المرات من عناصر‮ «داعش» ‬التى كانت تحاصر السد‮.‬
وقد روت إحدى النساء الأيزيديات وتُدعى‮ «عمشة» ‬حديثاً نشرته الجارديان البريطانية فى ‬11‮ ‬ أكتوبر‮ ‬2014‮ ‬قالت فيه‮: «‬لقد تم اختطافى ضمن أخريات من خلال عناصر تنظيم‮ داعش‬، ‬وإننى تمكنت من الهرب بعد أن تم احتجازى مع أخريات‮».‬
وتقول «عمشة» إن التنظيم هاجم بلدتها فى شهر أغسطس ‮ ‬2014، ‬وقام بتصفية رجال البلدة ومن بينهم زوجها وشقيقها رمياً بالرصاص أمام أعين سكان القرية الذين هرب قسم كبير منهم إلى جبل‮ «سنجار».‬
وقالت عمشة إنها اقتيدت مع العديد من فتيات ونساء القرية فى شاحنات صغيرة إلى سجن لا يستطعن الخروج منه، ‬إلا إذا تم بيعهن‮.‬ وقالت‮: «‬إن عمليات بيع الفتيات كانت تتم يومياً، ‬إذ يدخل الرجال ويختارون الفتاة التى يريدونها ويشترونها، ‬وأكثريتهم من العراقيين».‬ وقالت‮: «‬لم يكن يُسمح لواحدة بمغادرة السجن، ‬إلا إذ تم بيعها»‮. ‬وأضافت‮: «‬كان الرجال يدخلون الغرفة يومياً لاختيار الفتيات الأجمل ثم الأصغر».‬ وقالت إن رجلاً‮ ‬خمسينياً اشتراها ب12‮‬ دولاراً أمريكياً، ‬وإنها أُجبرت على الزواج منه قبل تمكنها من الهرب‮.‬
وفى ‬16‮ ‬ أكتوبر‮ ‬2014‮ ‬قالت عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية بشرى العبيدى فى حديث لموقع‮ «‬موطنى» ‬الإلكترونى‮: «‬إن تنظيم‮ ‬داعش ‬أنشأ سوقاً للنخاسة فى أكثر من مدينة عراقية، ‬وتتواتر الأخبار عن وجود سوق مماثلة فى المناطق السورية التى استولى عليها التنظيم‮».‬ وقالت‮: «‬هناك عدة أسواق للنخاسة أقامها مسلحو‮ ‬داعش فى محافظة‮ نينوى‬، إحداها فى مدينة الموصل، وأخرى فى مطار تلعفر، ‬وثالثة على الحدود مع سوريا».‬ وقالت‮ ‬إن «الشهادات الموثقة تُظهر حجم هذه التجارة، ‬إذ إن هناك ما لا يقل عن‮ 0003 ‬ امرأة وطفل من الطائفتين المسيحية والأيزيدية، ‬فضلاً‮ ‬عن نساء وأطفال مسلمين، ‬يتم التعامل معهم كسبايا وعبيد، ‬حيث يُباعون ويُشترون».‬ وقالت‮: «‬إن هذه التجارة تجرى أيضاً فى مدينة‮ ‬الرقة‮ ‬السورية، حيث تُمنح النساء الأسيرات للمسلحين مقابل مبالغ‮ ‬زهيدة»‬، ‬وقالت‮: «إن أسعار النساء فى أسواق النخاسة تتراوح من‮ 002 ‬دولار لتصل إلى‮ 0001 ‬دولار، ‬حيث يزداد السعر كلما كانت «‬السبية» ‬بكراً وأصغر عمراً وأكثر جمالاً».‬
إذن هذا هو حال المرأة فى ظل سيطرة تنظيم ‬داعش على الكثير من المناطق السورية والعراقية، ‬إنها عبودية جديدة فى إطار تفسير‮ ‬غير صحيح للشريعة، ‬وهو أمر يوجب على علماء الدين فى العالم العربى والإسلامى التحرك سريعاً والتصدى لهذه الأكاذيب والتفسيرات الخاطئة التى تسىء للدين وتفتح الباب أمام عودة استعباد النساء والتنكيل بهن واستباحة أجسادهن والتعامل معهن كغنائم حرب‮.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.