من بين مئات الأطفال الذين يهيمون فى شوارع كابول يطاردون السائحين لبيع الهدايا التذكارية الرخيصة والخرائط السياحية، برز فواد محمدى، لم يتعد 12 عاماً، يعمل ليل نهار ليعيل أسرته بعد وفاة والده، لم يكن ليحلم فى يوم من الأيام أن هذا من شأنه أن يعرفه بالمخرج «سام فرنش» الذى حوله فيما بعد إلى نجم سينمائى. من عينين خضراوين ووجه مغطى بالتراب إلى بطل الفيلم القصير «أولاد بوزكاشى» الذى يعرض الآن فى دور العرض بلوس أنجلوس ولندن ورشح للعديد من الجوائز حول العالم. قال فواد عقب عرض الفيلم فى كابول: «شاهدت العديد من الأفلام الأفغانية، وكنت أحلم وأنا أجلس فى قاعة العرض أشاهد أحد هذه الأفلام العظيمة أن أكون ممثلاً، وها هو الحلم يتحقق وأقابل المخرج سام فرنش وبالفعل أصبح بطلاً لأحد الأفلام». والفيلم تدور أحداثه حول طفلين أفغانيين ينشآن فى كابول ويحلمان بأن يصبحا بطلين فى رياضة «البوزكاشى» وهى رياضة وطنية أفغانية لركوب الخيل على غرار لعبة البولو ولكنها تستخدم الماعز الميتة بدلاً من الكرة!. وقال مخرج الفيلم سام فرنش: «أهدف من الفيلم أن حتى هؤلاء الأطفال لديهم أحلام يسعون لتحقيقها وهو ما لا ينظر إليه الغرب الذى حتى الآن يعتقد أن هؤلاء الأطفال العاديين والبسطاء هم مجموعة من الانتحاريين والشباب منهم لا بد وأن ينضموا إلى حركة طالبان، فحاولت فى هذا الفيلم أن أظهر الجانب الإنسانى لهؤلاء الأطفال». ويعترف «سام» أن واحداً من أكبر تحدياته كان يتمثل فى الحصول على أطفال يعيشون فى شوارع كابول ويأتون من خلفيات واقعية تعانى من صعوبات الحياة، والتحدى الأكبر بالنسبة له هو الإتيان بطفل ليس لديه أى خبرة فى التمثيل وعمل ممثل جيد منه. وقد حصل الطفل «فواد محمدى» بعد هذا الفيلم على منحة من الحكومة لدخول المدرسة وتعلم اللغة الإنجليزية.