لم يدع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فرصة في خطاباته إلى العالم الإسلامي، إلا واستشهد ببعض الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية. وفاء بوعده الذي قطعه على نفسه أثناء ترشحه للرئاسة، وتحت قبة جامعة القاهرة وفي أول زيارة للعالم العربي، اختار الرئيس الأمريكي باراك أوباما "القاهرة"، لتكون البداية الجديدة له في الوطن العربي. "الدولة التي تمثل قلب العالم العربي من مختلف الجوانب، مصر إحدى القوى الأساسية في عملية السلام في الشرق الأوسط".. هكذا أوضح أوباما هدفه من الخطبة التي ألقاها في يونيو 2009، وبعد مرور أكثر من 6 أشهر على توليه للرئاسة، ليشعر أن عليه تحسين العلاقة بين أمريكا والعالم الإسلامي، التي تشوهت كثيرًا أثناء فترة رئاسة جورج بوش الابن. افتتح أوباما كلمته، ب"السلام عليكم" باللغة العربية، ثم تلاها بآية من سورة من سورة الأحزاب، "اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا"، استشهد أوباما أيضًا في موضعين آخرين من خطبته بآيتين آخرتين، إحداهما في سورة الحجرات: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا"، والأخرى في سورة المائدة:"أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا". واستعان أوباما، في كلمة ألقاها خلال مراسم إفطار دينية في العاصمة الأمريكيةواشنطن، في يناير الماضي، بحديث شريف للرسول صلى الله عليه وسلم، قائلا "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، ما أثار ردود أفعال مرحبة في أوساط المسلمين في الولاياتالمتحدة. واليوم، وفي قمة مجلس الأمن المنعقدة في واشنطن؛ لمناقشة سبل مواجهة الإرهاب، أكد أوباما أن الدين الإسلامي بريء من تلك الأعمال الإجرامية، التي يرتكبها تنظيم "داعش" و"القاعدة"، مشددا على أن أمريكا والغرب يعلمون جيدا أنه لا علاقة للإسلام بتصرفات الإرهابيين. وأضاف أوباما، "لسنا في حرب ضد الإسلام والمسلمين، وإنما ضد من شوه الإسلام، مستشهدا بالآية الكريمة (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أو فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا)".